الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


مرحبا بعودة المغرب للإتحاد الإفريقي: لكن وفق أية ضوابط و ضمانات؟

رضا الهمادي

2016 / 7 / 18
السياسة والعلاقات الدولية


تأكدت إذن الاخبار التي تحدثت منذ ايام قليلة عن اعتزام المغرب العودة لمنظمة الاتحاد الإفريقي و ذلك على إثر الرسالة الملكية التي بعث بها الملك محمد السادس إلى القمة الـ 27 للاتحاد الإفريقي التي تنعقد بالعاصمة الرواندية كيغالي.

أذكر بما قلته منذ ثلاثة أيام تعليقا على هذا الخبر الذي لم يكن مؤكدا حينها : يجب تمحيص التحركات الديبلوماسية الحثيثة للمغرب لاسترجاع مقعده بالاتحاد الافريقي و تقليبه من جميع النواحي عوضا عن مباركة جميع المبادرات كيفما كانت، إذ أن نفس النخب التي هللت لقرار انسحاب المغرب من منظمة الوحدة الافريقية هي من هللت و باركت و ثمنت رجوعه للإتحاد الافريقي الآن. قبل معارضة أو مباركة هذا القرار، يجب أولا معرفة كيف جاء رجوع المغرب؟ و وفق أي اتفاق مع باقي البلدان؟ و هل نظريا يمكن لدولة أن تتجاور في منظمة واحدة مع حركة انفصالية تود وأد جزء كبير من أراضيها و إقامة دولة جديدة فيه؟ و كيف سنتصرف في اجتماعات الاتحاد الإفريقي داخل اللجان التي تتواجد فيها هذه الدولة الوهمية؟ و هل سيتم سحب المطالبة باستقلال البوليساريو عن المغرب في التقارير السنوية و أدبيات الاتحاد الإفريقي؟ و كيف سيتصرف مسؤولوا المغرب في الصور الجماعية التي تجمع قادة الإتحاد و التي ستضم لا محالة زعماء البوليساريو؟ و ما هي ضمانات حماية استقلال المغرب و ضمان وحدته الترابية التي من المفروض على الاتحاد الإفريقي أن يوفرها لجميع البلدان الأعضاء و عشرات الأسئلة الأخرى التي يجب ان نجد لها جوابا يقينا قبل مباركة او معارضة قرار من هذا الحجم.

الشيطان يكمن في التفاصيل... و هي وحدها كفيلة بإعطاء صورة وردية أو سوداء عن هذا القرار. و الجواب على هذه الأسئلة سيبين لنا صعوبة هذا القرار و كونه سيفا ذا حدين قد يتطلب شهورا طويلة من العمل و التحضير.

أذكر أيضا أن المغرب رغم انه ليس عضوا بالاتحاد إلا أن له وضعا خاصا داخل الاتحاد الأفريقي، من ناحية الاستفادة من الخدمات المتاحة لجميع أعضاء الاتحاد الأفريقي من المؤسسات التابعة له، مثل مصرف التنمية الأفريقي. كما يشارك المندوبون المغاربة أيضاً، في وظائف الاتحاد المهمة. ويعملون أيضاً على مواصلة المفاوضات في محاولة لحل النزاع بصحراءنا المغربية.

كما أذكر أيضا بجملة تسللت للخطاب الملكي فاجأتني حقا: حيث اعتبر أن قرار العودة إلى الاتحاد الإفريقي، "تم اتخاذه بعد تفكير عميق وهو قرار صادر عن كل القوى الحية بالمملكة" حيث لم أسمع عن أي قوة حية نسقت لهذا الرجوع الذي كان مفاجأ لهذه القوى الحية و الاحزاب و المنظمات المغربية نفسها.

الخلاصة هي اني لست ضد رجوع المغرب للاتحاد الافريقي بل هي أمنية لطالما تمنيتها حيث اننا الدولة الافريقية الوحيدة التي لا تنتمي لهذا الاتحاد. لكني متوجس و متخوف من رجوع ارتجالي غير محضر بشكل جيد قد ينقلب وبالا علينا و العياذ بالله. الايام و الاسابيع القليلة المقبلة قد تكشف لنا خبايا هذا الرجوع.

رضا الهمادي
رئيس المرصد المغربي للسياسات العمومية








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الشرطة تقتحم جامعة كولومبيا لتفريق المحتجين| الأخبار


.. مؤشرات على اقتراب قيام الجيش الإسرائيلي بعملية برية في رفح




.. واشنطن تتهم الجيش الروسي باستخدام -سلاح كيميائي- ضد القوات ا


.. واشنطن.. روسيا استخدمت -سلاحا كيميائيا- ضد القوات الأوكرانية




.. بعد نحو 7 أشهر من الحرب.. ماذا يحدث في غزة؟| #الظهيرة