الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


اردوغان ديكتاتورا شرقيا أصيلا بامتياز

عمار سعدون البدري

2016 / 7 / 20
مواضيع وابحاث سياسية


اردوغان ديكتاتورا شرقيا أصيلا بامتياز

عمار سعدون البدري

في قراءة سريعة للمشهد السياسي التركي يتراءى إن اردغان نجح في إدارة معركته الدفاعية ، عندما استعمل الورقة المثيرة للشعب وقياداته المعارضة المتعددة العناوين ، عندما اتهم الانقلابيين بالعمل لمصلحة فتح الله غولين ، ما وضع الجميع في مأزق الاختيار بين حاكم شديد السوء و الحاكم الأشد سوءا فخاف الأتراك من الأشد حتى لا يكون مثلهم مثل من يستجير من الرمضاء بالنار فانكفؤا شعبا و قيادات سياسية عن تأييد الانقلاب ما سمح بترك الشارع خاليا لحزبه الحاكم حزب العدالة و التنمية إن يستجيب لنداء اردغان في الدفاع عنه و إن ينزل إلى الشارع و يعقد مهمة الانقلابين في الإمساك بالأرض .

أن سياسات أردوغان القمعية في الداخل المتمثلة بعدم إيمانه بالصحافة الحرة وسجن للصحفيين المنتقدين لسياساته، عدم الاهتمام بآراء الليبراليين أو حتى تمثيلهم , الحرب على الأكراد وعدم الوفاء بوعوده نحوهم , الفساد المستشري في الاقتصاد التركي والعملة غير مستقرة, وعدم الاستقرار الأمني بالإضافة إلى السياسة الخارجية المتقلبة التي تأرجحت بين التعاون والخلاف مع إسرائيل وروسيا والتدخل في الشؤون الداخلية لدول الجوار كانت الحافز الرئيسي للانقلاب ضده ، فالانقلابين سعوا إلى حماية تركيا من حكم أيديولوجي تتزايد قوته باستمرار.

ولكن ما يؤخذ على إردوغان بعد قمع المحاولة الانقلابية ، إنه أصبح أكثر تشكيكا وحذرا، وبدأ يرى المؤامرات في كلّ شيء مما انعكس سلبا على ردود أفعاله وتوجهاته القمعية ضد خصومه.أولى الخطوات التي استغلها اردوغان بعد فشل الانقلاب هو إطلاقه بالونات الاختبار عن فكرة "إعدام الخونة" رغم تحذيرات دول أوربية له بضرورة المحافظة على المعايير الديمقراطية.بالونات الاختبار ألقى بها قادة النظام الإسلامي في الشارع التركي، مستغلين حالة الهياج العاطفي لأنصار حزب العدالة المنتعشين بنجاة "السلطان"، للبحث عن شرعية ما لهذه الفكرة التي قد تكون الوسيلة الأنجع في تقديرهم، لبسط سلطتهم الدينية وإخراس الأصوات المعارضة وإلى الأبد.

والخطوة الثانية لاردوغان كانت البدء بحملة تطهير واعتقالات واسعة طالت المؤسسات الوطنية الديمقراطية والأحزاب المعارضة والصحافة الناقدة، والقضاة المستقلين متناسيا إن الكثير منها وقفت خلفه بعد نجاته من الانقلاب ,فالكثير من الأحزاب المعارضة التي اضطهدها خلال حكمه وقفت معه وأصدرت بيانات تشجب الانقلاب، والكثير من محطات التلفزة الخاصة منحت الرئيس اردوغان الفرصة للتحدث مع شعبه عندما احتل الجنود التلفزيون الرسمي، ، وهي المحطات ذاتها التي فرض الرقابة عليها خلال حكمه، وقامت وسائل التواصل الاجتماعي، التي كانت عرضة للإغلاق بسبب انتقادها لحكمه، بنشر رسائله.

حملة التطهير التي بدأ بها أردوغان وأركان نظامه أدت إلى تهميشات خطيرة للمشهد الديمقراطي , فاردوغان بدء يتحرك شيئا فشيئا نحو النزعة الشمولية ولن يرد الجميل لمعارضيه الذين ساندوه، ولن يعمل على تعزيز حكم القانون وإفساح مزيد من الحرية القانونية لمعارضيه، بل استغل تلك اﻷحداث لمزيد من قمع الحريات، وخير دليل على ذلك إلغاء السلطات التركية تراخيص محطات راديو وتلفزيون بتهمة ارتباطها بالداعية فتح الله غولن، ولم يتبين إلى ألان إن كانت تلك المحطات بالفعل تابعة إلى الحركة التي يتهمها أردوغان أنها تقف وراء محاولة الانقلاب الفاشلة، كذلك عزل السلطات التركية 5 أعضاء من المحكمة العليا، وأقالت 2745 قاضيًا ، فيما تم اعتقال 10 من المحكمة الإدارية، قبل أن تجري أي تحقيق لمعرفة المنفذين والمشاركين والممولين لهذا الانقلاب.إضافة إلى اعتقال وفصل تعسفي لموظفين في مختلف القطاعات لكل من يشك أنه مناصرًا لمحاولة الانقلاب الفاشل.

إن خروج الجماهير التركية في حشود غفيرة إلى الشوارع وإفشال الانقلاب كان بمثابة صك على بياض منح اردوغان سلطة مطلقة لمقارعة كل القوى الليبرالية والديمقراطية وكبد الحريات وتصفية معارضيه , كما صنعت منه دكتاتوريا مطلقا سيعمل جاهدا ﻹعادة تصميم المؤسسات السياسية والديمقراطية في تركيا لمصالحه الخاصة .فطبقا لذلك فان مقولة الشعب يريد إسقاط النظام التي سادت في الربيع العربي تغيرت إلى الشعب يريد إفساد النظام في الصيف التركي








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الجامعات الأميركية... تظاهرات طلابية دعما لغزة | #غرفة_الأخب


.. الجنوب اللبناني... مخاوف من الانزلاق إلى حرب مفتوحة بين حزب 




.. حرب المسيرات تستعر بين موسكو وكييف | #غرفة_الأخبار


.. جماعة الحوثي تهدد... الولايات المتحدة لن تجد طريقا واحدا آمن




.. نشرة إيجاز بلغة الإشارة - كتائب القسام تنشر فيديو لمحتجزين ي