الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


إصلاح التقاعد المغربي يوجب أيضا إصلاح المصطلح

كمال آيت بن يوبا
كاتب

(Kamal Ait Ben Yuba)

2016 / 7 / 21
الادارة و الاقتصاد


شعارنا حرية – مساواة – أخوة
من أجل ثقافة عقلانية تنتمي لعصرنا
بمناسبة مناقشة قانون "التقاعُد" في مجلس النواب المغربي يومه الاربعاء 20 يوليوز 2016 حسب ما جاء في قصاصات الانباء ، كان لي انا مشكل ليس مع القانون في حد ذاته و لا مع الذين يناقشونه ، بل مع تسميته تقاعُد من قَعَدَ .ومعنى ذلك أن الموظفين الذي وصلوا سن التقاعُد "تقاعدوا" وكأن الذين لا يزالون يعملون "تواقفوا" من "وَقَفَ" .وهذا خطأ لغوي.
في المغرب يُترجِم مصطلح "التقاعد" العربي مصطلح retraite الفرنسي .و المصطلح الفرنسي retraite في الأصل و قبل استعماله فرنسيا بمفهوم توقف الموظفين عن الخدمة عند بلوغهم سن معينة له إستعمالين و معنيين .أحدهما عسكري وهو"إنسحاب الجيوش " يا إما بعد هزيمة أو لسبب تكتيكي.و الثاني ديني و هو ترك الاعمال وكل ما يشغل البال والتفرغ للإيمان الديني و الصلاة والتأمل الروحي.
و في حالة الاستعمال الفرنسي للمصطلح بمعنى التوقف عن العمل بسبب السن ، فتعريفه في القواميس الفرنسية يأتي بمعنى الانسحاب من الحياة العامة أو عالم الأعمال .
يمكن في هذه الحالة تقريبه من مصطلح الإنزواء أو الانقطاع عن العالم أو التقوقع .وهو إذن معنى قدحي.و بالتالي فهو خطأ لغوي فرنسي بامتياز.
أما المصطلح العربي المغربي "تقاعُد" فلا أحد يستطيع أن ينفي أنه يعني القعود عن العمل في مقابل الوقوف للعمل.
وكأن المتوقفين عن العمل بسبب السن قد أرادوا ذلك. لأن الفعل تقاعَد قد يعني أن الموظفين هم أصحاب المبادرة في "القعود عن العمل" .في حين أنهم مرغمين على ذلك. ويمكن أن يكونوا ، رغم توقفهم عن العمل، واقفين.
تستعمل إسبانيا للدلالة على مصطلح "تقاعد" مصطلح jubilacion المأخوذ من المزامير (مزامير داوود أي الزبور) و الذي يعني الفرح والغناء .و إسبانيا بهذا الاختلاف تكون منصفة لموظفيها من فرنسا .فمصطلحها افضل من مصطلح فرنسا.
إن الموظفين الذين يكونون قد وصلوا سن التقاعُد يكونون قد أسدوا خدمات جليلة للدولة وللمواطنين و اكتسبوا تجربة علموها للآخرين و نصحوا و فعلوا كل ما في جهدهم لخدمة وطنهم وشعبهم باخلاص وتفان.و يستحقون على ذلك التكريم كاعتراف بالجميل.
إذن بالنسبة للمغاربة و قبل نشر اي قانون "تقاعُد" بمعنى القعود الذي لا يعني الوقوف في الجريدة الرسمية لماذا لا يتم تغيير المصطلح إلى مصطلح "تكريم" كمصطلح لا يمكن القول انه قدحي و في نفس الوقت يعبر عن الاعتراف بالجميل لهؤلاء الموظفين ويكون المغاربة سباقين لتصحيح مصطلحات تحتاج لذلك. فنقرأ مثلا
"وصول الموظفين لسن التكريم "
"قانون التكريم"
طلب "الإحالة على التكريم"
الخ
هل هذا التصحيح في المصطلح الذي سيرفع من معنويات الموظفين و يعترف لهم بالجميل سيكلف ميزانية الدولة مليارات الدولارات ؟
انا لا اعتقد ذلك .
و تحياتي للجميع .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. طلعت عبد القوى لتليفزيون اليوم السابع الحوار الوطنى سيفعل ت


.. بعد المناظرة الكارثية.. قيادات في الحزب الديمقراطي تبحث مقدر




.. مستشار تطوير الأعمال طراد باسنبل: زيادة الضغط بمعايير محددة


.. سألنا الناس: ما أكثر ما يؤثر سلبا على إنتاجيتك في العمل؟.. و




.. نصائح هامة لرفع إنتاجية العمل من مستشار تطوير الأعمال طراد ب