الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


مجنون يحكي .. وعاقل يسمع

سعد الشديدي

2005 / 12 / 16
مواضيع وابحاث سياسية


في اغرب تعليق رسمي على فضائح اقبية التعذيب التابعة لوزارة الداخلية العراقية، صرّح السيد صولاغ، وزير الداخلية ومن قيادات الأئتلاف الشيعي، بأن الأرقام التي تناقلتها وسائل الأعلام مبالغٌ فيها. فأعداد المعتقلين والذين تعّرض منهم للتعذيب غير صحيحة. وأبدى صولاغ دهشته، في مؤتمرٍ صحفي عقده لهذا الغرض، من ان تشنّ الصحافة هجوماً "مفتعلاً" على الحكومة، بسبب تعرض سبعة مواطنين عراقيين "فقط" للتعذيب.
وأؤيد السيد الوزير بأن الصحافة المأجورة ورجال الأعلام المأجورين هم من قاموا بتوجيه نيران أقلامهم الى الوزارة البريئة براءة الذئب من دمّ يوسف. فلماذا تقوم الدنيا ولا تقعد بسبب اهانة وتعذيب وتجويع وأرهاب سبعة من العراقيين لا أكثر ولا أقل؟ كان يجب ان يصل العدد على اقل تقدير الى سبعة آلاف او ربما سبعين الفاً كي يبدأ الاعلام حملات الأحتجاج والمطالبة بأدانة الوزارة وفتح تحقيق من جهة محايدة حول الموضوع. وربما أكون قد أخطئت في تحديد الرقم فالسيد صولاغ لا يأبه للرقم سبعة فرقمه المقدس هو 12 كما نعرف. لذلك فأنتظروا المرة القادمة حتى يصل عدد من يتعرض للتعذيب الى اثني عشرعراقياً كي يفيق السيد الوزير وينتفض مدافعاً عن مقدساته الرقمية.
تصوروا سبعة معتقلين فقط تعرضوا للتعذيب في عراق مافيا صولاغ - الحكيم وأقبيتهما السرية. فلماذا كلّ هذه الهوسة؟ من يهتم بسبعة من العراقيين الذين لم يسمع عنهم أحد؟ اقلبوا صفحة رجاءاً ولا تسببوا صداعاً لرأس السيد الوزير فلديه من المسؤوليات و المشاغل ما يمنعه من التفكير في مصير سبعة عراقيين تمّ اختطافهم دون سند قانوني. ومن ثمّ تعرضوا للتعذيب والضرب والشتم والتهديد والأهانة والتجويع. فوزارة الداخلية العراقية لديها من المسؤوليات الجسام التي تمنعها في مناقشة موضوع تافه مثل تعذيب سبعة مواطنين لم يأتوا جرماً سوى انهم من المخالفين لجماعة السيد الوزير. والوزارة تعمل بجدّ لحفظ أمن وكرامة وحياة المواطن العراقي، خارج اقبية التعذيب بالطبع. أما اذا حالفك النحس وأصبحت نزيلاً في احد اقبية صولاغ – الحكيم، اخي المواطن، فأقرأ على نفسك السلام.
واياك أن ترفع صوتك بأنتقاد أحدٍ من قادة الأئتلاف ووزرائه فكلهم من المقدسين الذين لا يحق لك ان تفكر بانتقادهم.. فليس من حق احد في عراق صوصو المفترس ان يحتج على شئ. ومن يحتج فعليه لعنات المؤمنين والمؤمنات في دبر الصلوات المكتوبة والنوافل ونقمة قادة الأئتلاف من تكارتة العراق الجددّ.
فوزارة الداخلية بضباطها ومراتبها، مع كل ما يشاع عنها ظلماً وبهتاناً، ساهرةٌ على تطبيق القانون.. نعم القانون وليس الدنبك أو الدف. والدليل تجده على اجساد اولئك الذين قام رجال السيد الوزير بمداعبتهم قليلاً بالهراوات والكرابيج والسلاسل الحديدية وآلات قلع الأظافر.
نسيّ سعادة صولاغ باشا السفاح بأن القانون الذي يدعي انه يسهر وأزلامه على حمايته لا يفرق بين قتل نفس واحدة أو الف نفس. وأن من يرتكب جريمة مثل التي حاول تتفيهها والتقليل من شأنها لا بد أن يقف يوماً في قفص الأتهام.
فأما أن نبني عراق دولة القانون التي تحترم حقوق الأنسان ولا تفرق بين سيد وعبد وتعّرض من يخرق القانون، كائناً من كان ومهما كانت درجة قدسيته في عقول اتباعه، الى المسائلة والمحاسبة. وأما ان نبقى تحت رحمة صدام حسين، الذي جاءنا بشكل جديد ولحية جديدة ومسبحة جديدة ورايات جديدة ومظلومية جديدة.
علينا أن نختار وبسرعة. فلا وقت لدينا لنضيعه.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. إعلام: شبان مغاربة محتجزون لدى ميليشيا مسلحة في تايلاند تستغ


.. مفاوضات التهدئة.. أجواء إيجابية ومخاوف من انعطافة إسرائيل أو




.. يديعوت أحرنوت: إجماع من قادة الأجهزة على فقد إسرائيل ميزتين


.. صحيفة يديعوت أحرنوت: الجيش الإسرائيلي يستدعي مروحيات إلى موق




.. حرب غزة.. ماذا يحدث عند معبر كرم أبو سالم؟