الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ليلة حنة العراق الثانية... ليلة الفتح الديمقراطي الجديد

لميس كاظم

2005 / 12 / 17
اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق


خرج العراقيون منذ الصباح الباكر الى صناديق الأقتراع، فرحين، حاملين حلمهم البسيط ليصوتوا لعراق أمن، يجمع كل أبنائه في قائمة أنتحابية واحده اسمها العراق. إذ أسقط العراقيون صوتهم الأنتخابي في ملعب مرشحهم الجديد ليقولوا له، نحن سنعطيك صوتنا، الذي قد يكلفنا حياتنا بكل ود، لكننا لا نطلب اكثر من أن تحكم ضميرك وأنت تجلس في كرسي الوطن وأن تراعي مصلحة العراق أولا وأخيرا وأن تكون أهلاً لهذا الصوت العراقي الجميل الذي عانى من محاولات عديدة لخنقه والغائه وأخماده.

مرة ثانية اثبت الناخب العراقي انه عاشق سلام وتواق للحرية ومصمم على استكمال طريق الديمقراطية. لقد أنتصرت أرادت المواطن العراقي حين تحدى كل أشكال التهديد والتفخيخ والأختطاف وتقدم الى مراكز الأقتراع شجاعاً، باسماً، حاملاً صوته معه كأقوى سلاح ممكن أن يحارب به كل أعداء الوطن. فهو واثق أن سيمنح صوته بسلام لمرشحه القادم والذي سيلاحقه أربع سنوات طالبا منه هدف بسيط، هو ان ينام بسلام على مخدته غير خائف من أن تنتهك حرمة بيته وعائلته بدون سبب أو يغيب وتزهق روحه دون ذنب يذكر. كما ينتظر منه أن يمحنه حقه في العمل والضمان والحياة وبنفس الوقت يؤمن له حرية الحركة والعيش قي عراق أمن، سعيد، خالي من كل أشكال الأحتراب السياسي المسلح ولغة العنف التي تفرق بين الاحبة. ويطلب من مرشحه ان يمتثل لسلطة القانون ويحل مشاكله بلغة مدنية متحضرة أسمها لغة الحوار وثقافة الرأي الأخر وأن يتصالح الفائزون فيما بينهم.

اليوم خرج أهل دجلة والفرات من ديارهم البسيطة، باحثين عن صناديق الاقتراع المنتشرة في رحاب الوطن ليحنوا أصبعهم ويشهدوا على ليلة العراق البنفسجية الجديدة ويغنوا جميعهم بصوت واحد أغنية *موطني* الخالية من الاحقاد والضغائن. وقف العراقيون كلهم في طابور أنتخابي واحد، وفي وطن مهدم واحد، وفي يوم تأريخي واحد، وفي هدف وطني واحد، وحنى العراقي أصبعه في ليلة حنة العراق البنفسجية وبذلك قد أثبت العراقي، مرة أخرى، ان طاسة الحنة العراقية قد لونت كل اصابع العراقيين بلون الوطن البنفسجي الواحد. فالكل رفع أصبعه البنفسجي منتصرا والكل تشربت أصابعهم بماء دجلة والعراق البنفسجي ليضعوا علامة صح واحدة في مربع العراق الموحد وليقولوا لمرشحيهم كفاكم فرقة وأحتراب، تصالحوا جميعا كما تصالح الوطن مع أبنائه وتناسوا احقادكم ومصالحكم الشحصية والحزبية الضيقة وتجمعوا لتحموا العراق وتنهضوا به جميعا وتأسسوا عراقا جديدا وأتركوا للقانون مهمته في محاسبة المجرمين والفاسدين والخونة.

اليوم رقص العراقيون طربا رقصة الأنتخابات السلمية الشفافة ودبكوا دبكة الوطن البهيج، إذ زفوا وطنهم بعرس عراقي كبير أمتد من أقصى الجبال الى أعمق نقطة في اهوار العراق. كما هلهل معهم عراقيوا الخارج الذين تناثروا في كل بقاع العالم. كلهم وقعوا بأصبع واحد ودفعوا مَهّراً واحداً مقدّمهُ * نعم للعراق الديمقراطي الفيدرالي الموحد* وبمؤخر صداقة قيمته الأمان الأجتماعي والقضاء على الأرهاب وضمان الحقوق المدنية والفكرية والسياسية والدينية لجميع العراقيين، وكتبوا وثيقة زواجهم المدني على مذهب قانون الاحوال المدنية العراقي المثبت في دستور العراق الدائم الذي يمنح الحق المتساوي لكل ابناء العراق ويؤمن لهم حياة حرة كريمة تحفظ كرامتهم وتصون بلدهم من كل الطامعين.

اليوم، هو يوم الفتح الديمقراطي العراقي الجديد، إذ فتح الوطن كل ابوابه مشرعة لجميع ابنائه ليقول لهم ضعوا صوتك في ملعب العراق واحرصوا على وحدته وخيراته وأحموا أبنائه من الغرباء وأطردوا الملثمين القتلة. وبعد أن أغلقت صناديق الأقتراع رقص الوطن طربا وغنى للعراقيين المقدامين محتفيا بهم ليقول لهم شكرا لكم أحبتي النجباء، الأوفياء، على هذه الألفة العراقية الجميلة التي كلفتنا ضحايا لا تعد ولا تحصى ودمرت هياكل الوطن الأساسية وخربت صحبتنا القديمة.

اليوم انجز الناخبون محطتهم الديمقراطية الثانية بنجاح ساحق، لم يعرف مثله فتحاً ديمقراطياً من قبل، لا في العالم العربي ولا الأسلامي ولا حتى الكثير من البلدان المتحضرة. انها دلالة عراقية مميزة تظهر كم هم العراقيون عطشى للديمقراطية والحرية. أنهم سجلوا بطولة عراقية جديدة ليؤكدوا أنهم داعمين لكل مرشح عراقي وطني يهمه أمن وسلامة الوطن والمواطن.

اليوم أنهى الناخبون مهمتهم بسلام ومحبة وأظهروا أنهم شعبا موحد الهدف الوطني رغم كل المحاولات البائسة لتفرقتهم. أنهم من جديد رموا الكرة في ملعب المرشحين بسلام طالبين منهم أن يتجاوزا طموحهم الشخصي والحزبي وأن يباشروا صلاحياتهم بدون تأخير. فكل يوم وكل ساعة تضيع من هذا الفتح الديمقراطي الجديد، في المساجلات والاتفاقات السرية والمهاترات السياسية، ستتكلف الناخب والوطن ثمنا باهضا.

أمنية الناخب من هذا الفتح الديمقراطي الجديد، هو أن يدرك الفائز، فكرة بسيطة، مفادها أن هذا الصوت هو مصدر القوة وليس المرشح نفسه وان هذه الانتخابات اثبتت أن الهداف الحقيقي لهذه المباراة هو الناخب العراقي وهو من يصنع الفائزون وليس العكس. فإن استوعب الفائز الجديد هذه الفكرة سوف لن يصاب بالغطرسة السياسية وداء العظمة والتبحج بالفوز بأعتباره صاحب الاهداف وعندئذ لن يمضي بعيدا عن طموح الناخبين مثلما فعل السابقون. أن الفتح الأنتخابي العراقي الجديد كسر مقدسات القائد الاوحد والزعيم الأعظم والاب الروحي والسياسي المطلق والحزب القائد. وأصبح صوت العراقي هو السلطة الشعبية الجديدة التي ستنزل كل القادة من كراسيهم العاجية العالية وتحاسبهم على اخفاقاتهم.
هذه الانتخابات انهت زمن الوعود الأنتخابية المعسولة وأدخلت الفائز الجديد بتحديات حقيقة ومواجهة مباشرة بينه وبين الاصبع البنفسجي الذي سيشرف على مراقبة عمله طيلة فترة زواجه المدني التي ستستمر أربع سنوات وفي حال فشله سيطلقة الناخب العراقي ثلاث طلقات لا رجعة بها وسيعقد مَهّرهُ في الأنتخابات القادمة مع عرسان جدد من حاضنة العراق التي ستوّلد لنا أبناء جدد غيارى على أهلهم ووطنهم.

تحية لكل ناخب غمز أصبعه في طاسة الحنة العراقية البنفسجية الثانية.
تحية اجلال لكل شهيد سقط دفاعا عن هذه الانتخابات العراقية النزيهة.
تحية وفاء لكل من نذر نفسه قربانا للوطن.
مبروك يا عراق بفتحك الديمقراطي الجديد.
مبروك يا شعب العراق بهذا النصر الانتخابي الجديد.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. -أمام إسرائيل خياران.. إما رفح أو الرياض- | #مراسلو_سكاي


.. استمرار الاعتصامات في جامعات أميركية.. وبايدن ينتقد الاحتجاج




.. الغارديان: داعمو إسرائيل في الغرب من ساسة وصحفيين يسهمون بنش


.. البحرين تؤكد تصنيف -سرايا الأشتر- كيانا إرهابيا




.. 6 شهداء بينهم أطفال بغارة إسرائيلية على حي الزهور شمال مدينة