الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


صناعة التطرف

مهدي جعفر

2016 / 7 / 24
الثورات والانتفاضات الجماهيرية


** يمكن القول بالتشبيه أن الإسلام أصبح جسد مريض متورم بسرطان الإرهاب **

تميزت الساحة العربية في السنوات الأخيرة بظهور المجموعات المسلحة الإسلامية التكفيرية ، و تميز منها بقدر زائد من الفتك و التفنن في القتل التنظيم الإرهابي المسمى اختصارا " بداعش " ففي كل عملياته الإرهابية يعيد ضرب الإنسانية ضربات نجلاء ، يكرر توضيح مصاهرة التطرف مع الدين ، يرفع مرة أخرى لافتة " لا نجوت إن نجى " ، يأكد انتشاءه برائحة دماء الأبرياء و التقرب إلى الله بذبحهم .

الحقيقة أنه تطوع " للإستشهاد ضد التطرف " مفكرين إسلاميين كثر ، فقد حاولوا إيجاد طريقة للتّعايش بين الإسلام و الدّيموقراطية ، و لكن لم ينتبهوا إلى أن المسلمين وحتى بعض المثقفين منهم لا يعترفون بهذه المسميات المعاصرة كالديمقراطية و العلمانية ... و لكن فشل معظم التّجارب بات واضحا ، خصوصا مع اغتيال شهيد الفكر و التنوير في مصر " فرج فودة " و في إيران " علي شريعتي " . و ذلك راجع أساسا إلى طغيان الخطاب المتشدّد وتغييب و تهميش أطروحات العديد من أعلام الفكر الذين حاولوا تجديد الموروث الإسلامي ( كمحمّد أركون ، جورج طرابيشي .. و من المعاصرين د. عدنان ابراهيم ) و هم مجموعة من المفكّرين الذين حاولوا “إنقاذ الإسلام” ولكنّهم للأسف فشلوا في ذلك بل منهم من قضّى حياته منفيّا " كنصر حامد أبو زيد" مثلا ، وهو أكبر دليل على إنتصار ثقافة الموت وانتشار مرض الإسلام وهو التّشدد كما بيّن ذلك الشّاعر و المفكّر الرّاحل "عبد الوهاب المؤدب" .

من كل هذا دائما ما يثور سؤال من تلقاء ذاته وهو " لماذا الإرهابي دائما مسلم " ؟

هذا سؤال يأرق بال كثير من المسلمين و يوقعهم أحيانا في الشك المؤدي بخطوات متسارعة نحو الإلحاد ، لذلك سنحلل و نشرح باقتضاب كيف ينموا التطرف في المسلم .

* فأول لقاء بين الطفل المسلم و الفكر المتطرف يحصل عن طريق *" التربية "* التي تعتبر الجسر الواصل بين الطفل و مستقبله ، فالتربية تعني " تكوين شخصية إنسان " و هو أمر طبعا موكول للوالدين . و أبسط ما أقول عن هذه التربية الإسلامية هي أنها تربة * شاذة و متشددة * تفرض على الطفل ما لا يطيق ، يكثر فيها "الوعظ و الإرشاد" و هو خطاب معياري لا يتيح للطفل اكتساب خبرات عن طريق التجربة و الخطأ .
فظلا عن هذا يتم زرع في الطفل أولى أفكار التطرف ، كأن المسلم فقط هو المؤمن المرضي المهدي عند الله الذي سيدخل الجنة ، أما غير المسلمين كفار ملاعين مغضوب عليهم من لدن الله وهم الفئة المعذبة بالنار في الجحيم و في هذا حمولة استعلائية و استقصائية للآخر المختلف عقديا . و للأسف الطفل لا يمتلك حينئذ الملكة الفكرية ليتسائل " هل الله خلق كل هؤلاء البشر لكي يدخل الجنة فئة صغيرة حقيرة فقط مثل المسلمين ، أما الباقي فستستقبلهم جهنم ، أي منطق هذا ؟
يعني ان مؤسسة الأسرة عن طريق التربية هي أول من يبث في الطفل هذا الفكر الظلامي .

* من بعد يخرج الطفل إلى *" المدرسة "* و فيها يدرس الغزواة و الفتوحات الإرهابية بعد العهد النبوي و سبي النساء و ذبح الرجال المشركين و استرقاق أطفالهم ، و اغتصاب نسائهم و من بعد بيعهم في الأسواق ، حيث باع "موسى ابن نصير" امرأة *بدرهم* و بعير *بخمسة دراهم* ، و ما يستنزف الدموع و المآخي هو أن هؤلاء البراعم الضحايا تجدهم يفتخرون بهذه الأحداث ، و يا ويلنا عندما يفتخر أطفالنا بالجرائم فهذا إيذان بتكوين أمة من المجرمين مستقبلا ، و هو ما يوحي بتشويه فطرة و إنسانية الطفل المسلم .

* بعد أن يخرج الطفل من المدرسة يدخل *" المسجد "* الذي يكتظ بمن تطول لحاهم و تقصر سراويلهم و تشل عقولهم . و هنا يستمع الطفل إلى " خطاب متشدد " مقصي للآخر ، مكفر للغير، مزندق للمختلف ، مفتي بإحلال دم من اختار عقيدة غير الإسلام . و عليه فهو في حد ذاته دعوة إلى الجريمة المبررة شرعا لقتل غير المسلم و بالتالي إنتفاء قيم التّسامح و الإنسانيّة بين الأديان ، ناهيك عن التّجييش بالإنطلاق من مسلّمة مفادها أنّ **الإسلام هو دّين الحق** ليزيد إقتناع معتنقيه بضرورة سفك الدّماء لإعلاء دّين الحق .

* أما أهم أسباب الإرهاب فهو نابع من *" التراث الإسلامي"* فبعد إطلالة خاطفة عليه يلاحظ الكمّ الهائل من الحقد و الكراهيّة التي تحتوي عليها هذه النّصوص و التي تُعْتَبَرُ مرجعا للإرهابيّين . فأبجديّات القتل والإرهاب موجودة بكثافة في الموروث الإسلاميّ وهذا من الأسباب الرّئيسيّة التي تؤدّي إلى إقتناع الشّباب بهذا الخطاب و إعتقادهم أنّهم يهبّون لنصرة دينهم . لذلك فهذا الموروث هو بمثابة " التبرير الشرعي " و " الدافع المحفز " الذي يجعل المسلم يرتكب مثل هذه الجرائم الفضيعة و المروعة ، أن يقتل نفسه و يقتل غيره ضنا منه أنه سيدخل الجنة . " جنة يكثر فيها الجنس مع آلاف العاهرات الشرعيات و تكتظ جنباتها بولدان مخلدين يوزعون الخمر على قاطنيها " هذه هي صورة الجنة لتي يعتقد بها المسلم ، و ما أروعها من جنة ؟

لذلك كيف تريد من إنسان كبر في هكذا ظروف أن يكون " شخصا سويا " تصرفه إنساني و عقلاني اتجه نفسه و اتجاه الآخر ، فحتما انسان مثل هذا لا يمكن أن يكون إلا إرهابي داعشي مجرم .

و أخيرا أعجب ممن يتساؤل من أين جاءت داعش ؟
فأنا أقول لكم أنها حصيلة "لتربيتكم " و " مدارسكم " و " موروثكم الإسلامي " الفاسد .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. اندلاع اشتباكات عنيفة بين الشرطة الإسرائيلية ومتظاهرين في تل


.. مراسلة الجزيرة: مواجهات وقعت بين الشرطة الإسرائيلية ومتظاهري




.. الاتحاد السوفييتي وتأسيس الدولة السعودية


.. غزة اليوم (26 إبريل 2024): 80% من مشافي غزة خارج الخدمة وتأج




.. اعتقال عشرات الطلاب المتظاهرين المطالبين بوقف حرب غزة في جام