الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


إسدال السِّتار على النسخة الثالثة لسينما الهواء الطلق بتازة بتكريم بعض الوجوه التَّازية الفنِّية المبدعة وتكريس ثقافة الاعتراف

سعيدة الرغيوي

2016 / 7 / 24
الادب والفن


إسدال السِّتار على النسخة الثالثـة لسينما الهواء الطلق بتازة
بتكريم بعض الوجوه التَّازيـة الفنِّية
لمبدعة وتكريس ثقافة الاعتــراف
---------------------------------------------

إعداد:ذ. سعيدة الرغـيوي

كانت الانطلاقة من نادي التعليم بتازة، حيث افْتُتح المهرجان الوطني لسينما الهواء الطلق بتازة تحت شعار" السينما قناة عبورٍ نحو الجهوية المتقدمة" بقراءة آيات بينات من الذكر الحكيم بصوت شجي رنيمٍ للمقرئ الواعد "عمر تويت"،وحب الوطن السَّاكن في المُهج انعكس من خلال أداء جميلٍ للمجموعة الصوتية للثانوية الإعدادية " فخر الدين الرَّازي" بتازة،التي كانت لها بصمتُها المتميزة من خلال أدائها للنشيد الوطني الذي تهتز له الأفئدة، فالوطن فوق كل اعتبــار..هو الدِّفء والأمان،هو الإحساس بالهويَّة والانتمـــاء، هو الزَّغرودة التي تعانق الآفـــاق.
وكان الجمهور الغفير الذي حجَّ إلى رحاب فضاء النَّادي مع وصلاتٍ غنائية راقية وجميلةٍ افتتحها الطفل المُبدع الواعد بالعطاء في مجال الفن والطرب الراقي " عمر اشرايطي" ،ثم توالت الفقرات الفنية التي أتحفتْ الحضور ودائماً من توقيع المجموعة الصوتية للثانويــة الإعدادية "فخر الدين الرازي" بتازة، حيث أدَّت المجموعة أنشودة " سيدنا النبـي" و" أغنية " عيشي يابلادي عيشي "،وقد كشفت المجموعة عن براعةٍ في الأداء وعن انسجامٍ كبير صفق له الحضور كثيراً.
ليستمع بعدها الحضور الكرام بأنشودة" المهرجان الترحيبية التي ألَّفها مدير المهرجان ورئيس نادي المسرح والسينما بتازة " د. عدادي المداني"،والتي لحنها الفنان " قضاء لكحل" ،ووزعها " الفنان " فيصل أبا عزيز".

فالمجموعة انبثقت من رحم الإبداع التَّلاميذي تحت إشراف أساتذة للموسيقى ينتمون للجسم التعليمي التربوي،ودائما ببصمة وتوقيــع المجموعة الصوتية الآنفة الذكـــر.
تواصلت فقرات أمسية الافتتاح بالكلمة الترحيبية بالضيوف الوافدين على المدينة للمشاركة في المهرجان وكلمة شكر لكل الحضور والداعمين للمهرجان وكل الفعاليات الحاضرة في رحاب فضاء التعليم بتازة،كما شهد الحفل كلمة رئيس المجلس الجماعي لتازة "السيد جمال المسعودي" ، وكلمة المدير الإقليمي لوزارة التربية الوطينة وكلمة ممثـل الأندية السينمائية المغربية السيد "عبد العالي الخليطي"، ليحفل الجمهور الذي حجَّ لفضــاء نادي التعليم بمتابعة عروض الأفلام المشاركة في المهرجان للعديد من المخرجين المغاربة من سلا ، تطوان، أزرو، القنيطرة، الرباط، أكاديــر،طنجة، ..إلخ ..).والبداية كانت مع شريط الافتتاح " دفــائن تازة الخفيَّة أو شغف الاستغوار للأخوين لحسن والحسين الـمنصوري.
ثم prises artistuques des jours ordinaries للفنان " يوسف التوزاني" وتقديم بطاقات تقنية للأفلام المشاركــة.
في حفل الإفتتاح: "فيلم عودة إلى المستقبل" و" فيلم " أمازيغي" وفيلم " حكايتي" وفيلم " شريبة الماء" و" فيلم " أولاد الشَّمس" و" فيلم " أمل".
وقد توزَّع فضاء العرض بين نادي التعليم وحديقة " 20 غشت" وحديقة " جنان السبيل " بتازة العليا وكلها فضاءات مفتوحة تتغيَّا تقريب الجمهور التازي وعشاق الفن السابع من هذا الفن ولو بوسائل بسيطة ومتواضعة.

أما اليوم الثاني من المهرجان 18 يوليوز 2016 كان حافلاً بالعديد من الفقرات والأنشطة الموزاية، اللقاء المفتوح ( الماستر كلاس) مع المخرج " عز العرب العلوي" الذي استضافته قاعة الندوات التابعة للمديرية الإقليميــة للتعليم بتازة الذي جعل الجمهور الحاضر ينفتح على تجربته في عالم الإخراج السينمائي وكذلك كان الماستر كلاس فرصة سانحة للحضور للتعرف على مسيرته الفنية الثرية في عالم الفن السَّابع والتمثيل والفيلم الوثائقي ،إذ تحدث عن البدايات وعن آليات الاشتغال في هذا المجال الذي يستلزم الجَلَد والتسلح بالعزيمة لاثباث الذات في ظل الإكراهات التي تعترض الفنان والممثل والمبدع بصفة عامة ،فالسينما عالم مغرٍ ،بَيْدَ أنه صعبٌ يحتاج للنَّفس الطويل والمثابرة والتضحية،وقد أشرف على تسيير وتنشيط هذا اللقاء المفتوح الأستاذ والكاتب والإعلامي " عبد الإلــه بسكمار" الذي قرب الجمهور من المخرج "عز العرب العلوي" ومن فيلمه " أندرومان، من فحم ودم" وقد شهد اللقاء حضور الممثل العالمي " عز العرب الكغاط " الذي قدم شهادة في حق المخرج " عز العرب العلوي"، كم جعل الجمهور يتعرف عن كثب عن شخصية مخرج " أندرومان" ..وتبقى تجربة المخرج " عز العرب العلوي" تجربة فريدة ومتميزة تبعث على وقفات مطولة للتعرف عليها عن كثب ...
كما كان للحضور بعذ ذلك لقاء مع المخرج "محمد شرف بن الشيخ" في ورشة هندسة الصَّوت والصورة السِّينمائية، التي حضرها المخرجون المشاركون في المهرجان والعديد من المهتمين بالفن المسرحي والتلفزي والسينمائي، وكذلك بعض ممثلي جمعيات المجتمع المدني والمهتمين بالتصوير الفوتوغرافي وبعض ممثلي الصحافة المحلية من المدينة وخارجها " القناة الأمازيغيـة".
وعمل على تأطير ورشة أخرى في تقنيات " الفوتوشوب" المصور الفوتوغرافي " وعضو نادي المسرح والسينما بتازة" السيد عبد الله آيت أغزال"، وفي ذات الآن وبالفضاء ذاته تم افتتاح معرض الصور الفوتوغرافية الخاص بالفنان والمصور الفوتوغرافي السيد "يوسف التوزانــي" والمصور الفوتوغرافي " جيلالي كربيش" والفنان " خالد متوكل .
ومن المحطات المهمة من عمر المهرجان أو زبدة المهرجان الندوة الوازنة التي تمحورت حول محور : (( الطفل بين خطورة الصورة والحق في الصًّــورة))، والتي طرحت وتناولت العديد من الأسئلة من قبيل:
- هل الطفل مؤمن اليوم من جشع الصـورة؟
- ما الإجراءات التربوية والقانونية المُتخدة لحماية الطفولة من خطورة الصورة ؟
- كيف نهيئ النشء بطريقة تربوية للتعامل مع هذا التَّدفٌّق الهائل للصورة؟
- كيف نحمي قيمنا الدينية والوطنية من قيم الآخر الممررة عبر الصورة؟
والتي أثثها كل من الكاتب والباحث " د. جميل حمداوي" الذي له نتاجات غزيرة في مجالات معرفية عديدة و الناقد السينمائي " ذ. أحمد سيجلماسي" الذي أثرى الساحة السينمائية بالعديد من المنشورات والمقالات حول "الفن السابع" و الكاتب الباحث " د.عبد اللطيف محفوظ" و" الكاتب والمخرج " د.بوشعيب مسعودي" الطبيب المتخصص في أمرض الروماتيزم صاحب فيلم " أسير الألــم"،..هي ندوةٌ فكرية وعلمية سلَّطت الضوء على موضوعٍ جد حساس لاسيما أنه يُلامس ويقارب موضوع الطفل في علاقته بالصورة ، فشخصية الطفل كما هو معروف هي أساس شخصية المرء والفرد المستقبلية،كما أن الطفل في علاقته بالصورة محور يطرح العديد من الأأسئلة القلقة التي تحتاج ندوات وجلسات لبسطها وتدارسها،وقد أشرف على تنشيط محاور الندوة الكاتب والصحفي" د.عبد السلام انويكــة".

عمر المهرجان الوطني لسينما الهواء الطلق بتازة رقم قصره( 17-18-19 يوليوز 2016 )، إلاَّ أنه كان حافلاً بوقفات مهمة وبارزة تُحسب له :
ندوة علمية نقدية وفقرات فنية من الفن الرَّاقي غير المبتذل بقيادة الفنان "يونس الجوهري" و " الفنان " نو الدين عماري" ..تلوينات فنية وعزف راق استمتع به جمهور مسرح تازة العليا في الحفل الختامي للمهرجــان.
ومن جو الفنِّ الهادف الذي يُطرب ويُشَنِّف الأذن العاشقة الذَّواقــة للموسيقى والغناء الرَّاقي الماتع إلى جوِّ التكريمات وثقافة الإعتراف ،إذ كان المهرجان فرصةً لتكريم العديد من الوجوه التي أسدت خدماتٍ جليلة لتازة في مجال التصوير الفوتوغرافي " الفنون المرئية" وفي مجال المسرح والكلمة وعشق الرُّكح ..إذ صدح صوت الاعتراف في مسرح تازة العليا حيث كُرمت الفنانة المسرحية "فاتيحة الحيمر" والفنان والمصور الفوتوغرافي"جيلالي كربيش" والفنان والمصور الفوتوغرافي "يوسف التوزانـــي".
ولم يغفل المهرجان في هذا العرس البهي أن يقف للاحتفاء والاعتراف بجهود العديد من مستخدمي دور السينما بتازة، فكرم السيد " عزوز القصيور" و السيد " المعلاوي" و السيد " نور الدين عماري" وشخصيات أخرى قدمت لتازة الكثير في هذا المجال، وانعكس التكريم في لوحة بهية طغى عليها الجو العائلي المفعم بالمحبة والمشاعر الجياشة التي تكرس لثقافة الاعتراف.
كما تم تقديم شواهد المشاركة ودروع المهرجان للمكرمين وللضيوف المشاركين في نسخة هذا المهرجان..هي ثقافة الاعتراف كانت عنوان المهرجان،ومن الوجوه المحتفى بها في المهرجان الفنان والممثل " ياسين أحجام" و الممثل "ربيع القاطـي" اللذين قدما في حقهما شهادة الممثل والمسرحي السيد "نور الدين بنكيران" ..ولم يخل المهرجان كذلك من شهادات في حق المحتقى بهم قدمها الأصدقاء والمُجايِلِينَ لهم وحتى الذين تعرفوا عليهم من خلال معايشتهم.
وفي جو يطبعه الحسُّ الوطني المتوهج والاعتزاز بالوطن وبمغربية الصحراء وبالولاء للسدة العالية بالله أُسدل الستار على المهرجان الوطني لسينما الهواء الطلق بتازة في نسخته الثالثة التي كانت تحت شعار:"السينما قناة عبورٍ نحو الجهوية المتقدمة" ، هذا المهرجان الذي كان بدعم من وزارة الاتصال، وقد قدم مدير المهرجان في نهاية هذا العرس الشكر لكل الداعمين وكل الشركاء والصحافة المحلية وولكل الحضور ولكل من أسهم في إنجاح هذه النسخة من قريبٍ أو بعيد..ليؤكد على أن نادي المسرح والسينما بتازة يسعى لتكريس ثقافة الاعتراف وأنه تسكنه روح وثُّابَةٌ نحو جعل مدينة تازة قبلة لعشاق الفن السابع وكل فن يحترم الذَّائقة السليمة ويرتقي بها في مدارج الجمال والنَّقاء الروحي ، دون نسيان قراءة توصيات المهرجان التي ستؤخذ بعين الاعتبار والتي من اللازم اللاَّزب أن تُفَعَّل لأجل أن يكون المهرجان في النسخ القادمة بحول الله عند حسن ظن المتتبعين والمهتمين..وقمين بالإشارة أن حفل الافتتاح كان من تنشيط " أميمة الخليفي"، في حين نشطت الشاعرة " رشيدة بورزيكي" حفل الاختتام بمسرح تازة العليا.
إن المهرجان كان فرصة سانحة لعشاق الفن السابع للتعرف ولو بشكل بسيط عن خبايا هذا العالم الساحر الذي يستغرق زمن التخييل والواقع والخيال العلمي ويركب موجة التقنية الحديثة والعالم الرقمي لصناعة الفرجة والإبحار في عوالم لا متناهية تُغري بالمتابعة وضرورة امتلاك الرؤية الفنية القادرة على سبر عمق الأعمال المقدمة لارتشاف لذتها، فالسينما صناعة وفن راق يحتاج لمتذوق راق ..والمهرجان كان وقفة تأمل ولو قصيرة في سحر تازة الفاتنـة،التي وإن تم تغييبها في العديد من المجالات والملتقيات ..فإن المهرجان كان صرخة للمدينة لأجل إعادة الاعتبار لها كمدينة تراثية وسياحيــة وفنية وثقافية تعكس الغنى والتنوع الثقافي والجغرافي واللغوي ..هي تلكم صورة عن تازة البهية التي لاتحتاج لتلميع ولا إضـــاءة ..فسطورها يكتبها تاريخها بحبر أبنائها الأحرار.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. ملتقى دولي في الجزاي?ر حول الموسيقى الكلاسيكية بعد تراجع مكا


.. فنانون مهاجرون يشيّدون جسورا للتواصل مع ثقافاتهم الا?صلية




.. ظافر العابدين يحتفل بعرض فيلمه ا?نف وثلاث عيون في مهرجان مال


.. بيبه عمي حماده بيبه بيبه?? فرقة فلكلوريتا مع منى الشاذلي




.. ميتا أشوفك أشوفك ياقلبي مبسوط?? انبسطوا مع فرقة فلكلوريتا