الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ماذا بعد انقلاب تركيا ؟؟.. وما هي حقيقة ما حدث ؟؟

زياد عبد الفتاح الاسدي

2016 / 7 / 18
مواضيع وابحاث سياسية


محاولة الانقلاب " الفاشل " في تركيا أثارت الكثير من التساؤلات وعلامات الاستفهام حول حقيقة هذا الانقلاب وخلفياته , والتي تركزت بشكلٍ رئيسي حول إمكانية أن يكون هذا الانقلاب مُدبراً من قبل أردوغان بطريقة أو بأخرى مع الاستخبارات الامريكية أو الاستخبارات التركية الموالية له بهدف تصفية الخصوم والمعارضين له بطريقة دموية , وزج الآلاف منهم في السجون بطريقة تعسفية وبلا محاكمات .... وبالتالي تطهير الجيش والقضاء والاعلام التركي من هؤلاء الخصوم والمعارضين حتى لو يكن لديهم علم بمحاولة الانقلاب , وحتى لو ذهب ضحية هذا الانقلاب الآلاف من الضحايا الابرياء من الذين ليس لهم لا ناقة ولا جمل بما حدث , ولكن ربما كانوا فقط من ضحايا عملية الاخراج المفبرك للانقلاب وهؤلاء الضحايا في معظمهم كانوا للاسف من الجنود والضباط الصغار . فعملية الاخراج إن كانت صحيحة تتطلب تضليل وتحريض ودفع مئات الالوف من أنصار أردوغان للنزول الى الشوارع للدفاع عن " الشرعية والديمقراطية " ومنهم للاسف الكثير من المجرمين والقتلة والمتطرفين الاسلاميين الذين ارتكبوا مجازو دموية بحق الجنود والضباط الصغار في الجيش والذين على الاغلب لم يكونو على علم حتى بهدف تحرك بعض القطعات العسكرية في الجيش .
ولكن بغض النظر عن حقيقة هذا الالنقلاب وما إذا كان انقلاب حقيقي ولكن ضعيف , أو لم يتم الاعداد له بطريقة جيدة , أو تم احباطه بتدخل سلاح الجو الامريكي في قاعدة انجرليك , أو كان انقلاباً مدبراً من وراء الستار ....الخ , فهذه الفرضيات على أية حال تبقى احتمالات من الصعب التحقق منها ولا سيما مع استمرار السيطرة المُطلقة لاردوغان على المفاصل الاستخباراتية والامنية والقضائية والاعلامية في تركيا .... ولكن ما جرى في تركيا يُشير بالنتيجة الى الاوضاع المُتفجرة في تركيا والى استياء قطاعات واسعة من الشعب التركي التي تم قمعها بشدة في العديد من المدن التركية خلال الاسنوات الاخيرة والتي كان من أعنفها ما جرى في ساحة تقسيم عام 2013 . كما تُشير الى تردي الاوضاع الامنية والسياسية والحقوقية والتجاوزات الدستورية في تركيا في الوقت الذي تستمر فيه المواجهات العسكرية والدمار والقمع الدموي على نطاق واسع للمواطنين الاكراد وبعض الاقليات القومية في مدن وقرى جنوب شرق تركيا , ويستمر فيه كذلك تدهور الاوضاع الامنية ومسلسل التفجيرات التي اجتاحت تركيا في العامين الاخيرين والتي تتم بالترافق مع احتضان ودعم وتسليح عشرات الالوف من الجماعات الاسلامية المُتطرفة على طول الحدود السورية التركية ..... هذا عدا عن القمع المتواصل للصحافة والاجهزة الاعلامية المناهضة لاردوغان , وعدا عن التدهور المستمر في قيمة الليرة التركية والتراجع الواضح في مؤشرات الاقتصاد التركي بالرغم من عمليات النهب الواسعة واللصوصية التي لم يشهد لها التاريخ مثيلاً لآلاف المصانع والمحاصيل الزراعية السورية ولآبار النفط السوري والعراقي والتي تمت بالترافق مع تجارة الاسلحة وتهريبها للجماعات الارهابية المُتطرفة في سوريا وذلك بعلم واشراف ومشاركة أردوغان ونجله . وهي عمليات تم توثيقها بدقة وبكل تفاصيلها عن طريق الطيران والاقمار الصناعية الروسية .
والسؤال الذي يتبادر الى الكثير من المعنيين بالشأن التركي وتداعياته السلبية والمأساوية على الداخل التركي ودول الجوار ولا سيما على الجارة والشقيقة سوريا التي تشارك الشعب التركي ليس فقط الحدود المترامية الاطراف ولكن الكثير من العلاقات الاقتصادية والتجارية والصناعية والعادات والتقاليد وتشابه المأكولات والاغاني والموسيقى والازياء والفولكلور الشعبي ...الخ , وهذا السؤال هو الى أين يتجه أردوغان بتركيا ؟؟ والى أي مستوى من الحضيض والتدهور سيأخذ معه هذا المجرم الاوضاع المتفجرة في تركيا وتداعياتها على الجوار السوري والعراقي ؟؟ .
كل المُؤشرات تدل على أن أردوغان لن يستطيع الاستمرار طويلاً في حكم تركيا واللعب بمصير المنطقة كما يحلو له , فقد تسبب هذا الرجل بغباء شديد من زيادة عزلته وانهيار شعبيته لدى الشعب التركي وزيادة اعدائه والمُتربصين به داخل حزب العدالة وفي مؤسسات الجيش والدولة والجهاز القضائي .... وما شاهدناه من حشود شعبية في الشوارع التركية بعد الانقلاب لا تُعبر بالتأكيد عن شعبية اردوغان . فلو افترضنا جدلاً أن شعبيته وتأييده المُطلق لا تتجاوز %2 من تعداد الشعب التركي , فان ذلك ( أي %2) يُمثل لا يقل عن مليون ونصف مليون مواطن تركي , وهذا الرقم كفيل بملء الشوارع والمُدن التركية بأعداد هائلة من المُؤيدين له . ومع ذلك لم يتجاوز عدد من نزلوا الى الشوارع في كل المدن التركية % 10 من الرقم أعلاه .... وإذا استثنينا المواطنين الاتراك الذين نزلوا الى الشوارع دفاعاً عن الديمقراطية وليس عن أردوغان .... فالكثير ممن نزلوا الى الشوارع للدفاع عن أردوغان كانوا في معظمهم من المُتطرفين الاسلاميين الذين يحظون بعناية ودعم هائل من قبله ومن قبل زمرته في حزب العدالة والتنمية الاخواني ... وقد شاهدنا بوضوح كيف رفع أردوغان مراراً وتكراراً بأصابع يده شعار رابعة العدوية وهو يعلن أمام حشد من أنصاره في اسطانبول عن فشل الانقلاب ... فهذا الشعار يستخدمه الاخوان المسلمين في مصر كشعاراً لهم .
ولكن على أية حال فإن ارادة الشعوب ومصالحها في العيش الكريم بسلام ورخاء ستنتصر في نهاية الامر , وسيواجه أردوغان المصير الذي يستحقه . وسيكون مصيره في أفضل السيناريوهات أو الاحتمالات المتوقعة بعدم تمكنه من تجديد فترته الرئاسية , ومغادرته لهذا المنصب والحصانة الرئاسية الي يتمتع بها وهو يواجه الذل والآلاف من الملاحقات القضائية والحقوقية والمحاكم الجنائية بما في ذلك محكمة الجنايات الدولية ..... وقد ينتهي الامر به الى حبل المشنقة من قبل القضاء التركي .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. ميناء غزة العائم يثير بوجوده المزيد من التساؤلات | الأخبار


.. نتنياهو واليمين يرفضون عودة السلطة إلى القطاع خوفا من قيام د




.. حزب الله يدخل صواريخ جديدة ويزيد حدة التوتر في إسرائيل | #مر


.. دفن حيا وبقي 4 أيام في القبر.. شرطة #مولدوفا تنقذ رجلا مسنا




.. البنتاغون يعلن بدء تشغيل الرصيف البحري لنقل المساعدات إلى قط