الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


عقلية النهب السياسي

عبد الرحمن سليمان

2005 / 12 / 16
مواضيع وابحاث سياسية


لاشك ان عقلية "النهب" المتأصلة غريزيا في الانسان ,قابلة للتهذيب والاضعاف بفعل المناهج التربوية الحديثة في العالم المتحضر الذي يسعى جاهدا لادماج الفرد بالمجتمعات ,ويوظف العقول والابحاث والاموال الطائلة لهذا الغرض ,وما حوادث السرقة والسلب المصاحبة للكوارث الطبيعية وماشابهها ,الا دليلا على كمونها في اللاوعي الجماعي عند البشر رغم المجهودات المبذولة التي وان توصلت الى تسطيحها كظاهرة اجتماعية الا انها لم تقض عليها بصورة نهائية . ولاشك ايضا ان تجد تلك الظاهرة مرادفها في المجتمع السياسي الغربي من حين لآخر , غير ان نظام الحريات الممنوحة للمراقبة والمسائلة , حالما تفضحها محاولة تدارك الاخطاء عبر التوازن بين السياسة والمجتمع , وفي المقابل هنالك قوى وتيارات اجتماعية واسعة وعريضة ,تقف حائلا امام فكرة "النهب", حينما يتعلق الامر بالسياسة الخارجية التي مازالت اهدافها موضع شك وتساؤل عندهم لما تعنيه من تناقض صارخ بين الداخل والخارج ,ولربما هي احدى المحن الكبرىالتي يعيشهاالغرب حالياويسعى لحل تناقضاتها . يمكن الاستنتاج بصفة عامة ,ان ثمةوجود لقيم عليا ومعايير مجمع عليها اجتماعيا وسياسيا تقف بمجملها كمنظومة مراقبة وتلعب مايمكن ان نسميه دور الضمير . من الجدير بالملاحظة ان مفردة الضمير تعني الوعي في المعاجم اللغوية الغربية عموما ,في حين انها تعني في جذر فعلها الثلاثي عندنا , الكامن والمضمور , بمعنى ان الضمير في اللغة العربية هو سجين للاوعي وحبيس للماضي الذي منه لاغير نستمد القيم والتقاليد والاعراف , وبما ان اللغة مقدسة ,فالماضي مقدس بدوره ,بالتالي يكتسب "النهب" مشروعيته طالما ان الانسان غير معصوم قدريا من الاخطاء من وجهة النظر الدينية . اي اننا ازاء حالة من التناقض الداخلي هذه المرة , لكون من يؤمنون بالحق والعدل ,يقرون ضمنيا باستحالته في هذه الدنيا الفانية , وهنا لابد من سؤال يعرض نفسه بقوة: هل يحق لنا ان نمارس الشطارة والفهلوة والبلطجة السياسية وتصفية الخصوم ونهب المال العام وا شاعة الاحقاد والضغائن ومخالفة حتى ابسط البديهيات في التسامح والتي هي جوهر كل الاديان , في انتظار العدالة السماوية ؟
ماذا ستقول السيدة المعصومة "حمدية الحسيني" للمهدي المنتظر ؟
هل سيسامحها ويسامح القتلة , لانهم معصومين من الاخطاء ,ثم يعاقب شهيدا مثل " عبد العزيز جاسم" لانه الصق اعلانا مخالفا ؟
لماذا تخصص من اموال اليتامى 7600دولار يوميا لحماية حياتها الشخصية , وهي تتعجل ظهوره في صلواتها ليل نهار ؟
يبدو لي ان مفردة " النهب" تحولت بسرعة سياسية فقط الى مفردة " التمرد ",منذ تأسيس الدولة العراقية الحديثة ,بدون اللحاق بها اجتماعيا , عسى ان يكون انتباهنا منصبا على مفردات اخرى.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. رئيس كولومبيا يعلن قطع العلاقات الدبلوماسية مع إسرائيل ويعتب


.. -أفريكا إنتليجنس-: صفقة مرتقبة تحصل بموجبها إيران على اليورا




.. ما التكتيكات التي تستخدمها فصائل المقاومة عند استهداف مواقع


.. بمناسبة عيد العمال.. مظاهرات في باريس تندد بما وصفوها حرب ال




.. الدكتور المصري حسام موافي يثير الجدل بقبلة على يد محمد أبو ا