الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


التهديدات الايرانية الاخيرة حيال كردستان العراق وتداعياتها

احمد خليل ارتيمتي
باحث

(Ahmed Kh. Artimeti)

2016 / 7 / 25
مواضيع وابحاث سياسية


هدد نائب قائد الحرس الثوري الايراني الجنرال حسين سلامي في 2 من تموز عام 2016 باستهداف كل النقاط التي تشكل تهديداً في اراضي كردستان العراق، في اشاره الى استهداف المخابئ التي يتخذها مقاتلي حزب الديمقراطي الكردستاني الايراني وبقية مقاتلي الاحزاب الكردية المناهضة لإيران في المناطق الكردية العراقية المحاذية للحدود ايرانية، وجاء هذا التهديد دون الاخذ بالاعتبار الى حرمة سيادة العراق، ودون النظر الى طبيعة وتاريخ العلاقات المتبادلة بين حكومة ايران الاسلامية وحكومة اقليم كردستان . حيث يعود تاريخ التدخل الايراني في كردستان العراق لأكثر من 25 عاماً وقد كانت هنالك عدة عوامل موضوعية وبيئية اثارت وتثير حفظيه الانظمة المتعاقبة في ايران، حيث انها كانت ترى ان اي تطور في مسار القضية الكردية في اي من الدول الثلاثة التي تضم الكرد فيها كمكون اساسي، سيمهد الطريق لتطوير القضية الكردية في الداخلي الايراني، وان هذا السبب الرئيسي التي لطالما كانت تؤكد عليها ايران في رفضها القاطع لفكرة انشاء كياناً كردياً مستقل في العراق وفي بقية الدول خشيتاً من ان لا يكون بالتالي مرجعاً ونبعاً للفكر الثوري الكردي في ايران، اضافة الى ذلك
يرى صناع القرار الايراني ان التداعيات التي تجري في منطقة شرق الاوسط ستكون لها تبعات على ايران على المستوى الخارجي والداخلي، حيث ان حكومة طهران تعتقد ان هناك ترابط ثلاثي بين تلك السياسة التي انتهجتها على المستوى الخارجي إزاء الدول التي تدعمها بشكل ضمني او واضح كـ ( سوريا واليمن والعراق والبحرين) وبين التراجع الخفي التي اجبرت على اتخذاها نتيجة الاتفاقيات التي ابرمتها في الملف النووي ومجموعة الخمسة زائد واحد، وبين عودة نشاطات المسلحة للحركات الكردية. فان حكومة طهران ترى بان كل هذه التصرفات تعتبر جزء من سياسات افتعال المشاكل الداخلية في ايران وفتح ملفات حساسة تقوض وتضَؤُلَ الدور الايراني بشكل عام.
اما على المستوى الداخلي ذلك فأن حكومة ايران تعتقد ان التوسع والاستقواء التي شهدتها الحركات الكردية في تركيا بعد ثلاث عقود فالكل على دراية بان تركيا بتلك الإمكانيات العملاقة وبدورها الثاني مرتبة في حلف الناتو من حيث القوة العسكرية التقليدية والتطويرية، فأصبحت تلك الحركات الكردية تشكل تهديداً كبيراً على الامن القومي التركي، اضافة الى ذلك التقدم الميداني الذي تحسمه القوات الكردية في سوريا من الناحية العسكرية والسياسية، وبالتالي فان أيران تعتقد ان تهاونت في الرد عن هذه الحركات القومية فأنها سوف تكون لها نفس مصير الحكومات التركية والسورية خصوصاً وبعض الحركات الكردية المسلحة في ايران تحمل نفس ايديولوجية حزب العمال الكردستاني (بيجاك)، الممتد في تركيا وسوريا.
لذلك ترى ايران ضرب معاقل الحركات الكردية في اراضي كردستان العراق سيكون ضرب عصفورتين بحجر واحدة وهي:
عبر توجيه رسالة للقيادة الكردية في اقليم كردستان بان ايران تراقب وبحذر السلوك السياسي في الاقليم.
اضافة الى ذلك انها تردع الحركات الكردية الايرانية دون اعتبار للحدود الجغرافية لدول الجوار.
رغم ان ايران تربطها علاقة وثيقة مع حزب الاتحاد الوطني الكردستاني ولها تاريخ من التعاون والتفاهم والتبادل التجاري المشترك، الا ان صناع القرار الايراني يرى ان الغاية تبرر الوسيلة. وجاء الاعتذار الايراني لتبرير عن صراحة الحكومة الايرانية عن استعدادها في اتخذا مثل هذه الوسائل في حال تأزم الوضع ولكي تخفي انيابها من الحقيقة، وما تجدر اليه الاشارة ان عدد الاحزاب الكردية المعارضة للحكومة الايرانية هي (سبعة) احزاب جميعها مسلحة، وهي الحزب الديمقراطي الكردستاني- ايران، والحزب الديمقراطي الكردستاني في كردستان ايران وحزب الكوملة الكردستاني في ايران، وحزب الحرية الكردستاني الايراني، وحزب الحياة الحرة الكردستاني (بيجاك) الجناح الايراني لحزب العمال الكردستاني، وحزب كومنيست الايراني، ومنظمة النضال الكردستاني في ايران.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الجزائر: مطالب بضمانات مقابل المشاركة في الرئاسيات؟


.. ماكرون يثير الجدل بالحديث عن إرسال قوات إلى أوكرانيا | #غرفة




.. في انتظار الرد على مقترح وقف إطلاق النار.. جهود لتعزيز فرص ا


.. هنية: وفد حماس يتوجه إلى مصر قريبا لاستكمال المباحثات




.. البيت الأبيض يقترح قانونا يجرم وصف إسرائيل بالدولة العنصرية