الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


بين المؤيد والموالي للنظام السوري

حسان جمالي

2016 / 7 / 16
الثورات والانتفاضات الجماهيرية


بين المؤيد والموالي للنظام السوري

في البلدان الديمقراطية هناك مؤيدون للسلطة ومعارضون لها. وكما أن مهمة المعارضة ليست محرد الاعتراض على سياسة الحكومة والتصويت ضد أي قانون تقترحه أو قرار تتخذه, وانما أيضا المشاركة في صياغة القوانين وتعديلها وجعلها أكثر ملائمة لوضع البلد ومصلحة المواطن.
كذلك يتحمل مؤيدو الحكومة, أفرادا وأحزابا, مسؤولية تأييدهم, غير المطلق, وقد يعارضون بعض قرارات الحكومة بل يصوتوا أحيانا مع المعارضة, حرصا على الصالح العام وأمانة لناخبيهم.
ليس من الصدفة اذا أن لا يوجد مؤيدون بهذا المعنى للنظام السوري: هناك موالون للنظام لا مؤيدون له.
ذلك أن مهمة الموالي, على عكس المؤيد, الدفاع عن النظام وتأييده تأييدا مطلقا دون سؤال أو محاسبة, وبالتالي هو عضو مشلول لا علاقة له بمصلحة وطنه وشعبه من قريب أو بعيد.
لوكان هناك في سوريا مؤيدون لا موالون لما استقبل أفراد مجلس الشعب بشار الأسد (بعد تسبب الدولة بمقتل عشرات المتظاهرين في درعا) بالتصفيق والهتافات, وكأنهم يستقبلون محررا للبلاد والعباد. لو كانوا مؤيدين لاستمعوا اليه ومن ثم أمطروه بالأسئلة طالبين منه أن يعتذر من أهل درعا ومحاسبة مرتكبي الجريمة.
لو كان الموالون مؤيدين للحكم لرفضوا شعار الأسد أو نحرق البلد لأن الوطن أكبر بكثير من أي شخص مهما كان ومهما كانت منجزاته.
لو كان هناك مؤيدون لا موالون لكانوا أدركوا منذ بداية الثورة الخطر الماحق الذي هدد وحدة الوطن وسلامة شعبه, ولطالبوا الرئيس بالدعوة الى مؤتمر وطني من أجل التغيير السلمي الديمقراطي.
رجال الدين الموالون للنظام تخلوا وبسهولة عن أيسط القيم التي تدعوا لها الأديان وهي احترام الانسان وتكريمه وبالتالي لم يتدخلوا يوما, كمؤيدين لا كموالين, ليطالبوا النظام بوقف اعتقال أصحاب الرأي وبوقف التعذيب والقتل في السجون.
كيف يمكن لرجل دين أن يؤيد حكما, مهما كان صالحا, تأييدا مطلقا وفي نفس الوقت يردد أن الكمال لله وحده؟
لقد انتقدت منذ بداية الثورة سلوك المعارضة التي تصرفت تصرف المعادي لا المعارض, وكتبت منتقدا مساهمتها في تحقيق أهداف النظام لجر البلد الى مواجهة مسلحة والتخلي عن المقاومة السلمية. ولكن حين يكن الوطن, أرضا وشعبا, في خطر يكون الحاكم, بما يملك من وسائل وامكانات المسؤول الأول والأخير.
ماذا لو راجع الموالون ضمائرهم وقرروا أن يتحولوا الى مؤيدين لا موالين وساهموا, مع المعارضين, لا المعادين, في انقاذ الوطن أرضا وشعبا!








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. هل وبخ روبرت دينيرو متظاهرين داعمين لفلسطين؟ • فرانس 24 / FR


.. عبد السلام العسال عضو اللجنة المركزية لحزب النهج الديمقراطي




.. عبد الله اغميمط الكاتب الوطني للجامعة الوطنية للتعليم التوجه


.. الاعتداء على أحد المتظاهرين خلال فض اعتصام كاليفورنيا في أمر




.. عمر باعزيز عضو المكتب السياسي لحزب النهج الديمقراطي العمالي