الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ليس اتجاهاً معاكساً

يوسف العادل

2005 / 12 / 17
اخر الاخبار, المقالات والبيانات


هل ثمة خيط يربط بين الهدوء النسبي الذي شهدته الساحة العراقية على الصعيد الأمني خلال انتخابات مجلس النواب العراقي التي جرت يوم أمس في 15/12/2005، وبين الارتياح النسبي للسلطات السورية والذي عبر عنه ممثل سوريا في الأمم المتحدة السيد مقداد في أعقاب صدور قرار مجلس الأمن المجمع عليه رقم1644، والذي يمدد عمل لجنة التحقيق الدولية في اغتيال الحريري ستة أشهر، ويطلب من سوريا التعاون الكامل؟ وهل يعود الهدوء والارتياح النسبيين آنفي الذكر إلى تراجع رقم أعداد المتسللين إلي العراق عبر الحدود السورية،كما عبرت عن ذلك التراجع، تصريحاً السلطات العراقية، وهل نستطيع القول أن الأزمتين العراقية والسورية، يتزامن ويتواكب فيهما الانفراج النسبي أيضاً؟
وهل ثمة خيط يربط بين المصرع السياسي لرفيق الحريري بوسائل أخرى، وبين ميليس الذي رغم خبراته وتجربته المهنية القضائية رفيعة المستوى والنوعية ،ورغم موازين القوى العالمية التي تدعمه، لقي مصرعه هو الآخر على الصعيد المهني، والتهمته اللعبة السياسية، كذلك؟
وهل ثمة خيط يربط بين استراحة محارب الصراع في منطقتنا, وبين عودة العملية السياسية وفاعليتها إلى المسرح السياسي من خلال تفعيل دورا لسيد عمرو موسى عبر محاولة إعادة الاعتبار لنفسه ولجامعته العربية وذلك لجهة قيادته التئام مؤتمر الوفاق الوطني العراقي الذي انعقد مؤخراً في القاهرة، ومحاولته هذه الأيام رأب الصد وع السورية اللبنانية وتضييق شقة الخلاف السوري اللبناني الذي اتسع مؤخراً على خلفية تداعيات التحقيق في اغتيال الحريري، والاغتيالات الأخرى ؟
وهل ثمة خيط يربط بين الدور السياسي المتصاعد لعمرو موسى، وبين كون هذا الأخير رأس جسر دبلوماسي متقدم لموازين قوى مجلس الأمن التي استقرت في سياق معالجة تقريري ميليس عند تفعيل المكنة السياسية الدبلوماسية ولجم إرادة تصعيد الضغوط غير المحسوبة ضد النظام السوري خوفا من سقوطه وفلتان المنطقة برمتها؟
وهل ثمة خيط يربط بين التمديد الذي أقره مجلس الأمن للجنة ميليس(بدون ميليس)، وبين إعطاء فرصة للنظام السوري لكي يقصي عن المسرح السياسي وبالطريقة الإدارية على الأقل أولئك الخمسة الذين استجوبوا في فييناولازالوا قيد الاستجواب؟
وهل ثمة خيط يربط بين مصرع النائب اللبناني جبران تويني كاستمرار لسلسلة الاغتيالات المزمنة على الساحة اللبنانية، منذ اغتيال الحريري،وبين كون هذا المصرع رسالة موجهة إلى الفرنسيين برضىً أميركي على طول خط التجاذب والصراع السياسي ، على أن عودة النفوذ الفرنسي إلى لبنان أمر بالغ التعقيد في ظل فلتان أمني مفاتيحه خارج السيطرة، مالم تذعن فرنسا لشروط اللعبة التي خرجت هي عن قواعدها بتحالفها مع الإدارة الأميركية في ممارسة الضغوط على سوريا، مربط فرس الشراكات المتوسطية على اختلاف عناوينها؟
والآن إذا كانت الأدبيات السياسية قد كرست لدى الرأي العام مقولة أن الجميع يذعن للطرف الأميركي، فهل يجرؤ أحد(دون أن يسقط أويسقطه الآخرون في مطب كيل المديح للنظام السوري) أو( دون أن يخالف قدسية منطق السطوة الأميركية) على القول بأن الأميركيين قد أذعنوا للنظام السوري على محوريين:
• دوامة المستنقع العراقي الذي يمللك السوريون إلى حدٍ ما, مفاتيح الخروج الأميركي منه.
• الابتزاز الذي يتركه موضوع إسقاط النظام السوري وتداعيات ذلك كحل أميركي أخير.
ومن هنا هل ثمة خيط يربط بين بوادر خروج النظام السوري من عنق زجاجة الأزمة والضغوط التي تواجهه ، وبين الدور المرتقب له في ظل اتفاق طائف عراقي قادم؟أوفي ظل ترتيبات إقليمية للشأن العراقي؟
طبعاً، سيعرف الروس الذين أسعدهم غلاء أسعار النفط، والذين أطفئوا نارا لصراع في الشيشان، وسيعرف الصينيون (مشروع العمالقة)، سيعرف هؤلاءجميعاً كيف يديرون الدبلوماسية المجدية، ويساندون عمرو موسى، وكيف يديرون الوسائل الأخرى، ويساندون إيران و في هذا وذاك ، فإن السوريين تجدهم في قلب كل المحاور، على خطوط النار وفي الكواليس السياسية والدبلوماسية.
في نهاية المطاف هل ثمة خيط يربط بين تماثل النظام السوري للشفاء من وعكة الضغوط عليه، وبين شروعه المرتقب
( أو الإستباقي) للمهاجمة السافرة وشطب معالم الحراك السياسي المعارض على الساحة السورية؟
16/12/2005








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. مقتل جنديين إسرائيليين بهجوم نفذته مسيرة لحزب الله | #غرفة_ا


.. صاعد المواجهات بين الجيش السوداني والدعم السريع | #غرفة_الأخ




.. نتنياهو: دخولنا إلى رفح خطوة مهمة جدا وجيشنا في طريقه للقضاء


.. أسامة حمدان: الكرة الآن في ملعب الإدارة الأمريكية التي عليها




.. مياه الفيضانات تغمر طائرات ومدرجات في مطار بجنوب البرازيل