الحوار المتمدن
- موبايل
الموقع
الرئيسي
أمة في غياهب الضياع العرب إلى أين ؟
بسام الرياحي
2016 / 7 / 21مواضيع وابحاث سياسية
لا شك أن الوضع العربي الحالي يطرح أكثر من سؤال في عديد المجالات فالعرب منذ عقود يتخبطون في أزمات إقتصادية وإجتماعية ناتجة عن فشل الحلول التنموية وتجاربها الرخوة والهشة زد صعوبة الوضع السياسي وإفتقاد الحكومات العربية للمساندة الجماهيرية مما سبب تآكل مشروعيتها الأمر الذي دفعها لتكوين أنظمة بوليسية قمعية تحمي هشاشتها وتؤمن للزمر المحيطة بها المعان في الفساد .هذه الانظمة من المشرق إلى المغرب ومن البحرين إلى المغرب الأقصى سلمت مصيرها لمافيات التهريب والقتل والفتن وأودت بشعوبها إلى مستنقعات الدم ومراكب الموت أو إلى سجونها ومعتقلاتها فكثرت ظواهر البطالة والادمان والاحباط لطاقاتها الشبابية وتلفها المعنوي والنفسي قبل المادي،الخلل في البداية هو خلل داخلي ذاتي حتى وان حضرت المؤامرة التي ينفيها البعض بشدة بقوة في واقعنا العربي المرير،المؤامرة ليست إنسلاخ من المسؤولية الذاتية عن هذا الوضع وإنما إقرار بطبيعة العلاقات الدولية المعقدة القائمة على المصالح وموازين القوى التي هي موروث إستعماري لعين يعود للحربين العالميتين الاولى والثانية فالقوى الغربية الاستعمارية منها القديمة والجديدة تعمل في مخابر ووفقا لخرائط الهيمنة والتوازن فالحرب الغير معلنة اليوم بين روسيا وحلف شمال الاطلسي دليل أول أن العالم في تفاصيل علاقاته وتوازناته هو حقل شديد الحساسية وينعكس على كل الامم بما فيهم العرب الذين أحبطت منذ نهضتهم القومية كل مشاريعهم القومية والوطنية ولنقل الوحدويد حتى وإن كانت منقوصة لكن العنصر الأجنبي فاعل في تجزئة العرب . ما يشهده الشرق الاوسط اليوم من مذابح طائفية ستارها فهم عقيم للمسألة الدينية حتى وإن كان نتاج تراكمات مختلفة فهو لا يلغي آثار السطوة الاجنبية وما وفرته الدرسات الاستشراقية والجواسيس للحكومات الغربية من وقائع ومعلومات تاريخية هي في نهاية المطاف رصيد للامم والدول وإنعكاس لحاضرها ومستقبلها...اكثر المتفألين اليوم لا يرى أمل حقيقي في هذا الراهن المرير الذي نقتل فيه بعضنا البعض فيذهب المغاربة لقتل المشارقة ويتوافد سكان الجزيرة العربية لقتل وتلطيخ أرض العراق والشام بالدم قتزيد الاحقاد وتكبر المأساة، في المقابل الخروج من هذا المستنقع لن يمر إلا من العرب أنفسهم بتحييد الاجنبي روسيا كان أو امريكيا كلهما وجهان لعملة واحدة ثم إيقاف رحى الحرب كل هذا لن تفعله حكومات مدعومة من أطراف خارجية تستفيد من هذا الحريق بل نهضة شعوب عربية قابلة أن تضع أعناقها على مقصلة الفداء من أجل الأمة والوطن ليسقط من سلم مصيرهم للمجهول وليتم إحياء الأمل من تحت رماد المأساة.
|
التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي
.. الدبلوماسية الأمريكية: أي أمل لغزة ولبنان؟ • فرانس 24
.. هاريس - ترامب: أيهما أفضل للعالم العربي والمنطقة؟
.. تونس: ماذا وراء حبس -صنّاع محتوى- بتهم أخلاقية؟ • فرانس 24 /
.. ما أسباب توقيف طالب فرنسي في تونس بقرار من القضاء العسكري؟
.. تونس: السجن أربع سنوات ونصفا لناشطة تونسية على إنستغرام بتهم