الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


-أردوغان- يفلت من العقاب

هيثم بن محمد شطورو

2016 / 7 / 16
مواضيع وابحاث سياسية


"اردوغان" قبل غيره يعلم علم اليقين أن تحركا عسكريا انـقلابيا في تركيا لا يمكن أن يكون خارج حلف الناتو و بالتالي واشنطن. من جهة أخرى لا يمكن لروسيا أن لا تـتحرك ضده بعد عملية إسقاط المقـاتلة الروسية من طرف الجيش التركي. القضية السورية و دعمه لـ"داعش" و المنظمات الإرهابية في القضاء على الثورة السورية و إدخال البلاد في الفوضى. سياسته المتعجرفة مع أوربا و استـفزازه لها بورقة اللاجئين السوريين. استعدائه للنظام المصري الحالي بتدخل سافر و وقح في الشئون الداخلية المصرية بعاطفية اخوانية تغلبت على نواميس السلوك السياسي السوي على أساس منطق الدولة و احترام بقية الدول..
أزمة اقـتصادية تـزيد حدتها شيئا فشيئا نتاج العـقوبات الروسية و العمليات التي يقوم بها الأكراد و العمليات التـفجيرية لما يسمى بـ"داعش" أو فرق المقاتلين المجانين الخاضعين لقيادات مرتزقة تتعامل مع مختلف أجهزة المخابرات العالمية..
اعتداء واضح لاردوغان على الديمقراطية من خلال التضيـيق على الصحافة حيث زج بعـدد منهم في السجون لأنهم كـشفوا عن تـفاصيل الفساد الهائل له و لمقربيه، و لأنهم كشفوا عن التعاملات المالية مع "داعش" و اقـتـناء النفط المسروق من سوريا و العراق.. إضافة إلى إقصائه لعدد من القضاة المعارضين له، و إقصائه لعدد من جنرالات الجيش و بشكل عام تدخله في مختلف أجهزة الدولة لإخضاعها لسلطانه، و عزمه على تغيير الدستور لأجل تـقـوية منصبه كرئيس للدولة دستوريا..
رغم ذلك يـفـشل الانـقلاب العسكري.
هل يعود الأمر إلى قوة حزب العـدالة و التـنمية و المدى الواسع لشعبـيته الداخلية فـقط أم لولاء الداخلية له و ولاء جهاز المخابرات و رئيس أركان الجيش؟
حتى المعارضة السياسية التركية لم تـزكي المحاولة الانـقلابية، برغم أن اردوغان زج بأعضاء في البرلمان في السجن. برغم المظاهرات الكبرى التي طافت شوارع اسطنبول ضد اردوغان الذي يهدد الديمقراطية التركية، فان موقف المعارضة كان بالضد من التحرك العسكري الانـقلابي.. إضافة إلى ذلك فان الجيش لم يكن موحدا في العملية الانـقـلابية و توضح ذلك خاصة بعد ظهوره و توعده بالرد القاسي( تبين عدم القبض عليه من قبل الانقلابيـين).
فمن أنـقـذ "اردوغان" هذه المرة؟ الأكيد أنها ليست الفرق المسلحة التابعة له أو الأجهزة التي ساندته. الذي أنـقـذه هو عدم وجود بديل سياسي واضح و قوي ضده من شانه اخذ زمام الأمور مباشرة. هذا هو الأساس الذي قيست عليه بسرعة ردود الأفعال. فعـدم وجود هذا البديل مع تـشابك بقية الأوراق، أضف إليها المعركة مع القوات الكردية التي أثارها اردوغان ليحمي نـفـسه مما حدث مؤخرا من عملية انقلابية عسكرية.
فالرفض الخارجي للقوى الدولية الكبرى أصبح عامل تأمين لإفـشال المحاولة الانـقـلابية التي أعلنت في بيانها أنها تهدف إلى حماية الديمقراطية. فجزء من أعضاء حزبه الاخواني سيتحولون إلى دواعش إذا نجح الانـقلاب العسكري. أضف إلى ذلك الصراع القائم مع التـنظيم الكردي المسلح. انه الخوف الشديد من الصورة السورية المرعبة و الخوف من أن تصيب لعنة سوريا تركيا اردوغان الغارقة في آثام القتلى و المشردين السوريـين. انه الخوف من دمار تركيا و الحرب الداخلية التي تعصف بعبثية بكل شيء..








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. قرارات بتطبيق القانون الإسرائيلي على مناطق تديرها السلطة الف


.. الرباط وبرلين.. مرحلة جديدة من التعاون؟ | المسائية




.. الانتخابات التشريعية.. هل فرنسا على موعد مع التاريخ ؟ • فران


.. بعد 9 أشهر من الحرب.. الجيش الإسرائيلي يعلن عن خطة إدارة غزة




.. إهانات وشتائم.. 90 دقيقة شرسة بين بايدن وترامب! | #منصات