الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ما بعد الانتخابات العراقية

عبد الرحمن سليمان

2005 / 12 / 17
اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق


جرت انتخابات المجلس الوطني في الخامس عشرمن الشهر الجاري , وسط مشاركة شعبية واسعة من طرف العراقيين والعراقيات , وبصورة اثارت كل مشاعر التقدير والاحترام لدى الاوساط المراقبة للحدث العراقي , لما تتضمنه من شجاعة وروح التحدي والوعي الفطري المتحسس , لضرورة تلك المشاركة . وعلى ضوء النتائج التي ستتمخض عنها بعد اسابيع , يتم توزيع المقاعد البرلمانية بشكل يتناسب ودخول جميع القوى والتيارات والاحزاب الوطنية ,في العملية السياسية الجارية لارساء الاسس السليمة لاعادة الاعمار ومعالجة الملفات الساخنة وبالاخص مايتعلق منها بالوضع الامني ,والتمعن في الثغرات الدستورية الكثيرة , واهميتها البالغة بما تعكسه من صورة التوجه العام للبلد . ومهما سيكون عليه شكل الحكومة المقبلة , فانه اصبح من باب البديهيات , بأنها ستكون حكومة ائتلاف وطني , حيث لم يعد ممكنا , مفهوم الاحتكار السياسي من قبل اي طرف من الاطراف , ولم يعد ممكنا , اعادة الصياغات القديمة الاحادية والمركزية , بثوب جديد مهما بدا واسعا في بعض المنعطفات . وبمعنى آخر , ان قوة الحكومة القادمة ,ستتجمع من قوى عدة ومؤتلفة بالضرورة , من اجل انجاز المهمات الملقاة على عاتقها , والتي اوكلها الناخب العراقي لممثليه . ولا اجد داعيا للتذكير والتكرار ,بأن الحكومة القوية , هي تلك التي تفي بالوعود لناخبيها , وحيث لايمكن لاحد ا ستباق النتائج , ولا من المفيد الحكم على النوايا , غير ان جملة من الملاحظات المتراكمة في العمل السياسي والاداء الحكومي ,منذ سقوط النظام الجائر ,تدفعني للقول ,ان الكثير من الاطراف السياسية الفاعلة لم تكن راغبة في وجود حكومة قوية ,ويرجع السبب في تقديري ,لعوامل عديدة لايمكن حصرها في مقالة واحدة,ولكني سأتناول اهمها , لقد تحدث الكثيرون من الباحثين والمختصين في علم الاجتماع ,ومنهم الراحل ـ علي الوردي ـ ,وعالجت العديد من المقالات والدراسلت للباحث وعالم الاجتماع المعاصر ـ فالح عبد الجبار ـ , عن موضوعة الالتحام والقربى وصلة الدم , وجذورها ونشأتها في المجتمع العراقي,واشاروا الى اسباب تغلب الالتحام الميكانيكي ( العشيرة ,الطائفة,المنطقة,الاثنية ,...) , على الالتحام العضوي , الوطني الاكثر شمولا ,والذي هو اساس كل صرح مدني . ان القوة الذاتية لدى معظم احزابنا السياسية ,لاتزال تكتسب مضمونها من المنهل القديم للمعاني , اي من ضعف الطرف السياسي الآخر ,مما يثير في الاوساط المؤتلفة , شعورا دائما بالشك فيما بينها ,وبالتالي الانحراف عن وجهة الهدف , وممارسة سياسة العباءة والخنجر ان صح التعبير , ولاشك بطبيعة الحال , ان يكرس هذا الشعور, ماهو موجود اصلا في احشاء المجتمع ويجعله يدور في حلقة مفرغة ,تجعل منه ضحية ابدية للمجتمع السياسي , تعود ازاءها الطائفية والمحاصصة ,اقدارا لافكاك منها . ان الحروب المتناسلة للنظام المقبورو بكل ما خلفته سياساته الهوجاء , قد جعلت العراقي يتعمد بالدم والمأساة والخراب , الذي لحق بكل فرد واسرة وطائفة , بحيث صار من العبث الحديث عن الاحتكار بكل انواعه , وما جرأته في تحدي الموت اليومي والخروج في ما يشبه عرسا وطنيا بهيجا , للمشاركة في الانتخابات , الا دليلا على ذاك التعميد , ويثبت ,لربما للمرة الاولى في تاريخه الحديث , بأنه يتقدم على المجتمع السياسي باشواط , لاينبغي لهذه الفرصة التاريخية ان تضيع مرة اخرىتحت العناوين الكبيرة عن الشعب والوطن والجماهير ,في حين ان العمل السياسي اليومي ,يتقاسمه ,الاخوة والزوجات وأبناء العمومة وصلات القرابة واللحمة الدموية . ان للدم لون واحد









التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. -أفريكا إنتليجنس-: صفقة مرتقبة تحصل بموجبها إيران على اليورا


.. ما التكتيكات التي تستخدمها فصائل المقاومة عند استهداف مواقع




.. بمناسبة عيد العمال.. مظاهرات في باريس تندد بما وصفوها حرب ال


.. الدكتور المصري حسام موافي يثير الجدل بقبلة على يد محمد أبو ا




.. مصادر: ورقة السداسية العربية تتضمن خريطة طريق لإقامة الدولة