الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


مثل أعمارنا التي أكلتها الحروب عيد بلا تهانٍ طوته الإنفجارات

عمار طلال

2016 / 7 / 16
مواضيع وابحاث سياسية


مثل أعمارنا التي أكلتها الحروب
عيد بلا تهانٍ طوته الإنفجارات

عمار طلال*
عشرات السنين، والعراقيون يدورون في فلك المآسي.. حروباً وعقوباتٍ دوليةٍ وإعتقالاتٍ وقواتٍ أجنبيةً على أرضه وأحزاب تبدد ثرواته بنهم وساسة يتقاضون أموالا خرافية، منذ 2003، ولحد الآن، من دون أن ترتوي شهوة المال لديهم، ومفخخات نفذت بتفجيراتها الى البيوت والمولات والمدارس وكافيهات الشباب البريئة والاسواق الشعبية التي تلتقط قوت يومها "بالشافعات".
حتى باتت عطور الورد ملغومة بالتوجس، تريب من تهدى له.
نقاتل على جبهات متنوعة، في كل مرحلة تفتعل لنا القوى العظمى، عدوا، نقاتله نيابة عنها، سافحين دماء شبابنا وزهرة إقتصادنا.. مرة ضد إيران وأخرى ضد الكويت والان نواجه "داعش" على خطوط الصد، في تكريت وسامراء وديالى والانبار والموصل، وبين أرجلنا ومن خلفنا ومن بين أيدينا، في كل ركن من العراق.
فأي عيد تبقى لمن ضاع ظله!؟...
شعب ينوء بثقل أوزار الماضي.. لم يتخفف منها بعد، وإذا بالحاضر يصادر مستقبله، بأبشع الطرق.. مركبات كيمياوية تحيل نزهة الشباب ليلا، الى جهنم وقيامة من نار، تسد الآفاق بما رحبت.. نار تلامس الفضاء، تستجير من لهيبها الملائكة، وشبابنا وسطها يتلظون.. "يوم ترونها تذهل كل مرضعة عما أرضعت وتضع كل ذات حمل حملها، وترى الناس سكارى وما هم بسكارى ولكن عذاب الله شديد".. عيدنا قيامة، فماذا تبقى لأم ثاكل وزوجة أرملة وإبن يتيم وشابة فقدت حلم إنوثتها.. فارس براءة عواطفها الغضة.. عاجزة عن إخفاء لوعة الحرقة بكاء، وعاجزة عن أن ترثيه.. تلتلث بتخريج المقف؛ فيشيب قلبها اليافع من شدة الـ...
ربنا ما ضرنا الفساد والارهاب وتردي الأمان وشحة الخدمات، إنما ضرنا حلمك على المفسدين الذين غضوا الطرف عن الارهاب.. تركوه يعيث قتلا بالعراقيين، وإنشغلوا بالمال عن واجباتهم الوطنية والوظيفية.
هل آن لنا أن نعيّد، أم نرجئ العيد الى فجيعة أخرى مقبلة؟ بينما الإرادات الدولية تترقب؛ كي تدين وتشجب وتستنكر.
عيد مر كالعلقم، من دون تهان، بل التعازي أبلغ المشاعر والفجيعة أصدق الحقائق والصادمة تروع النفوس.. تعسا لمن شغلته الدنيا عن الآخرة وتماهى مع الباطل من دون الحق.. وكل ما نقول ويقال.. كلام لا يعيد للشهيد حيوية شبابه المسفوحة، التي أكلتها نار فظيعة اللهب، كأن بركاناً مقلوبا من جهنم، صب حممه على عمارات الكرادة.. نار لم تعرف المختبرات وقودها الذي تفجر.. حتى هذه اللحظة، لكن ثمة وقود واحد لكل النيران، هو الشعب العراقي.. نحن وقود نار الدنيا، والمفسدون وقود نار الاخرة.
*مدير عام مجموعة السومرية








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. عائلات الرهائن الإسرائيليين المحتجزين لدى حماس تغلق طريقا سر


.. صباح العربية | 4 نباتات جديدة تدخل عالم الطهي بتركيا.. ومتحف




.. ترمب يتعهد بإيقاف الحرب العالمية الثالثة: بايدن أوصل الكوكب


.. ترمب يستغل تجمّع كاميرات لتعويض غيابه الانتخابي.. وبايدن يقل




.. قصر أثري في بلجيكا معروض للبيع مقابل 10 يورو فقط