الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


مذكرات من سيرتي / الحلقة الثانية

محمد المطاريحي

2016 / 7 / 18
سيرة ذاتية


في هذهِ القرية لا زالت ذاكرتي تحتفظ ببعض المشاهد فقد تكون مؤلمة واخرى سعيدة ولكن يصعب عليه تذكر من هي الاسبق .
في القرية ثلاث بيوت نحن من اولاد عم والدي ، فقد كان جدي واعمامي يسكنون مدينة الكوت قضاء النعمانية في مدينة ريفية .
من المشاهد هو موت بقرة الوحيدة فقد كنت في حينها ابكي ! حيث اجتمعت القرية ، ثم رفعوها الى السيارة لأخذها الى البيطار في الناحية لكن لم تسعف فقد ذبحوها بنصف الطريق .
هذا المشهد رأيت في كثير من الناس وهم كبار ، كيف اذا مرضت لديه بقرة او احدى اغنامه يكون ارتباط بها لذا نراه يتأثر .
لكن المشهد الحزين والمؤلم هو ما حدث في عام 1991 ،فقد سمعت صوت منبه السيارة رحت اركض خلف جدتي ، واذا سيارة تيويتا ( بيكم ) بباب الدار فكانت لسيد كاظم وهو من اقاربنا في النتيجة قال لجدتي لتأتي ام محمد ( والدتي ) وأولادها وكنت انا واحمد وسعيد ، في تلك اللحظة واذا امي صرخت وصارت تبكي ، كان والدي في الجبهة حيث نار الحرب كانت غزو الكويت على اشتعالها .

كنت لا اعرف لماذا جاء؟ واين يريد اخذ امي ؟ فركضت امي مسرعة الى السيارة وجدتي اركبتنا وسارت السيارة ، الى الان لم افهم حتى تجهانا الى بيت جدي لامي حاتم فيصل ال عوفي ، عندما اتجهت السيارة نحو البيت واذا بتجمع الناس رجالا ونساء .
نزلت من السيارة وشاهدتُ تابوت فيه [ خالي بشار ابو رائد ] وعليه كافور تلك الصدمة .
كان خالي بشار شاب بعمر الورد اخذته الحرب مثل كثير من اقرانه ، كانت اول مرة ارى جنازة وشاهد فيها الميت لذا نطبعت تلك الصورة لخالي بذاكرتي ، فقد كان خالي شاب مرحاً جميل النكتة ذو ابتسامة دائمة ، برغم من صغر سني لكن اتذكر ملامحه جيدا ، فقد كان كثير الحضور لنا ويتفقدنا فهو أكبر اخوة امي من الاولاد ، حيث كان جدي لامي متزوج من ثلاث .

بهذا المرحلة قد دمرت الحرب كل شيء فاتفق العالم على الوقوف الى جانب الكويت والحرب ضد الشعب العراقي ولم يتأثر النظام بهذه الحرب ولكن الشعب العراقي هو من اخذته الحرب .
في عام 1992 اكملت الست سنوات من عمري ، سجلت في المدرسة الراصد الابتدائية التي تقع في قرية ال بوزياد وتبعد ما يقارب 9 كم ، كانت المدرسة بلا حائط ولا ابواب ولا شبابيك فنجد الكلاب والحيوانات في داخل الصف ، لا أتذكر تفاصيل بداية دخولي للمدرسة ، ولا اتذكر من زملائي الذين كانوا معي الا ابن عمتي صادق .
كانت مدير المدرسة استاذ صعيب هو ومعه معلم اسمه اعتقد كاظم كليهما يقوما بالتدريس حيث كانت الصفوف من الاول الى الرابع ابتدائي فيساعدهما التلاميذ في بعض المهام ، اتذكر نتيجتي كانت من ورق الدفتر مخططة وفيها درجاتي .

ذهابي الى المدرسة كي اقطع هذا الطريق لا بد ان نعبر نهر وبزل معمول لها جسر يدوي ( قنطرة ) ، ومن الطرائف كان شخص من القرية يدرسني احيانا ولكن كتابتة بالمقلوب يبدأ من اليسار الى اليمين ! .

عندما انهيت سنة الاولى قرر والدي الانتقال من هذه القرية الى محافظة الكوت قضاء النعمانية ، وهنا بدأت المراحل الاولى لتحول من الريف الى المدينة ، حيث معاناتي بحرف ( چ ) الذي يستخدم بالفرات الاوسط .
فكنت كثير ما اسمع كلمات السخرية والضحك من اقراني عندما اللفظ كلمة تحتوي على هذا الحرف .

ولكن رغم الانتقال الى المدينة كانت لحظة الانتقال تحتوي على مشاهد من البكاء والنحيب رجالاً ونساء .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. اجتماع مصري إسرائيلي أميركي مرتقب بشأن إعادة فتح معبر رفح| #


.. المتحدث باسم الخارجية الأميركية لسكاي نيوز عربية: الكرة الآن




.. رئيس مجلس النواب الأميركي يعلن أن نتنياهو سيلقي كلمة أمام ال


.. أربعة عشر متنافسا للوصرل إلى كرسي الرئاسة الإيرانية| #غرفة_ا




.. روسيا تواصل تقدمها على جبهة خاركيف وقد فقدت أوكرانيا أكثر من