الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


المواطن العادي - ولا مؤاخذه -

محمد ربيع
كاتب مصري

(Mohamedrabie)

2016 / 7 / 24
كتابات ساخرة


وقفت طويلاً أمام التصريحات المبكية التي يطلقها رجال حكومة الرئيس السيسى من الحين للأخر وأخرها وزير الداخلية الذي قال انه أوقف ضابط شرطة عن العمل بسبب أنه تعامل مع نائبة مجلس النواب بمعاملة المواطن العادي ! حتى الكابتن حسام حسن ضرب مصور الإستاد وقال بالحرف كنت فاكره مواطن عادي ! وكأن المواطن العادي أصبح شبهه ومن الطبيعي سحله وقتله عادي جدا ، حتى صارت قطاعات واسعة من جماعة المواطن العادي ساخطة على حكم الرئيس عبد الفتاح السيسى بسبب الاهانة المتتالية لحضرة المواطن العادي فضلا عن تردي الأوضاع الاجتماعية و الاقتصادية التى تشهدها البلاد ولا تحتاج لكلام
في عهد الرئيس السيسى صار المواطن العادي ولا مؤاخذه " ملطشة " لبطش وسخرية الجميع وأصبح رخيصا في وطنه ضائعا بلا حماية رغم ان هذا المواطن العادى هو الذى مكن الرئيس السيسى شخصيا من الحكم والسادة النواب من المجلس فالطبقة الوسطى هى التي دعمت السيسي وأمنه الناس أصواتهم والتفوا حوله باكملهم من شباب وشيوخ ونساء حتى الأطفال املآ منهم انه سوف يغير الواقع الاليم وعلى أمل ان تتبدل الاحوال وتحقيق الامال والأحلام وان يصبحوا مواطنين غير عاديين لهم الحق فى الحياة الكريمة ، رغم انهم كانوا يعرفون وبكل يقين انه لم يكن لديه برنامج انتخابى و لكنهم لم يلتفتوا لذلك ولم يلتفتوا الا لكونه واحدا أشعرهم بطريقة او باخري انه شخص من بينهم يعيش معهم ويشرب الماء الذى يشربونه ويعاني من مشاكلهم ويعيش معيشتهم واى ضرر يعود عليهم سوف يعود عليه ولا شك عندهم في ذلك ولكنه خلف كل التوقعات ولم يفعل شيئا مما تنبأ به الحالمون
ورغم ان المادة 51 من الدستور المصري تقول “الكرامة حق لكل إنسان ولا يجوز المساس بها، وتلتزم الدولة باحترامها وحمايتها” إلا أن الأوضاع الجديدة تحتاج إلى تعريف جامع مانع للمواطن والإنسانية فمع مرور الوقت شعر المواطن العادى بصدمة قوية حينما صار أضحوكة وفريسة بلا صاحب لترسانة نظام غاشم حول البلاد إلى ساحة من الصراخ ، صراخ من قسوة العيش وصراخ حسرة على من ماتوا، وصراخ خوفا على من يعذبون، وصراخ على من اختطفوا وضجو بالصراخ حتى أننا أصبحنا ندرك أن الأمر تجاوز حالات فردية هنا وهناك بل استشرى ليشكل ظاهرة وعجز النظام عن تلبية أبسط المطالب للفقراء وليس أمامه الان سوى السخرية من مواطنيه والاستمرار في القمع والاضطهاد وإسكات أي صوت يفضحه ويعريه
المواطن العادي ولا مؤاخذه : ضاقت به الأحوال وأوشك على الانهيار بعدما صمد أمام أعنف الظروف الاقتصادية وأشدها فتكاً و هناك بالفعل من يموتون من الجوع الذى أصبح وحشاً ينهش بطون الغالبية من أبناء هذا الوطن يسعى الكثير منهم وراء لقمة العيش حتى بين صناديق القمامة عسى أن يجدوا بها ما يسد الرمق ويواجهون مصيرا مجهولا بعد ان تخلى عنهم الجميع أبناؤهم مجندون بالجيش للدفاع عن تراب هذا الوطن و يموتون من أجل أن يعيش من يهينهم ، يبدو أن الرئيس السيسى بحاجة إلى تذكير بأن الأهالي الذين قدموا أغلى شباب لمصر هم أهالي الشهداء ومن أصيبوا ويعيشون الآن بإعاقات دائمة بفعل رصاص وقنابل الارهاب لا يستحقون تلك الاهانة
نحن المواطنون العاديون نفتخر بذلك ونفتخر أن الحذاء الذي في اقدامنا على دماغ أي من يتكبرون علينا ونقر و نعترف بأننا أخطأنا في حق أنفسنا و أبناءنا لأننا لم نحسن الاختيار فأتى من لا يعبر عنا و يعمل ضد مصالحنا لهذا ندفع الآن الثمن فعهد ووعد بأننا سوف نذهب لنقول لمن يعمل على أهانتنا وذلنا موعدنا قادم لنريهم من يكون المواطن العادي








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. عام على رحيل مصطفى درويش.. آخر ما قاله الفنان الراحل


.. أفلام رسوم متحركة للأطفال بمخيمات النزوح في قطاع غزة




.. أبطال السرب يشاهدون الفيلم مع أسرهم بعد طرحه فى السينمات


.. تفاعلكم | أغاني وحوار مع الفنانة كنزة مرسلي




.. مرضي الخَمعلي: سباقات الهجن تدعم السياحة الثقافية سواء بشكل