الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


أين المنطاد يا أبي؟؟!!

سعاد الخراط

2016 / 7 / 24
الادب والفن


مسرحيّة قصيرة من مشهد واحد
(المكان : كورنيش شاطئ القراقنة – الزمان : يوم افتتاح تظاهرة صفاقس عاصمة الثقافة العربيّة – الشخصيّات : عائلة تتكوّن من أربعة أشخاص : الأب والأم وطفل1 وطفل 2 )
الأب : هيّا تقدّموا.
الأم : انتبهوا لأنفسكم وسط الزحام.
طفل1 : أين نحن يا أبي؟
الأب: نحن على الشاطئ
طفل 2 ولم هذا الجمع الغفير؟؟
الأب : إنّه الاحتفال بصفاقس عاصمة للثقافة العربيّة.
الطفل 1: أيّ نوع من الأحداث هذا؟ أ هو حدث دوريّ؟
الأب: لا يا بنيّ هذه المناسبة تحدث مرّة في العمر قد تتكرّر عندما تكبر أنت.
طفل 2 : يا للروعة! إنّه حدث هامّ.
الطفل1 : هيّا أمّي لنقترب أكثر يبدو أنّ المشهد مثير. فالناس يتزاحمون على المشاهدة.
طفل 2 : ارفعني قليلا يا أبي لأشاهد بدوري. ماذا هناك؟
الأب : قوارب تحمل أعلام الدول العربيّة تتجوّل في البحر.
طفل 2 : إنّه مشهد مثير أريد أن أشاهده.
(الأب يرفع ابنه لأعلى)
طفل 2 : رأيت علم بلادي. يا للفرحة! انظر يا أبي هذا علم سوريا وهذا علم ليبيا. وهذا .. وهذا .. لماذا لا أرى علم تركيا؟ أليست دولة عربيّة؟
الأب: لا يا ولدي.
طفل 2 : أريد أن أقترب أكثر.
الأب : انتظر يا بني. عندما يملّ الناس الذين احتلّوا الصفوف الأماميّة من الفرجة نقترب نحن ونحتلّ موقع الصدارة.
(بعد مضيّ أكثر من ساعة تنجح العائلة في الوصول إلى الصفّ الأماميّ)
طفل 2 : أبي ألا يمكن أن نغيّر المشهد. مللت من الفرجة.
الأب : وهل نحن نتحكّم في المشهد؟ لا يوجد غيره.
(أحد الحاضرين كان مصحوبا بصنّارة فألقاها في ماء البحر ليصطاد. لم تمض مدّة طويلة سحب الصنّارة وقد علقت بها سمكة.)
طفل1 : انظر يا أبي لقد اصطاد سمكة.
طفل 2 : سمكة ثانية ... وثالثة .. (يلقي الصياد صنارته وفي كلّ مرّة يسحب سمكة) أريد صنّارة يا أبي.
طفل 1: أنا أيضا أريد أن أصطاد.
الأب: لا يحسن بنا الصيد في الماء العكر.
(يلحّ الطفلان على أبيهما بطريقة تثير عصبيّته)
الأب : طلبات طلبات دائما طلبات. لست مطالبا بتحقيق طلباتكم.
الأم : هكذا دأب الآباء مثلهم مثل غيرهم من المسؤولين يتنصّلون دائما من القيام بواجباتهم.

(تمضي الساعة والساعة دون أن يتمّ إطلاق المناطيد وفي الأثناء ينصرف الصيّاد وينصرف بعض الناس بحثا عن لقمة يسدّون بها رمقهم وقد اسبدّ بهم الجوع والعطش)
طفل1 : متى ينطلق المنطاد يا أبي؟ مللت الانتظار.
الأب : صبرا جميلا يا بني بحول الله سينطلق. هكذا وعدونا.
أشعر بالجوع والعطش يا أمّي أريد أكلا وشربا.
الأم : خذ لمجتك وأنت أيضا . ها هو الماء. حسبت حساب كلّ شيء. عرفت أنّهم سيتأخّرون عن الموعد المحدّد بساعتين أو ثلاث وربّما أكثر.
طفل1 : أريدك أن تشتري لي منطادا يا أبي. هل هو باهض الثمن؟
طفل 2 : وأنا أيضا أريده ملوّنا.
الأب : المناطيد لا تباع للعموم. هذه الفرصة متاحة لمشاهدته.
الأم : سنصنع منطادا ورقيّا في البيت.
طفل1 : كيف سيكون شكله؟
الأب : سيكون مدهشا.
(تمضي ساعات وساعات ويملّ الناس من الانتظار فيتسرّبون شيئا فشيئا دون مشاهدة المنطاد)
الأم : لنعد إلى البيت. لقد تعبت.
طفل1: لا. لن أبرح المكان حتّى أرى المنطاد.
(بين الحين والآخر ترتفع ألسنة اللهب من الأماكن التي تنتصب فيها المناطيد. وأخيرا يتشكل للعموم منطاد واحد.)
طفل 2 : يا له من مشهد مثير!
الأب : المنطاط أخيرا.
طفل1 : لكن لماذا ظلّ ملتصقا بالأرض يا أبي؟ ألم تقل لي إنّ المنطاد يطير على ارتفاع أمتار.
الأب : نعم يا ولدي لكن يبدو أنّ هذا المنطاد من فصيلة الدواجن. إنّه يشبه الطاووس ينشر ريشه وألوانه لكنّه لا يطير.
الطفل 2: (ينخرط في بكاء مرّ) أريد منطادا يطير يا أبي لأحيّيه عن قرب.

يسدل الستار








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. تسجيل سابق للأمير الشاعر بدر بن عبد المحسن يلقي فيه أبيات من


.. الفنانة غادة عبد الرازق العيدية وكحك العيد وحشونى وبحن لذكري




.. خلال مشهد من -نيللى وشريهان-.. ظهور خاص للفنانة هند صبرى واب


.. حزن على مواقع التواصل بعد رحيل الأمير الشاعر بدر بن عبدالمحس




.. بحضور شيوخ الأزهر والفنانين.. احتفال الكنيسة الإنجيليّة بعيد