الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الإرهاب بوابة لغزو العالم العربي وتفتيت تركيا بالإنقلابات

صلاح شعير

2016 / 7 / 18
مواضيع وابحاث سياسية


تنذر الحوادث الإرهابية التي تضرب العالم بشر مستطير، وخاصة العمليات التي تقع في أوروبا والولايات المتحدة وغيرها، وأحدثها عملية دهس بشاحنة استهدفت حشدا لمحتفلين باليوم الوطني لـفرنسا في مدينة نيس جنوبي البلاد، وقد قتل فيها 84 شخصا وجرح مائة آخرون.

تلك العمليات الإجرامية شديدة الخطورة علي العرب والمسلمين، لأنها سوف تسهم في تهيئة المناخ لموجة استعمارية جديدة تحت حجة محاربة الإرهاب الإسلامي بالشرق، وهذا هو المبرر الجديد للتدخل العسكري في أي قطر عربي، فعلي سبيل المثال كل القوي التي تقصف أهل سوريا الآن تتحرك، تحت ستار محاربة تنظيم الدولة، كغطاء للتدخل الأجنبي، ومن ثم الاحتلال.

ومما لاشك فيه أن منفذي تلك العمليات الإرهابية من المارقين عن سماحة الإسلام، ولا يمثلون سوي نموذج من الفكر الضال، ومن المؤكد أنهم يخضعون لتأثير مخابراتي؛ ويستخدمون لأهداف وأغراض محددة.

ومن الوارد أن جزءًا من تلك التنظيمات الإرهابية قد نشأ تحت رعاية يهود الدونمة؛ وهم جماعة أظهروا الإسلام وأبطنوا اليهودية للكيد للمسلمين، سكنوا منطقة الغرب من آسيا الصغرى وأسهموا في تقويض الدولة العثمانية وإلغاء الخلافة. عن طريق انقلاب جماعة الاتحاد والترقي. ولا يزالون إلى الآن يكيدون للإسلام، من خلال التآثير بكل السبل بعد أن انتشروا في كل بقاع العالم.

ويمارس يهود الدونمة بالتعاون مع الرأسمالية المتوحشة، سياسات الحصار الاقتصادي وتدمير مقدرات الدول العربية، ومثال علي ذلك أن مصر عندما تفوقت في مجال زراعة البطاطس خلال عامى 1995 ، 1996 وصدرت لبعض دول الاتحاد الأوربى والدول العربية نحو 430 ألف طن؛ ونظرًا لأن هذه الصادرات أسهمت في إنعاش الاقتصاد المصري، تم التخطيط لضرب تلك الزراعة؛ عن طريق التقاوي المصابة بالعفن البني والتي تستوردها مصر من الغرب بغرض الرزاعة، بهدف القضاء علي هذه الميزة، علاوة علي تدمير زراعة القطن والصناعة المصريتين وغيرهما.

وفي المجال الثقافي تقوم هوليود بإنتاج أفلام مضمونها أن العربي المسلم متخلف وأرهابي، لترسيخ هذا المفهوم عالميًا، ووفق دراسة أمريكية لـ"جاك شاين" بعنوان "الصورة الشريرة للعرب في السينما الأمريكية" لنحو 900 فليم سينمائي؛ وجد أن 888 فيلما تتعمد تشويه العرب والمسلمين عبر وصفهم بالقسوة والعنف والسذاجة والتخلف، وتربط السجود بتصويب البنادق نحو المدنيين، مقابل 12 فيلما تبرز الصور الإيجابية.

وفي الإعلام سيطروا علي الكثير من وكالات الأنباء، والصحف، والفضائيات المؤثرة، والفضاء الإلكتروني بهدف التأثير علي الرأي العام العالمي بما يحقق أغراضهم، بالتحالف مع اليمين المتطرف بالغرب من منظور طائفي.

ومن ثم ترسخ في الوجدان العالمي صورة سلبية عن العرب والمسلمين، وتأكد ذلك عبر العمليات الإرهابية القذرة والمرفوضة إسلاميا جرّاء استعمال أنصاف المتدينين والحمقي بالعالم الإسلامي في بعض العمليات الدموية تحت رعاية طائفية بغيضة.


هذا مع العلم أن الإسلام يحترم كافة الأديان ولا خلاف مع اليهودية كدين سوي في تبني بعض أتباعها للأفكار الصهيونية المتطرفة.

ومما لا شك فيه أن بوادر التمرد العسكري بتركيا في 15 /7/ 2016 يهدف إلي تفتيتها، عبر استدعاء الصراع علي السلطة بين بعض العسكريين، والليبراليين، وتيار الإسلام السياسي؛ وذلك بعد أن فشلت الورقة الكردية في تحقيق الهدف حتي الآن، وهذا لا يعني إنكار حقوق الأكراد كشعب، بل يجب تنبيههم بأن آمالهم ودماءهم مجرد ورقة لتحقيق أهداف بعض الدول الكبري، وعليهم التريث للمفاضلة بين المواطنة في دولة ديمقراطية قوية، أو الاستقلال طبقًا للنزعات العرقية، مع الأخذ في الحسبان أن الاستقلال ليس نهاية المطاف، فقد ينشطر الأكراد فيما بينهم في خلافات مذهبية وسياسية شتي، كما في كردستان العراق من خلال التناحر الكردي الكردي، أو كما بجنوب السودان بعد انفصالها عن السودان الأم، تحول الصراع فيها إلي صراع قبلي مقيت علي حساب دماء شعب الجنوب، فالأمة الكردية في نظر الغرب مجرد حجر عثرة لعرقلة الدول الإسلامية، ولن يسمح لهم حال الاستقلال بالنمو، وستطبق عليهم استراتيجية إبقاء المسلمين في التخلف.

ولن تهدأ محاولات التفتيت والانشطار بتركيا؛ فالقوي الرأسمالية لن تقبل نهوض أي بلد مسلم حتي وإن كان عضوًا في حلف شمال الأطلسي، فالمطلوب هو وقف معدلات التنمية في تركيا ودول الخليج وعرقلة مصر، وغيرهم، لأن المنافسة الاقتصادية باتت مسألة حياة أو موت بالنسبة للغرب، بدليل أن الصراع الاقتصادي علي المكاسب دفع بريطانيا إلي الانسحاب من الاتحاد الأوروبي رغم أن المنهج الرأسمالي والأيدلوجية هما القاسمان المشتركان فيما بينهما، ومن ثم سيكون التناحر والمنافسة أشد دموية مع الدول العربية والإسلامية.

ويؤكد هذا الطرح أن الولايات المتحدة عندما غزت العراق 2003 كانت تقصف الجامعات والمدارس لوأد العقول القادرة علي صناعة النهضة، وقصفت المصانع لتدمير قدرات العراق الصناعية. كما أن الرئيس جورج بوش الابن في زلة لسان أكد أن خطورة البرنامج النووي الإيراني تتمثل في التمكن من المعرفة.

تتطلب المرحلة الحالية ضرورة اليقظة والتعاون الإقليمي بين كافة الدول وعلي رأسها مصر وتركيا، وإيران، والسعودية بعيدًا عن الخلافات السياسية من أجل البقاء؛ لأن اللدد في الخصومة سوف يؤدي إلي أن يفني كل منهم الآخر. ومن ثم يجب التحالف مع القوي العالمية المحبة للسلام؛ بهدف كشف المخططات القذرة، وضرب الإرهابيين بيد من حديد، لأن تلك الأعمال مرشحة للتزايد بهدف تأليب العالم ضد الإسلام لغزو الشرق من جديد لأهداف اقتصادية وأيدلوجية.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الحوثيون يعلنون بدء تنفيذ -المرحلة الرابعة- من التصعيد ضد إس


.. مصادرنا: استهداف مسيرة إسرائيلية لسيارة في بنت جبيل جنوبي لب




.. تصاعد حدة الاشتباكات على طول خط الجبهة بين القوات الأوكرانية


.. مصادر عربية متفائلة بمحادثات القاهرة.. وتل أبيب تقول إنها لم




.. بروفايل | وفاة الداعية والمفكر والسياسي السوري عصام العطار