الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


تركيا وهزة الانقلاب ومستقبل ينبيء بالاخطار

عباس الشطري

2016 / 7 / 19
مواضيع وابحاث سياسية


تركيا وهزة الانقلاب ومستقبل ينبيء بالاخطار
عباس الشطري

تركيا جارتنا الان المتقلبة مثل ثور جامح والتي ستصبح بعد سنوات جارة جارتنا دولة كوردستان القادمة ,تركيا المعاصرة دولة غير واضحة غير مستقرة كيان لايتصالح مع نفسه هكذا هي الان بعد كمال اتاتورك .
في عهده فقدت هويتها الحقيقية بعد ان البسها هوية اخرى جعلتها تتصارع كجسد رافض راسا جديدا وضعه الجراحون عمدا فلاهي بقيت شرقية عثمانية بمجدها العسكري وفتوحاته ولاهي اصبحت غربية مثل دول اوربا فمشروع كمال اتاتورك العلماني الذي فصلها عن تاريخها العثماني لم يستطع ان يدمجها بالمجتمع الدولي المتقدم , حيرة تركيا بين ماضيها وحاضرها سبب رئيس لما يحدث وسيحدث مستقبلا , تركيا صاحبة اكثر الانقلابات في الشرق الاوسط اربعة انقلابات 1960و1971و1980 ومذكرة مجلس الامن القومي شديدة اللهجة في شباط 1997 التي عجلت بسقوط حكومة نجم الدين اربكان الزعيم الاسلامي لحزب الرفاه والانقلاب الحالي مزق امبراطوريتها الاوربيين بعد الحرب الكونية الاولى وسلخو عنها ولاياتها العربية الاربعة عشر من مجموع ولاياتها الاربع والعشرون فقبلت بالقسمة ورضت بمصيرها على ان يحافظ اتاتورك الضابط العثماني المرموق بما تبقى من وطنه لكن اتاتورك الذي وضع اسس هذه الدولة على ان يبقى الجيش حامي دستورها وعلمانيتها وتطور ديمقراطيتها لم يدر في خلده يوما ان الطربوش الاخواني العثماني الحالم بمجد الخلافة سيعود من الشباك وكيف ,وفق ديمقراطيته الاتاتوركية طبعا؟؟, بعد اخرجه من الباب وان هذا الجيش سيحجمه اردوغان ولن يكون له دور في المستقبل .
انقلاب الجيش الذي فاجا العالم في ساعة متاخرة من الليل دق ناقوس خطر كبير ,ومهما ستكون نتائجه وسواء نجح او فشل تبقى له اسبابه منها استشعارالجيش لخطر تفكك الدولة التركية نتيجة سياسات حزب العدالة والتنمية الاردوغاني المتخبطة واستمرار التمرد الكوردي ونزيف الدم وخطورة اوضاع سوريا واحتمال ولادة اقليم كوردي اخر قرب حدود تركيا وماسيجره من ويلات اخرى خاصة بعد استشعر الجميع مدى ثقة واشنطون بالكورد الذين برزو كحليف مهم موازي لتركيا فضلا عن محاولة رئيس الجمهورية التفرد بالسلطة وماسيجره ذلك من عواقب اقلها انهاء علاقة الجيش بالدولة نهائيا وليس بتحجيمه كما هو الحاصل الان. استشعر الضباط بان الفرصة مؤاتية للتغدي باردوغان قبل ان يتعشى بهم ومن المحتمل انهم حصلو على اشارات دولية او قبول بعد ان شعرو بان اعادة بوصلة الاتجاه بعد توضح فقدانها اهم من حماية الحدود , تركيا اليوم في اسؤا حال ولم تسعفها الاجراءات الترقيعية الاخيرة مثل اعادة العلاقات مع روسيا واسرائيل وتغير لهجتها مع الرئيس الاسد فقد مضى وقت المراجعة فلاموسم سياحي جيد هذا العام بعد التفجيرات المتعددة في المدن السياحية التركية والليرة التركية في اسؤا حالاتها والرئيس اردوغان يلعب في الوقت الضائع بعد ان تخلى عنه اصدقاؤه القدامى ومؤسسو الحزب من رفاقه عبد الله غول واحمد داوود اوغلو وغيرهم,والمشاكل عديدة التي تورط بها الرئيس وورط بلاده ,والجيش الذي راى بعينه محاكمات ضباطه بتهم محاولات انقلابية استشعر خطر ان يركن حامي الدستور والعلمانية على الرف فيشاهد موت دولته كما يشاهد فحل الجاموس تمزيق اشلاؤه من الاسود وهو حي .
مهما كانت نتائج الانقلاب في نجاحه او فشله الا انه سجل بادرة خطيرة كان الجميع قد تخطاها ولم يعد احد يصدق ان الجيش سيتدخل مرة اخرى بعد اخر انقلاب واستلام الجيش مقاليد الحكم في زمن الجنرال كنعان ايفرن عام 1980والذي جاء على خلفية مخاوف صعود التيار الاسلامي متاثرا بالثورة الايرانية وكان مدعوما بقوة من الولايات المتحدة فكيف والتيار الاسلامي هو الذي يقود ويقود الدولة معه الى اتون بركان قادم وكبير سيثور في الشرق الاوسط لاحت بوادره قبل نصف عقد من الزمن وهو ككرة الثلج سيطال الاراضي التركية مهما فعلت.
الهزة التي فعلها الانقلاب ستثير زوابع ومخاوف لا قبل لتركيا بتحملها وقد تنجلي الغبرة فتجد ان اولها الرغبة التركية بالانظمام الى الاتحاد الاوربي قد وؤدت تماما كما وؤدت قبلها محاولة الانظمام للسوق الاوربية المشتركة ومفاوضاتها الماراثونية التي استمرت خمسة عشر عاما وثانيها ان فرصة بناء الاقتصاد التركي الذي جعلها من الدول العشرين الاغنى قد تراجعت واخرها بقاء الدولة التركية كامة واحدة تنصهر فيها القوميات والاعراق وفق مفهوم الدولة القومية –الامة في طريقها الى التلاشي
لا احد بمناى عن النار التي اشتعلت في الشرق الاوسط حتى اسرائيل الحليفة المهمة للحكام من الاخوان المسلمين في تركيا ستطالها الناركما طالت جيرانها مصر وسوريا , لن تكون الامورفي تركيا سوى اضافة ورطة جديدة لدولة اخرى وضعت اصابعها في الزيت ودعت على جاراتها بالويل والثبور متوقعة نار قريبة ستطال الخليج وايران لكن نسيت تلابيب ثيابها قرب الجمر .
عودتنا اجواء الشرق الاوسط وتاريخه ان الامور تتغير دائما نحوالاسؤا والماضي افضل من الحاضر وحتى لانغرق في النظرة التشاؤمية اكثر فلن نقول سوى ان تركيا اليوم وغدا لن تكون كما كانت قبل يوم وضاع فعلا الحلم التركي بدولة عصرية مستقرة ضاع بسبب تخبط سياسات الحالمين بالهيمنة وستبقى تركيا تعاني فلا هي ستعود كما قبل مائة عام ولا الغرب سيقبلها دولة عصرية متحضرة؟؟ ولن يزور اية صوفيا الملايين !!؟.

كاتب عراقي








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. ماذا يحدث عند معبر رفح الآن؟


.. غزة اليوم (7 مايو 2024): أصوات القصف لا تفارق آذان أطفال غزة




.. غزة: تركيا في بحث عن دور أكبر خلال وما بعد الحرب؟


.. الانتخابات الرئاسية في تشاد: عهد جديد أم تمديد لحكم عائلة دي




.. كيف ستبدو معركة رفح.. وهل تختلف عن المعارك السابقة؟