الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


تفسير الحديبية برواية أمريكية ج : 19

حسن جميل الحريس

2016 / 7 / 18
مواضيع وابحاث سياسية



مسلسل
حريم السلطان أردوغان ح : 01

الانقلاب العسكري الفاشل في تركيا يوم الجمعة 15 يوليو 2016 هو لعبة مفبركة أشبه ماتكون لعبة (أحداث ايلول 2001 - نيويورك) وغيرها لعبة (اغتيال رفيق الحريري 2005 - بيروت)
جميعها ألعاب سياسية تمت في أمكنة مختلفة لكنها تجتمع في هدف واحد مشترك بينها : هو إفتعالها من أجل تخليق زلزال نوعي استثنائي يشكل انعطافاً استراتيجياً مهماً للغاية ليكتب تاريخاً جديداً لمجموعة أحداث اقليمية وعالمية بزمن الحاضر والمستقبل معاً ، وهذا ماحدث فعلياً ::: السيناريو التركي الأخير هو عملية مدروسة ولعبة محبوكة بدقة وسرية عالية ، ومن أهم أهدافه :
1 - (خلق) انعطافة نوعية قادرة على خلط أوراق منطقة الشرق الأوسط .
2 - ثم التأثير القوي والفعال القادر على تبديل مواضع اللاعبين الاقليميين والدوليين ، وبالتالي الضغط على أصحاب القرار الأخير للسير في ركاب خطط الحدث المرسوم والمعد سابقاً .
ومن البديهي لمن يريد الأخذ بهذه الرؤية أن ينظر إلى الانقلاب العسكري المزيف على أنه بداية لعبة (الكراسي) التي تبدأ بعشرين لاعب لتنتهي اخيراً بفوز لاعب دولي واحد (مؤهل لإعادة تاريخ القطب الأوحد القادر على حكم العالم) قادر على السيطرة على العالم ، ولكن الطريق المرسوم والمعد مسبقاً مازال في بدايته ، بل إن تداعياته لم تظهر بعد ، إنما ولأجل أن تظهر تداعياته يجب متابعة الحدث الرئيسي بأحداث فرعية لاحقة تدخل في نطاق تنفيذ سيناريو اللعبة ، فالحدث الرئيسي تم الانتهاء منه يوم الجمعة الماضي وقد أصبح عرضاً عملياً ، لكنه في علم سياسة (اللعبة) هو مجرد حدث ظهر من زاوية واحدة كمشهد درامي روتيني موحد ، وهو حدث منسوخ (نسخة متطابقة) مع أحداث شبيهة له سبقته ، وكانت لهم جميعهم الصور ذاتها والمشاهد الدرامية المتشابهة بغض النظر عن إختلاف طريقة التنفيذ بين حدث وآخر .
إذن : (الانقلاب) هو المشهد ذاته المعروض صوره بأحداث سابقة : لكن لكل مشهد أو حدث منعطف مختلف عن منعطف الآخر !
قد يقول قائل : أليس الحدث أمراً واقعاً وقد مرت فصوله كاملة أمام أعيننا ؟
ثم ماذا لوافترضنا وسلمّنا أن الانقلاب الفاشل في تركيا هو سيناريو عمل استخباراتي بإمتياز ؟ ماهي أهدافه ؟ ولماذا حصل بهذه الآونة بالذات ؟
طبعاً هنالك أهدافاً مستقبلية يختلف مداها بين قريبة ومتوسطة وبعيدة ، إنما جميعها سوف تؤثر بقوة على تغيير مسارات اللاعبين الاقليميين والدوليين بالمنطقة وبالتالي سوف تغير ملامح حاضر ومستقبل الشرق الأوسط والعالم بأسره ، ومن غير المنطقي استبعاد فرضية محتملة طالما وجدت أحداث نوعية مشابهة سابقاً ، سيما إذا كانت التحليلات السياسية والاستراتيجية متاجرة لصالح دول بعينها اقليمية كانت أو دولية .
ماذا عمن يستبعد هذه الفرضية ؟؟؟؟ لوأحدهم تجاسر فعلياً واستبعدها لأصبح يناقض نفسه بنفسه !! سيما وأن هذه الفرضية هي ذاتها الفرضية التي واكبت أحداث (الربيع العربي) والتي باتت مؤخراً بديهية يعترف بها الجميع أنها مفتعلة وليست مجرد فرضية !
مسارات دول الشرق الأوسط ومنها دول الربيع العربي كلها باتت مسدودة الأفق بغض النظر عن اختلاف مستويات انفراجات بعضها أو بدخول أكثرها في دوامة عنف خارجة عن السيطرة ، لهذا صار الوقت ملّحاً لإحداث زلزال اقليمي جديد واقع تحت السيطرة تماماً ، وذلك للخدمات الآتية :
أولاً :
الإنقلاب العسكري الفاشل في تركيا أو كما أسموه مؤامرة أو خيانة ليس إلا سيناريو مفتعل ومعد مسبقاً بموافقة قمة الهرم في الحكومة التركية ، وكان واقعاًُ تحت سيطرة أجهرة المخابرات الأمريكية والتركية معاً لئلا يخرج عن السيطرة ، وهو سيناريو أشبه مايكون بمشهد الرئيس الأمريكي جورج بوش وزيارته لمدرسة الأطفال قبل بدء تنفيذ سيناريو الهجوم على برجيّ التجارة العالمي ، وجميعنا يمكننا إعادة مشاهدة ذاك الفيديو الذي يظهر الدهشة المصطنعة على وجه بوش الإبن والذي بعد سنوات انكشف أمره وبات معروفاً أن جورج بوش كان على علم مسبق بما سيحدث يومها وكان يعمل تحت الخديعة الاستخباراتية الأمريكية المنافقة ، والسيناريو التركي الحالي تم من أجل حصاد أهدافه التالية :
- إعادة تصنيع وجه جديد لتركيا بما يضمن سرعة انخراطها مجدداً داخل الدول العربية والاقليمية ، وعلى وجه الخصوص انخراطها في إيران والعراق وسورية ومصر ودول مايسمى الربيع العربي .
- تسريع عودة العلاقات التركية الروسية بما يجعل تركيا داخل روسيا مجدداً .
- (عدو الأمس هو صديق اليوم) وصفة شهية من مطبخ السياسة الدولية ، سوف تسمح لتركيا أن تلعب دورين هامين جداً أولهما (لتكون مجدداً على ضفة محور الشرق والمقاومة وحلفائهم) ، وبالوقت ذاته (كانت وستبقى على ضفة الغرب وحلفائها) .
- بين عامي 2007 و 2009 استطاعت تركيا الانخراط لقوة داخل العراق وسورية ومايسمى دول الربيع العربي ، واستطاعت التأثير بقوة في عمق القرار السياسي والاقتصادي لتلك الدول حتى أنها استطاعت خداع الجميع (خديعة اللعبة – الأداة الاستراتيجية) ، وهذا هو المأمول منها حالياً أن تنهج الخديعة ذاتها داخل العمق الايراني والروسي معاً من أجل تخريبهما عبر تهريب العصابات والأموال إليهما سيما ومن قبيل آخر توفر السلاح والعتاد فيهما ، وبمعنى آخر نقل نسخة الربيع العربي إلى داخل إيران وروسيا ليكون ربيعاً شرقياً .
- الوضع الدولي الحالي وغيره الاقليمي المتدهور بشدة في كل من سورية والعراق ولبنان لن يقبلوا بسهولة إعادة علاقاتهم طبيعية مع الحكومة التركية الحالية ، سيما وأن تركيا أصبحت حليفة استراتيجية لكل من اسرائيل والسعودية ، وهما بلدان لايستطيعون الوثوق بهما ، ولهذا كان لابد من إحداث زلزال اقليمي يجعل تركيا كأنها ضحية تمهيداً لإعادتها داخل تلك الدول لتنفيذ أجندتها القادمة .
- قد حدث فتق خطير في خاصرة غرب أوربا (خروج بريطانيا من الاتحاد الأوربي) ، وكان واجباً على دوائر القرار الأوربي والغربي عموماً إحداث فتق آخر في شرق أوربا بمثابة (كارونة تفجير خراج) شريطة أن يبقى تحت سيطرتها ولهذا افتعلوا (الانقلاب العسكري الفاشل في تركيا) كحافلة لترحيل تداعيات القرار البريطاني إلى الشرق قبل أن تتفاقم سلبياته على أوربا كلها ، وهذا الفعل كان بمثابة حقنة تخدير للشعوب الأوربية قبل أن تثور في وجه حكوماتها .
- تخليق مبررات اقليمية قادمة خدمة لتوسع الناتو نحو الشرق وخصوصاً توسعه نحو روسيا .
- دخولها مجدداً بالعمق الاقليمي سوف يؤثر بقوة سلبية على الورقة الكردية المتنامية فصولها استراتيجياً

******* تتمة ،،، تتمة ،،، تتمة بمشيئة الله *******








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الشرطة الأميركية تفض بالقوة اعتصاما تضامنيا مع غزة في جامعة


.. مسؤول عربي لسكاي نيوز عربية: مسودة الاتفاق بين حماس وإسرائيل




.. جيروزاليم بوست: صحفيون إسرائيليون قرروا فضح نتنياهو ولعبته ا


.. عضو الكونغرس الأمريكي جمال باومان يدين اعتداءات الشرطة على ا




.. فلسطيني يعيد بناء منزله المدمر في خان يونس