الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


تفكير السلطان يهدم سلطنته !

عمار جبار الكعبي

2016 / 7 / 19
مواضيع وابحاث سياسية



دعي احد الدكاترة لالقاء محاضرة في مركز للمدمنين ، فاحضر معه حوضين زجاجيين ، الاول فيه ماء والثاني فيه خمر ، ووضع دودة في الماء فسبحت وخرجت ، ثم وضعها في الخمر فتحللت وذابت ، حينها نظر الى المدمنين سائلاً : هل وصلت الرسالة ؟ ، فكان الجواب : نعم ان الذي في بطنه دود يشرب الخمر لكي يشفى !! ، هذا الدكتور نظر الى التجربة من خلال تفكيره الخاص به ، ولم يحاول الخروج الى تفكير المدمنين
السلطان اردوغان بعد فشل الانقلاب التركي قبل ايام ، تعامل مع الأمور بنفس طريقة تفكير هذا الدكتور ، اذ اقتصر تفكيره على كيفية تحقيق انتقامه من المنقلبين ، وأغفل ان الانقلابات العسكرية هي ثقافة مترسخة في الفكر العسكري التركي ، وعددها الكبير الذي وصل الى (٥) انقلابات منذ انقلاب ١٩٦٠ ، اذ لم يحتوي الامر ليحافظ على مؤسسته العسكرية التي لطالما كانت هي المؤسسة الاقوى في تركيا
الاذلال الذي تعرض له الجيش التركي في المحاولة الانقلابية الاخيرة ، لم يكن يتوقعه احد ، اذ من غير المعقول ان يقوم حاكم وأن كان دكتاتوراً بكسر قوة جيشه كما فعل اردوغان ، بعد ان دعى جمهوره ( الاخواني ) الى الهجوم على قطاعات الجيش ، وما قام به هؤلاء بفعل عقليتهم وتفكيرهم العدواني المترسّخ بفعل ما يحملونه من آراء ومعتقدات تمتاز بالعنف ، وهو ما ظهر على تصرفاتهم ومعاملتهم مع افراد الجيش حتى ان تصرفاتهم وصلت الى ذبح الجنود !

المؤسسة العسكرية تبنى على أساس التراتبية ، والانضباط الشديد ، ووجود القيادات التي كان لها الأثر الكبير في هذه التراتبية والانضباط ووهج المؤسسة العسكرية ، والنظام التركي استمد قوته ولا يزال من مؤسسته العسكرية ، التي كانت هي الفاصل في كل الأزمات والانقسامات والانقلابات ، وهذا ما تغافل عنه اردوغان ، اذ بين ليلة وضحاها قام بسجن ما يقارب ( ٨ ) آلاف عسكري ، وبينهم نسبة كبيرة من القادة ، ويعتقد انه قام بأعدام نسبة كبيرة منهم ،مما سيترك فجوة كبيرة وعميقة في المؤسسة العسكرية ، لن تستطيع التخلص منها لسنين ، اذ المؤسسة العسكرية لا يمكن اعادة بنائها بين ليلة وضحاها ، وان أعيد ببنائها فهيبتها التي كُسرت هي الخسارة الاكبر

التأثيرات الاجتماعية للانقلاب ، او بالأحرى ما تلا الانقلاب من سياسات وتصرفات بحق العديد من القيادات التي تملك ثقلاً وتأثيراً اجتماعياً كبيراً ، كالقضاة الذي قام بعزلهم ، والذين تجاوز عددهم ( ٣ ) آلاف قاضي ، وما لهم من تأثير على مراكز القوى الاجتماعي ، وما يترتب على ذلك من انقسامات مجتمعية بين مؤيد ومعارض ومحايد وما يتلوا ذلك من تفتت وانقسام داخلي ، زمكانية الحدث تركت اثرها في نفوس العامة نتيجة الظروف والقوة المفرطة التي استخدمها اردوغان ، هذه الظروف لن تدوم طويلاً ، وستنخفض نسبة تأثيرها في نفوس الجماهير ، وهو ما سيمهد لنتائج كبيرة وتحركات قد تتسبب لأردوغان بمشاكل كبيرة ، وعلى رأسها القضاة والقادة العسكريين الذي لم يحفظ لهم هيبتهم وكرامتهم ، وما ستكون ردود افعالهم بعدما ذهبت هيبة المؤسسة العسكرية ، ولم تعد رادعاً يخشى منه من يريد التغيير .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. زيلينسكي: -معارك عنيفة- على -طول خط الجبهة- | #مراسلو_سكاي


.. استشهاد الصحفي بهاء عكاشة بقصف إسرائيلي استهدف منزله بمخيم ج




.. شهداء ومصابون جراء غارات إسرائيلية استهدفت مربعا سكنيا بمخيم


.. نشطاء يرفعون علم عملاق لفلسطين على أحد بنايات مدينة ليون الف




.. الاحتجاجات الطلابية على حرب غزة تحقق مطالبها في أكثر من جامع