الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


جاء دور إيران

أسعد العزوني

2016 / 7 / 18
مواضيع وابحاث سياسية



مخطيء من يظن أن مصير العرب وحدهم إلى زوال في هذه المنطقة المتنازع عليها عالميا ، بسبب الفراغ من كافة الأنواع التي تعاني منه ، رغم وجود كائنات حية فيها ، تسبح صبح مساء بحمد الحاكم الذي لا يدري إن كانت موجودة أم لا ، وهذا ما يفسر سوء حالنا في المنطقة الممتدة من الماء إلى الماء ، عكس الشعوب الأخرى ، وفي المقدمة الشعب التركي الذي هجر النوم بعد منتصف الليل ، ولبى دعوة رئيسه رجب الطيب أردوغان في ساعة العسرة ، ورد الإنقلابيين الذين قادهم ، الملحق العسكري الأسبق في تل أبيب في الفترة ما بين 1996-1998 الخائن أقين أوز تورك قائد سلاح الجو الذي يعد أحد أصدقاء مستدمرة إسرائيل في تركيا .
كان هذا الظن الخاطيء مستندا على ظهور فرع خدمات المخابرات السرية الإسرائيلية"ISIS" داعش ، الذي تولى تدمير ما عجزت عنه مستدمرة إسرائيل ، حيث وضعته عدوا جديدا للعرب غيرها ، ليقوم بمهام كانت بالنسبة للعامة مستحيلة وهي بطبيعة الحال ، تقسيم الوطن العربي من 22 كيانا إلى ما يريد على 55 كيانا ، حتى يتسنى لمستدمرة إسرائيل أن تتسيد المنطقة الممتدة بين الشاطيء الشرقي للبحر الأبيض المتوسط حتى الشاطيء الغربي لبحر قزوين ، بعد إعلان يهوديتها .
بعد إنطلاقة داعش لتدمير ما تبقى قائما في العالم العربي وتمركزه في العراق وسوريا ، وإعلانه المشبوه عن إقامة "دولة الخلافة الإسلامية " فيهما بداية العام الحالي 2016، صرح مسؤولو وكالة الإستخبارات الأمريكية "السي آي إيه"مرارا وتكرارا ، أن تنظيما إسلاميا آخر في الطريق إلينا ، وسيكون أشد خطرا وإرهابا من داعش وإسمه خراسان ، وأن هذا التنظيم سيكون مناطا به العبث في إيران لتفتيتها ، ومن ثم إحتلال الكويت لتكون بنكه المركزي وبئره النفطي ، وأن قائده هو الكويتي عبد المحسن الفضلي التي أعلنت أمريكا انها قتلته مرتين في سوريا.
لا يخفى على أحد أن داعش صنيعة السي آي إيه والمخابرات البريطانية والموساد الإسرائيلي ، قد أنجز ما أسند عليه ، وحقق المراد الإسرائيلي ، وها هي أمريكا تعد العدة لتنفيذ الجزء الثاني من الخطة الجهنمية ، وهي العبث في إيران ، من خلال التمهيد لإنطلاق تنظيم خراسان ، بعد طي صفحة داعش الذي إنبثق عن القاعدة التي تحالفت مع أمريكا في أفغانستان لمحاربة الشيوعية السوفييتية وتحرير تورا بورا ، ناسية أو متناسية أن القدس والأقصى محتلان من قبل مستمرة إسرائيل منذ زمن.
الدلائل على ذلك نافرة وهي أن الحملة العسكرية للقضاء على داعش تتكثف يوما بعد يوم ، ومثال ذلك ما يحدث في العراق ، حيث نشهد لعبة عكسية عنوانها "سلّم وإستلم2 "، فبعد أن تسلم داعش الموصل والأنبار بسهولة ، ها هو ينسحب من الأنبار ، وجاري التحضيرات لإستلام الموصل منه ، ولكن بعد الموافقة الأمريكية بطبيعة الحال ، وللتذكير فإن شيوخ العشائر العراقية في الأنبار أكدوا انهم شاهدوا مروحيات أمريكية وهي تلتقط كبار قيادات داعش وتنطلق بهم إلى مناطق مجهولة.
هناك دليل آخر في هذا السياق ، وهو أن الصراع العربي- الإيراني الذي تعمق بعد الإتفاق النووي الإيراني مع الغرب وامريكا مؤخرا ، قد عجل في عملية الحسم في إيران ، وللتذكير فإن هذا الصراع قد كشف عن تحالفات عربية - إسرائيلية ضد إيران ، وقد نجم عن ذلك تحولات دراماتيكية في المنطقة ، صبت في مجملها لصالح مستدمرة إسرائيل ، وللشفافية فإن الموقف الإيراني من مستدمرة إسرائيل بات غير مفهوم ، وإقتصر الأمر على شعارات براقة بدأت تفقد وهجها مفادها "الموت لإسرائيل " و"أمريكا الشيطان الأكبر "، وهذا يعني أن كافة الأمور عربيا وإسلاميا تصب في مصلحة مستدمرة إسرائيل .
التحول الخطير في هذا السياق بعد الإشارات المتعلقة ب"هزيمة " داعش ، هو ما نراه من تداعيات سلبية بعد مؤتمر المعارضة الإيرانية الذي إحتضنته باريس قبل أيام ، بمشاركة شخصيات عربية رفيعة المستوى يتقدمهم رئيس جهاز المخابرات السعودي الأمير تركي الفيصل الذي أطلق تصريحات نارية مست التوجه المعلن لإيران ، وتتعلق بالمقاومة التي لا وجود لها على ارض الواقع ، ووفد يمثل السلطة الفلسطينية ، وبرلمانيون مصريين ووزير الإعلام الأردني الأسبق صالح القلاب ، إضافة إلى شخصيات أمريكية وأوروبية ، وشخصيات أخرى من القارات الخمس جاؤوا لمناقشة مشاريع وبرامج المعارضة الإيرانية.
بعد مؤتمر المعارضة الإيرانية في باريس ، رأينا تداعياته تترجم إلى إنفجارات في إيران ، وبات الحديث عن عروبة الأهواز يأخذ منحى آخر أكثر جدية وعمقا ، كما أن الحديث عن القوميات الإيرانية أخذ يأخذ منحى آخر .
عموما نحن العرب والمسلمين لم نحسن التعامل مع قضايانا المشتركة ، وكل منا غنى على ليلاه ، وكانت إسرائيل هي محراك السوء الذي يشعل التوتر بيننا ، وبالتالي عملنا إما بحسن او بسوء نية لمصلحتها ، وأهملنا مصالحنا ، لذلك فإن النتيجة المرتقبة سوف لن تكون غريبة علينا ، لأننا عربا وعجما آثرنا الإنقسام بدلا من التوافق لأننا نحن اهل المنطقة ، وهذا سر بقاء مستدمرة إسرائيل حتى يومنا هذا ، واندثارنا نحن .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. 3 خطوات ستُخلّصك من الدهون العنيدة


.. بمسيرات انقضاضية وأكثر من 200 صاروخ.. حزب الله يهاجم مواقع إ




.. نائب وزير الخارجية التركي: سنعمل مع قطر وكل الدول المعنية عل


.. هل تلقت حماس ضمانات بعدم استئناف نتنياهو الحرب بعد إتمام صفق




.. إغلاق مراكز التصويت في الانتخابات البريطانية| #عاجل