الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الماوردي وامارة الاستيلاء..التهريب في تونس ووزارة التجارة...دم عماد غانمي ونحن

محمّد نجيب قاسمي

2016 / 7 / 19
مواضيع وابحاث سياسية



لما بدأت الدولة العباسية في الانحدار إلى الضعف والانحلال و فقدان السيطرة على الأطراف انتدبت فقيها و منظرا بارعا لإخفاء عجزها هو أبو الحسن الماوردي فاضفى الشرعية في كتابه الاحكام السلطانية على كل امارة خرجت عن سلطة الخليفة وسماها بامارة الاستيلاء فكانت تتمتع باستقلاليتها التامة مع الاحتفاظ بولاء فضفاض للسلطة المركزية قوامه الدعاء للخليفة في خطبة الجمعة لا اكثر.
ومن ثمار ذلك العظيمة انه لم تسجل وقتها حالات الانتحار هنا او هناك على خلاف ما يحدث في تونس القرن الحادي والعشرين"تونس الثورية" "فاتحة عصر الربيع العربي "الملطخ بالدماء
ففي تونس اليوم بضاعه مهربة من كل البلدان ومن كل الأنواع ولا رقيب على المنافذ البرية او الجوية او البحرية وكبار المهربين ومع ذلك تشتد المراقبة على المعطلين عن العمل ان هم جلبوا بضاعة محدودة من مدينة تونسية او اخرى بدعوى التهريب والحال انهم يتدبرون لقمة عيش يسيرة منغصة .منهم من يجلبها على سيارة صغيرة ومنهم من يجلبها على دراجة نارية كما فعل مؤخرا المرحوم عماد غانمي صاحب الشهادة الجامعية العليا والذي كان يعول اسرة من تجارة بسيطة يجلب بضاعتها من مدينة تونسية ويوزعها في قرية تونسية .ورغم ذلك يتعرض للاهانة ...
ولهذا كله أليس من المطلوب من وزارة التجارة وحكومتها العاجزة بل حامية كبار المهربين السماسرة أن تقتدي بالماوردي وتضفي الشرعية على ما هو واقع فعلا فتتولى استيراد البضائع التي يجلبها كبار المهربين والتي تملأ أسواقنا وتمكن منها العاطلين لبيعها بالتفصيل فتربح هي أموالا طاءىلة ويربح المعطلون ويربح المستهلكون وتريح الديوانة والأمن والناس جميعا...
سيقولون وهم يكذبون أن الميزان التجاري لا يسمح وأن في ذلك أهدارا للعملة الصعبة ونحن نقول لهم هل يجلب المهربون البضائع بالمقايضة او بالدينار التونسي؟
إن كنتم عاجزين فلا مكان لكم بيننا وإن كنتم حماة السماسرة فمن الواجب علينا مقاومتكم .وانتم حقا عاجزون وسماسرة في الوقت نفسه .ومن نكد الدهر أننا في حالة من الوهن الشديد لأننا ننتخبكم ونتقاتل من اجلكم.. نعي الحقيقة ونتجاهلها ونتلهى نحن الصغار بأمور صغيرة..
لا تصدقوا ما يقولونه عن الاقتصادي الموازي لأنهم هم المنتفعون منه اولا واخيرا وهم كذلك لصوص الاقتصاد"غير الموازي"
دم عماد وغير عماد في رقابنا جميعا سواء كنا من الساكتين او الساقطين..
ويا ليت قومي يفهمون ويعملون
( محمد نجيب قاسمي أستاذ اول مميز بمعهد المكناسي)








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. احتجاجات الطلبة في فرنسا ضد حرب غزة: هل تتسع رقعتها؟| المسائ


.. الرصيف البحري الأميركي المؤقت في غزة.. هل يغير من الواقع الإ




.. هل يمكن للذكاء الاصطناعي أن يتحكم في مستقبل الفورمولا؟ | #سك


.. خلافات صينية أميركية في ملفات عديدة وشائكة.. واتفاق على استم




.. جهود مكثفة لتجنب معركة رفح والتوصل لاتفاق هدنة وتبادل.. فهل