الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الرؤوس التي قد اينعت .. وحان وقت قطافها

حنان محمد السعيد
كاتبة ومترجمة وأخصائية مختبرات وراثية

(Hanan Hikal)

2016 / 7 / 18
مواضيع وابحاث سياسية


توجهت انظار العالم منذ ليلة الجمعة الماضية الى تركيا، بعد ان ترددت انباء عن وقوع انقلاب عسكري فيها، وبسبب خبرتنا كمصريين قديما وحديثا مع الانقلابات العسكرية، فقد انتاب العديد منا الحزن بسبب ما حدث في تركيا، وتسائلنا عن المصير الغامض الذي ينتظرها، وهل سيسقطها الانقلاب كما اسقط مصر في هوة سحيقة بلا قرار، ويعيدها الى القرون الوسطى بعد ان سطع نجمها واصبحت قوة اقليمية ودولية لا يستهان بها؟

ولم تمر ساعات قليلة الا وتوالت تصريحات المسؤولين الاتراك التي تبشر بزوال الانقلاب والقبض على المتآمرين المتمردين الذين ارادوا سرقة خيارات الشعب وحقهم في انتخاب الحكومة التي ارتضوها لأنفسهم.

ولم تشرق شمس يوم السبت، الا وتكشفت الكثير من الأمور التي لم تكن واضحة، حيث ظهرت قوائم كاملة من القضاة وضباط الجيش من مختلف الرتب تم ايقافهم وتحويل الكثير منهم الى المحاكمة.

هكذا! .. بلا تحقيق! .. بلا نظر .. بدون ان يثبت عليهم جريمة التآمر! .. ان كان قادة وضباط الجيش قد خدعوك وارادوا الانقلاب على الديمقراطية .. فما بال القضاء!!

والواقع انني اصبحت ارى انها كانت نية مبيتة لقطع كل رأس قد يحتج على سياسات الحكومة التركية الجديدة سواء في الداخل حيث يتم تغيير رئيس الوزراء والدستور ونظام الحكم ويتم تمرير كل القرارات المرفوضة ومنها اعادة تطبيق عقوبة الاعدام التي كانت قد الغيت منذ 13 عاما من اجل ارضاء الاتحاد الأوروبي ليوافق على ضم تركيا الى التحالف، او من الخارج حيث بدأت تركيا في استعادة علاقتها مع الكيان الصهيوني وروسيا وابدت استعدادها لاستعادة علاقاتها مع سوريا والعراق ومصر.

ولم استطع ان امنع نفسي من ربط ما حدث في تركيا بما يحدث في المنطقة عموما .. فكما قام اردوجان باستخدام فزاعة "العسكر" لتمرير كل ما اراده تستخدم في المنطقة منذ اكثر من عقد من الزمان العديد من الفزّاعات لتمرير كل الكوارث والمصائب والتي تمر بها المنطقة .. للوصول الى النتيجة التي اقتربت صياغتها وهي .. الشرق الأوسط الجديد، والذي سيكون مركزه الكيان الصهيوني الذي اعتبر نفسه بحسب تصريحات اسحاق ليفانون يتوسط حلف سني مكون من مصر والفلسطينيين والسعودية وتركيا ضد المد الشيعي الايراني في المنطقة.

وبالطبع وكما تعودنا .. لا احد في الوطن العربي يحاول ان ينظر الى اي حادثة بموضوعية ويناقشها، فالكل اما يمين او يسار على طول الخط، ولذلك لاقت نظرية افتعال الانقلاب في تركيا الكثير من السخرية والتسفيه، الا ان هؤلاء بالتأكيد لم يعملوا في مؤسسة سيادية، حيث يتم بث اشخاص وسط العاملين بالمكان ينتقدون القيادة بحماس شديد ويسبونها ويلعنونها اذا لزم الأمر وذلك فقط لتبيان من هو الموالي لهم ومن هو الذي يحمل في صدره بذرة الرفض، ولا اجد الأمر صعبا اذا ما تم بث هؤلاء وسط الجيش لحث من يعترض على الفرمانات العثمانية الجديدة على التمرد والخروج من جحره ليتم حصد رقبته.
والحقيقة ان حصد المعارضة في تركيا، يتزامن مع حصد مماثل للمعارضة في البحرين بحجة الفزاعة "ايران" حيث تعمل الآلة الخليفية في معارضيها حبسا وتصفية اموال وتهجير وتقييد سفر وغلق جمعيات وهي تعلم تمام العلم ان ما تفعله يأتي في نفس الاطار الذي تحدده اليد العليا في المنطقة.

وسبق ذلك حصد كامل للمعارضة في مصر باستخدام فزاعة "الاخوان" حيث تم القضاء تماما على اي معارضة في الشارع وفي الاعلام وفي النقابات العمالية ومنظمات المجتمع المدني والمدارس والجامعات، وتم اختراق كل مؤسسات الدولة، ولم يترك النظام حتى المساجد لم يضع يده عليها ويوحد خطبتها.

وطريقة الفزاعات اصبحت هي المعتمدة في المنطقة بشكل يدعو الى الأسى، ففي العراق وسوريا على سبيل المثال قامت كل دول العالم ممن يملكون مقاتلات جوية ومقاتلين على الأرض بضرب هاتين البلدين المنكوبتين بحجة القضاء على فزاعة "داعش" سنوات من القصف المستمر المدمر ولم تنتهي هذه الـ "داعش" ماذا تفعل الحكومة العراقية "تقاتل داعش" هل قامت بعمل تنمية؟ .. لا .. هل حاربت الفساد المستشري بين ارجاءها؟ .. لا .. هل اذا توقفت التفجيرات وحفظت الأمن؟ .. لا .. ماذا تفعل اذا؟ تقاتل "داعش" .

ولم يكن غريبا ان يصرح الجنرال الأمريكي جوزيف فوتيل في الأيام الماضية عن نية بلاده في عمل قواعد عسكرية في اليمن لمحاربة تنظيم "القاعدة" - الفزاعة - بعد ان قام حلفاءهم بتمهيد الطريق امامهم!! مستخدما بالطبع كما نعلم فزاعة "ايران".
ويبدو ان المشروع الصهيوني في الوقت الحالي في افضل حالاته، تم اشغال البلدان حوله بالفزاعات فاصبحت تقتل بعضها وتأكل نفسها، واصبحت كل قياداتها تسعى للسلام الدافيء وتتحدث بلا خجل عن الشرق الأوسط الكبير الذي تعمل فيه القوى البشرية العربية مع العقل الاسرائيلي بحسب تغريدات خلفان.

اصبح من المستحيل في الوقت الحالي التنبؤ بما هو قادم، فهل سيكون مجاعات وحرب عالمية ثالثة كما يعتقد البعض؟ .. هل ستكون صحوة وثورة لا تبقي ولا تذر؟ .. هل سنظل نذبح كالنعاج وحتى اخر رأس؟
هذا ما ستجيب عنه الأيام القادمة!








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. قمة مجموعة السبع في إيطاليا.. برنامج مثقل بالأزمات| #الظهيرة


.. ملاحظاتُ حماس على مقترح بايدن.. إعلان رفض أم مُسودة جديدة؟|




.. القوات الإسرائيلية تشتبك مع عشرات الفلسطينيين في جنين وتدمر


.. عروض تمثيلية لطلاب سوريين لدعم أطفال غزة




.. نافذة على الحرم.. الحجاج يواصلون القدوم إلى الأراضي المقدسة