الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


منظمة العمل الشيوعي - تونس: حول أحداث محاولة الانقلاب في تركيا

منظمة العمل الشيوعي - تونس

2016 / 7 / 18
مواضيع وابحاث سياسية


أقدمت قوات من الجيش التركي ليلة الجمعة 15 جويلية على محاولة إنقلاب على سلطة أردوغان، إلا أنّ هذه المحاولة باءت بالفشل لاسباب عدة منها الواضح ومنها الغامض الى حد الأن.
إنّ محاولة الإنقلاب الفاشلة تتنزل ضمن صراعات عميقة تشق مجمل النظام التركي فيها ما يتعلق بالوضع الداخلي وفيها ما يرتبط بالسياسة الخارجية لتركيا.
وقد تمظهرت في إزاحة "داوود أوغلو" من رئاسة الوزراء وحول تنامي نفوذ أردوغان وسعيه نحو تنقيح الدستور والصراع التحكم حول أجهزة الدولة وخصوصا القضاء والجيش هذا إضافة إلى الاختلاف داخل النظام من إجراء مفاوضات سلام مع "حزب العمال الكردستاني" من عدمها.
أما على مستوى السياسة الخارجية فيتنزل الإنقلاب ضمن سياق يتسم بتغير نسبي لمواقف سلطة أردوغان تجاه روسيا وسوريا، وببرود العلاقات مع الولايات المتحدة في المدة الاخيرة.
هذه المحاولة التي لم تتوضّح كل ملابساتها بعد تجعلنا نستحضر تاريخية الانقلابات العسكرية في تركيا سواء تلك التي نجحت في سنوات 1960 و 1971 و 1980 و1997 أو المحاولات التي تم إجهاضها كمحاولة 2009 و أخيرًا 2016 . و في كل الحالات نعاين -على إثر تدخّل العسكر في العملية السياسية- أشكالاً عدة من القمع والتضييق على الحريات، بالإضافة الى استغلال الوضع لمزيد اضطهاد الأكراد والأقليات الأخرى (العرب والأرمن) وهو ما سيتجلى ويبرز في قادم الأيام خاصة بعد الإشارة الى ذلك صراحة في جلسة البرلمان بالأمس، مما يجعلنا لا نتفاجأ بالأنباء الأخيرة التي تتحدث عن شنّ وحدات من قوات البوليس مصحوبة بميليشيا من أنصار أردوغان و "حزب العدالة والتنمية" حملة مداهمات وإعتقالات وقمع واسعة منذ ساعات ومما يزيد أيضًا من كشف جوهر النظام المعادي للشعب وتطلعاته وفضح زيف الديمقراطية التي يتباهى بها أنصاره.
مهما يكن من أمر فإنّ هذه المحاولة الانقلابية إضافة الى كل تطورات الوضع التركي خلال الأشهر الماضية تعكس الأزمة العميقة التي يتخبط فيها هذا النظام وإلى احتدام الصراعات صلب مختلف أجنحته كما تنبؤ بتغيرات ستشهدها تركيا سواء داخليًا أو على المستوييْن الاقليمي والدولي.. وهو ما يدفعنا لتجاوز المواقف الانفعالية والمتسرعة والتفكير جديًا في موقع و دور الشيوعيين واليسار الراديكالي التركي .
لذلك فنحن، إذ نعبر بوضوح عن رفضنا المبدئي للانقلابات العسكرية كأسلوب فوقي للتغيير منحازين بذلك إلى النضال الثوري لاسقاط الأنظمة فإننا نؤكد أيضا أنه من الضروري أنْ لا يتذيل الثوريون والشيوعيون وراء إحدى أطراف الصراع الرجعي الرجعي داخل النظام وأن يشقوا طريقهم ويوحدوا صفوفهم ويصعدوا من نضالهم صحبة االكادحين قصد ربح مساحات اخرى للحركة والمضي في طريق إسقاط النظام وإنجاز مهام التحرر والاشتراكية.
منظمة العمل الشيوعي - تونس
17 جويلية 2016








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. هل نجح الرهان الإسرائيلي في ترسيخ الانقسام الفلسطيني بتسهيل


.. التصعيد مستمر.. حزب الله يعلن إطلاق -عشرات- الصواريخ على موا




.. تركيا تعلن عزمها الانضمام إلى دعوى -الإبادة- ضد إسرائيل أمام


.. حراك الطلاب.. قنبلة موقوتة قد تنفجر في وجه أميركا بسبب إسرائ




.. لماذا يسعى أردوغان لتغيير الدستور؟ وهل تسمح له المعارضة؟