الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


لن اكون الا شوكة

جوتيار تمر
كاتب وباحث

(Jotyar Tamur Sedeeq)

2016 / 7 / 19
مواضيع وابحاث سياسية


لن اكون الا شوكة
جوتيار تمر/ كوردستان
18-7-2016
حين تعارض المقولات الافعال تتحول المسميات الى اشواك حادة تجرح اعضاء الجسد الواحد، وتجعله معرضاً للكثير من الافات والفتن، وهذا الجسد يتحول يوماً بعد يوم الى ساحة للافكار المتناقضة التي لايصمد امامها الا الاوفياء ممن هو فوق الافة، وفوق الشوكة، وفوق الحقد الظاهري والباطني معاً.. وبعيداً عن المسميات والتشخيص العلني المباشر يمكننا ان نعاين الحالة الكوردية على ساحة كوردستان الحالية بهذه الكلمات التي قد لاتصف الحالة بدقة عالية لكنها تقرب الصورة الحقيقية للواقع لاسيما للذين حولوا الحقد الباطني التراكمي والتشهير العلني النابع من الحقد ايضا الى اشواك في جسد الوطن وابناء الوطن وبالتالي تحولوا الى آفة بدأت تحاول ان تنتشر علنياً بعدما اخذت حصتها من الانتشار باطنياً، وكأن لسان حال هذا التيار السياسي يقول بصريح العبارة لن اكون الا شوكة في كل مساعيكم وهذا ما تؤكده يوماً بعد يوم حيث تظهر على انها مصرة على الخروج عن المسار الحواري التشاركي الذي يخدم القضية الكوردية ضمن غطاء سياسي وهيكل موحد، فحتى حين قررت نشر حقدها علناً اتخذت اسوء صورة تناقض بها كل المقولات التي تبنتها لتخفي عيبها الباطني افتها الباطنية الحقدية، حيث اظهرت بانها لم تكن يوماً تهتم بمشاعر الانسان الكوردي ولا حتى تهتم بالقضية الكوردية الا من خلال تبنيهم الحقدي للواقع تجاه من هم اطول منهم باعاً في النضال، واكثر منهم تضحيات، واعظم منهم شاناً سواء رضوا هم بذلك ام لا..
ان المتابع للصورة الحقيقة لهولاء يتضح له جلياً انهم اختلقوا الهتهم الخاصة بهم والتي تتبنى آيات الحقد فقط تجاه الاخرين ممن لاينتمون اليهم ولاينتمون الى عالمهم الآسن المتعفن، وهذا ما اظهره تجربتهم المخادعة التي اتخذت في البداية شعار التغيير وشعار ات اخرى كلها كانت براقة بدت وكأنها ستغير العالم كله دون اراقة اية قطرة دم.. لكن اتضع فيما بعد انها تلبس رداء اللاعقلانية في التعامل مع كل الظروف الراهنة التي تخص المواطن الكوردي وكوردستان، لاسيما ان من لبسواء رداء هولاء جعلوا من تصريحاتهم شوكة في جسد السعي الكوردي لخلق عالم خاص بهم عالم يحمل علم كوردستان.. فيه الكلمة تكون كوردية خالصة حتى وان بدت في صورتها باهتة لانها اتت من واقع اختلافي سياسي داخلي وليس واقع اختلافي اختلاقي خارجي بدعم من هولاء، وعلى هذا المنوال بدأت لعبة التصريحات من قياداتهم تظهر مدى الحقد ومدى التخلف السياسي الذي يتبناه اتجاههم الحركي تجاه كل قضايا الكورد داخل كوردستان.. وشيئا فشيئاً بدأت تظهر عوراتهم والحقائق تفضح اسرارهم الاسنة النابعة من تعفن افكارهم وحقدهم تجاه الاخر .
لقد اظهر هولاء منذ البداية انهم لم يأتوا لخلق عالم جديد او لتغيير الافكار او لتغيير الاوضاع، انما ومن خلال تصريحات قادتهم اظهروا بانهم اتوا لمعاداة الطرف الاخر الاقوى منهم والاكثر اتقاناً للعبة السياسية سواء داخلياً او خارجياً، وبالتالي وقفوا بكل قواهم ضد المساعي التحررية والاستقلالية والسياسية والاقتصادية والتي تعيق الحركة الكوردية اجمالاً.. وبدأ نباحهم العلني المتعفن يمس المقدسات والقيادات الكوردية التي ناضلت من اجل القضية منذ نعومة اظافرها واعطت للقضية الكوردية بعداً عالمياً لم تكن لتصل اليه لو لا تبنيهم لها، ومن يتمعن النظر الى تصريحاتهم سيفهم بأنهم لايملكون سياسياً ادنى مقومات الفهم والادراك السياسي بلى ان نسبة ادراكهم لن تتجاوز السالب مائة اذا ما تم مقارنتهم بالاخرين.. لاسيما حين ظهروا على شاشات وسائلهم الاعلامية يطعنون في نضال الاخرين.. بل وصل ببعضهم الامر الى التقليل من شأن هذه القيادات واتهامها بانها لاتحمل شهادات عليا.. لذا وجهت وسائلهم الاعلامية بغضهم وحقدهم تجاه التجربة الكوردية مدعية ان الاخرين مفسدين يسرقون اموال الشعب، بل وصل بهم الحال الى اتهام الاخرين بانهم وراء قيام حكومة بغداد برئاسة المالكي بقطع الميزانية وذلك باعتبار ان وزيراً من الطرف الاخر يشغل منصب وزير المالية مناقضين بذلك وجودهم الفعلي السياسي لكونهم في الوقت نفسه كانوا يشغلون منصب وزير المالية في كوردستان، فاذا كان الوزير الاخر تسبب في قطع الميزانية سيكون بلاشك مجرما بحق الشعب، فماذا عن وزيرهم أ لن يكون ايضا الصورة الحقيقية لوجودكم الاجرامي تجاه الشعب الكوردي.. وهكذا اصبحوا فقط يبحثون عن المعيقات ويتهمون الاخرين بانهم مفسدين وسارقين لحقوق الشعب، وتحولت وسائلهم الاعلامية الى مدراس لتعليم الارقام والاحصائيات وبث روح الانشقاق، وكل هذا فقط لاضفاء المزيد من الحقد على حقدهم تجاه الاخر، دون ان نسمع او نجد او نرى اية محاولة منهم للتقرب الى الحقائق والتقرب الى الواقع السياسي وفهم وادارك ضرورات المرحلة الراهنة وتبعيات اعمالهم التي تسيء الى التجربة الكوردية بصورة عامة ولاتمس فقط الطرف الاخر،، ووصل بهم الحال الى الخروج من جلدهم الحالي الذي اصلاً سبق وان استقطعوه من احدى الاطراف المشاركة في اللعبة السياسية الكوردية ليندمجوا مرة اخرى به، محاولين بكل الوسائل استعادة مكانتهم التي فقدوها، دون ان يخجلوا من انفسهم لانهم في الاصل خانوا ذلك الجلد اساساً.
وتطورت لعبتهم الحقدية حيث لم يكتفوا بان الحقائق اظهرت تعاونهم الواضح والصريح مع الايرانيين لخلق الازمات الداخلية حتى وصل بهم الامر الى الاستعانة بمن هو في الاصل عدوا لدود للكورد ولقضيتهم وله تصريحات علنية واضحة تسيء الى الكورد عامة، فمدوا اليه يدهم المتعفنة والاسنة، آملين ان يسكب هو المزيد من الزيت على حقدهم الاسن والمعفن.. وذلك لمحاربة الاخر دون اي وعي واي ادراك للتبعيات المترتبة نفسيا وواقعياً لفعلتهم هذه وتلك.. ودون اخذ اية اعتبارات للتاريخ الذي سيكتب عنهم بأنهم بلباسهم التغييري ولسانهم المتعالي لم يجلبوا للكورد الا الويلات.. وانهم منذ البدء لم يكونوا الا شوكة في جسد الحركة الكوردية الساعية لتحقيق مكاسب وطنية كبيرة خاصة في هذه الظروف التي اتت مساعدة لتحقيق ذلك.. وكذلك دون ان يعوا ان من يلبس زي البيشمركة ويشاركهم في صنع ملاحمهم البطولية اكبر من يمس من السنتهم المتعفنة آلاسنة التي لاتنطق الا من وراء الحقد وتدعي الصلاح، والصلاح منهم بريء.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. نذر حرب ووعيد لأمريكا وإسرائيل.. شاهد ما رصده فريق شبكتنا في


.. رغم تصنيفه إرهابيا.. أعلام -حزب الله - في مظاهرات أميركا.. ف




.. مراسل الجزيرة ينقل المشهد من محطة الشيخ رضوان لتحلية مياه ال


.. هل يكتب حراك طلاب الجامعات دعما لغزة فصلا جديدا في التاريخ ا




.. أهالي مدينة دير البلح يشيعون جثامين 9 شهداء من مستشفى شهداء