الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


مشكلات المتنصرين في اوربا

وليد يوسف عطو

2016 / 7 / 16
الهجرة , العنصرية , حقوق اللاجئين ,و الجاليات المهاجرة



اهداء:

الى ارواح ضحايا العمل الارهابي في مدينة نيس الفر نسية

دخل مصري قبطي في الاسلام , وهو في الثامنة عشرة من عمره .وشهدت حياته في المانيا فترة من التطرف الاسلامي , انفصل في نهايتها عن ماضيه غير الاسلامي وانضم الى المجموعات الاسلامية المتطرفة .وابدى استعداده لاستخدام القوة والعنف في سبيل الاسلام.

في وقت لاحق استفاق من غيبوبته الفكرية (كوما )ولاحظ انه فارغ داخليا , وان اسئلته الحقيقية لم تلق اجابة شافية عليها . في عام 2008 طلب تعميده قبطيا ارثوذكسيا , لكنه لم يريد قطع علاقته بالاسلام , وانما اراد ان يوضح للمسلمين لماذا اتخذ هذه الخطوة.

يبين الفيلم (قران في الراس – 2)كيف كان يقف امام ابواب موصدة .كان مرشده الروحي امام جامع ابي بكر متولي موسى قد قال له بكل صراحة انه لايبالي بالمرتدين الذين يفضلون الدخول في الاسلام بصمت وبسرية . لكن من يرتد عن الاسلام علانية ويقول بان دخوله في الاسلام كانت غلطة عمره ,فانه ينبغي معاقبته .

بعد تعميده يسال بارينو هاتفيا عن العقوبة التي كانوا يقصدونها . ويتلقى الجواب : يجب قتل المرتد في هذه الحالة .
في عام 2013بلغ الخوف في الجانب التركي من الحماس التبشيري المزعوم للمسيحيين ذروته.لقد تعين على وزير الداخلية الالماني هانس – بيتر فريد ريش عند قيامه بزيارة انقرةعام 2013 الاستماع الى اتهامات قاسية وجهها اليه بكير بوزداغ الذي كان نائبا لرئيس الوزراء .وهو اليوم يعمل وزيرا للعدل .

جاء في قائمة الاتهامات ان السلطات الالمانية تنتزع من الاطفال المسلمين هويتهم وتجبرهم على التنصر بتوسطها لهم للعيش في اسرة مسيحية.اما في الحقيقة فانه في حال كون الطفل التركي لامعيل له يتم البحث اولا عن عائلة تركية مسلمة كي تتولى رعايته ,الامر الذي لايعني باي حال تنصير الطفل رغما عنه .

وهكذا فان اتهامات بوزداغ لاتشير الى وجود مشكلة حقيقية, وانما تشير الى الجو المعادي للمسيحية في تركيا , والى ان هذا العداء يشمل ايضا الدوائر الحكومية.الدعوة الى الاسلام مسموح العمل بها في المانيا في اطار الحرية الدينية ومباديء العلمانية , لكن الاعتراض يقع في خرق مباديء العلمانية وحقوق الانسان في اوربا وفي المانيا , وفي سكوت حكومات الدول الاوربية عن هذا الخرق .

حيث تمثل حملات توزيع القران التي يقوم بها السلفيون قمة جبل الجليد .ولازال العمل جاريا في نصب منصات في مناطق المشاة في المدن الالمانية لتوزيع نسخ من القران تحت شعار ( اقرا).

بما يخالف مباديء العلمانية الاوربية وتحول الحكومات الاوربية الى حكومات ( المؤلفة قلوبهم ) بفضل اموال البترودولار الخليجية .يرافق هذا التوزيع احاديث شخصية يصف فيها الدعاة وهم من الرجال العذاب الابدي الذي سيلقاه الكفار في نار جهنم , والذين هم من المسيحيين , اذا لم يدخلوا في الاسلام .
وهذا يتعارض مع الايات المكية ويعتبر من ناحية ثانية اعتداءا صريحا على المسيحية وعلى حقوق المواطن في المانيا .وعلى مباديء العلمانية والديمقراطية.

لقد وقعت اعتداءات على المسيحيين في مركزالاستقبال الدولي للاجئين في هامبورغ . وفي خريف 2013 هاجم عمال مسلمون , من العاملين في الشركة الامنية المسؤولة عن المركز , لاجئين مسيحيين بسبب عقيدتهم .ولقد حققت الشرطة في ثلاث حالات بسبب الاشتباه بالحاق اذى جسدي .

وفي حالة اخرى بسبب التهديد . لقد اعرب المسؤول عن الشؤون الاجتماعية في الكتلة النيابية للحزب المسيحي الديمقراطي عن قلقه بقوله :
(انني متاكد من وقوع حوادث اخرى .لكن الضحايا يسكتون عنها خوفا من الانتقام ).
وبحسب تحقيقات اجرتها صحيفتا ( ريبورت مونشن )و (دي تسايت ), يتعرض بصورة متزايدة مسيحيون هربوا من ارهاب ميليشيات داعش في سوريا والعراق لاعتداء الاسلاميين عليهم في المانيا .ففي ماوى للاجئين في حنوب المانيا شتم لاجئون شيشانيون مسيحيين من الشرق الاوسط بانهم (كفار) واعتدوا عليهم بالتهديد والضرب.
ويعلق على ذلك احد المصابين بقوله (لقد جئت الى المانيا لكي لانضطر الى رؤية مثل هؤلاء الناس .والان نعيش معهم في ماوى واحد ).وهذه الحادثة ليست حادثة منفردة .

تحدث الاب غابي جعجع من فرانكفورت عن عداء صريح ضد المسيحيين في ماوى اللاجئين . وهو قس من الكنيسة المارونية .كما تحدث احدالمساعدين عن مشكلات المتنصرين قائلا :
( اسوا الحالات التي يتعرض لهاالمسيحيون الذين كانوا مسلمين في السابق .فهم يتعرضون للضرب بصورة منتظمة ).
ومما هو مخيف ان ضحايا العنف المضاد للمسيحيين في المؤسسات الالمانية مذعورين الى درجة ان واحدا منهم فقط مستعد للظهور امام الكاميرا . وهم لايشتكون الى الشرطة خوفا من الانتقام.

تحت شعار ( المسلمون للمسلمين )تنشط منظمات الاغاثة الاسلامية لتقديم الدعم للمسلمين . وتقوم بجمع التبرعات لصالح الفقر اء , ومن اجل مشاريع محددة.اما في المانيا فالوضع مختلف تماما .اذ يتعين على الكنائس التفكير ببالغ الحذر فيما اذا كانت ستنفق مواردها المالية على تاهيل القساوسة , ام على بناء الكنائس , ام على الدروس الدينية ,ام على شراء الاناجيل , ام على فتح الابار في مناطق الكوارث , او على التعليم والصحة , او الزراعة وغيرها من الامور .

لاينبغي من هذه المقارنة اظهار ماهو افضل او اسوا . ولا دعوة المنظمات الكنسية للتخلي عن خياراتها لصالح الفقراء غير المرتبطين بتوجهاتها الدينية.لكن عندما ينشا وضع غير متكافيء فعلينا تحمل مسؤوليته , والكلام هنا للعالمة الالمانية ريتا بروير في كتابها ( باسم الله :اضطهاد المسيحيين في العالم الاسلامي ) تجاه المسيحيين المهمشين في البلدان الاسلامية .

فمن الصعب عليهم ان يتفهموا ان اخوتهم في العقيدة لايهبون الى مساعدتهم اولا . وانما يساعدون الجميع بالتساوي . وبذلك يتفوق المسلمون في الحصول على المساعدات لان لديهم مصادر اسلامية اخرى للاعانات ..
عجبي على هكذا مساواة مزعومة !
وعندما يتم على مدى سنوات تجاهل القمع والتهميش المتزايد للمسيحيين الذي يصل الى درجة العنف ,فيما يناقش الناس في المانيا بمنتهى الجدية ما اذا كان منع الحجاب لمعلمات المدارس يشعر المسيحيون الشرقيون بان العالم قد تخلى عنهم . فما ينتظرونه هو تضامن الكنائس العالمية معهم .
اشعر ان العالمة ريتا بروير ليبرالية اكثر من اللازم بحيث بات الغرب يتضامن مع المسلمين ويوفر لهم الكثير من التسهيلات والامتيازات التي لاتتوفر للمسيحيون بما يخالف مباديء العلمانية الغربية والديمقراطية وحقوق الانسان .
الغرب لايهمه سوى مصالحه فقط .
ان تفجيرات مدينة نيس الفرنسية يتحمل مسؤوليتها الفاشية الاسلامية والحكومة الفرنسية لسكوتها عن المتطرفين المسلمين رغم معرفتها بهم , وبموقفها الذليل تجاه حملات الاسلمة في اوربا مقابل اموال البترودولار.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - موضوع شائك
على سالم ( 2016 / 7 / 16 - 15:57 )
اخى وليد بدون شك هذا موضوع شائك ومعقد للغايه , لاادرى ماهى الاسباب التى تجعل الغرب يدمر نفسه بنفسه وينتحر , الغالب والاعم انهم الساسه الفاسدين الجشعين والمرتشين سبب البلاء فى هذه الكارثه , منذ البدايه ارتكب الغرب خطأ فادح بسماحه بتدفق المسلمين الى بلاده دون دراسه دقيقه لهذا العمل الطائش الارعن حتى اصبح عدد المسلمين فى اوروبا فقط يتعدى رقم الخمسين مليون , كيف تمت هذه الجريمه فى غفله من الزمن , لقد استفاق الغرب الغبى اخيرا على نتيجه عمله الخسيس واصبحت العمليات الانتحاريه شئ روتينى فى دول اوروبا , ماذا ينتظروا وهم قد احضروا ثعابين سامه وعقارب تعيش بينهم وتلدغهم وتقتلهم والمستقبل يبدو قاتم جدا , لو كان الامر فى يدى لااصدرت اوامرى بترحيل كل المسلمين الى بلادهم البائسه او تتكفل بهم المهلكه السعوديه اصل الارهاب الاسلامى الاجرامى والتخلف البدوى


2 - الاخ علي سالم المحترم
وليد يوسف عطو ( 2016 / 7 / 16 - 16:13 )
اتفق معك في التحليل ..

خروج بريطانيا من السوق الاوربية المشتركة ستعمل على تفكيك بريطانيا واوربا معا..

مقتل النظام النيوليبرالي هو في تحالفه مع شياطين الاسلام السياسي...

الولايات المتحدة الامريكية حمت نفسها لكنها ورطت اوربا بالامر..

اليوم اوربا على مفترق طرق وعليها الاختيار بين الجنة والنار..

ختاما اتمنى لكم طيب الاوقات.. ..


3 - تحية طيبة أستاذ عطو
مريم نجمه ( 2016 / 7 / 16 - 19:36 )
دائماً أقرأ وأشارك مقالاتك التي تهمني وأود أن أنقلها لأكبر عدد ممكن من القراء ’ أعتقد كنت أشارك في التعليق في السنين السابقة نظراً لضيق الوقت ليس إلا -

بورك قلمك وفكرك وأبحاثك القيّمة

مع التقدير والمحبة للأستاذ الزميل وليد يوسف عطو


4 - الاستاذة مريم نجمة المحترمة
وليد يوسف عطو ( 2016 / 7 / 17 - 13:39 )
اسعدني حضوركم وتعليقكم على مقالتي للمرة الاولى ..

شكرا على تقييمكم الايجابي لمقالاتي ومساندتكم لقلمي..

اتابع كتاباتك باستمرار ..

نلتقيكم على مسارات فكرية جديدة!

اخر الافلام

.. إيران :ماذا بعد مقتل الرئيس ؟ • فرانس 24 / FRANCE 24


.. إيران تعيد ترتيب أوراقها بعد مصرع رئيسها | #التاسعة




.. إسرائيل تستقبل سوليفان بقصف مكثف لغزة وتصر على اجتياح رفح


.. تداعيات مقتل رئيسي على الداخل الإيراني |#غرفة_الأخبار




.. مدير مكتب الجزيرة يروي تفاصيل مراسم تشييع الرئيس الإيراني وم