الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


-المُثلية الجنسية في المُجتَمع العَربي-

بلال الذنيبات

2016 / 7 / 25
حقوق مثليي الجنس


في مُجتمعاتٍ عربيةٍ تنبُذُّ المظاهر الجنسية الدخيلة نرى بروز بعض المُنظمات التي تُدافع عن المُثلية الجنسية و التي هي مُقرةً في أجزاءٍ واسعة من العالم في الولايات المُتحدة الأمريكية و بعضٍ من الدول الغربية ؛ إلا أن الدول العربية و نتيجةً لكونها مُجتمعات مُحافظة ترفضُ مثل هذه الظاهرة و تصفها "بالدخيلة" فترفُضها و تحاربها شعبيًا و إعلامياً و أحياناً حكومياً و تعتبرها "أفعال مُنافيةٌ للحياء العام" .
و لكن تلك المُجتمعات العربية و نتيجةً لسيطرة التيار الديمُقراطي و القيم ذات الطابع المعولم مُمثلةً بحقوق الإنسان و التحرر ، ظهرت فيها منظمات تطالب بحقوق المُثليين جنسياً و هناك شواهدٌ كَثيرة.
و تشير مجلة أصوات التحررية في تقريرٍ لها أن الحكومة المغربية "كحكومات عربية أُخرى" تُجرم المُثلية مما يُثير إستياء منظمة هيومن رايتس ووتش و التي ترى أن المُثليين يتعرضون لإزدراء مُنافي لحقوق الإنسان!.
و في المقابل تنشط منظمات سرية و علنية للضغط إتجاه حقوق المُثليين جنسياً من ذلك مجلة My Khali الأردنية و التي صدرت باللغة العربية في وقتٍ سابق من هذا الشهر بعدما كانت تُنشر باللغة الإنجليزية مُنذ نشأتها كما صرح مؤسسها خالد عبد الهادي للإعلام و نشرت صحيفة القُدسُ العربي.
و في المقابل نقفُ كمُحللين إجتماعيين مُتسائلين عن الأسباب التي دفعت بظهور هذه العادات الجديدة في مُجتمعاتنا العربية ذات الطابع المُحافظ في كثيرٍ من أجزاءه و هذا ما دفعني للكتابة حول هذا الموضوع أملاً أن يُسهم في مُعالجة مثل هذه السلوكيات نظرياً.
إن لشُرعة حقوق الإنسان و القيم الناتجة عن العولمة و تسليع الجسد و تشجيع ثقافة الحس لذي دور السبق في إنتشار سلوكياتٍ كالمُخدرات و المُثلية و الإباحية في مُجتمعات العالم النامي ذات الطبيعة المناوئة للتحرر.
و في المُقابل فإن حماية منظمات حقوق الإنسان العالمية للمُثليين ساهم في تشجيع المُثليين على المُطالبة في حقوق القبول الإجتماعي و الضغط في هذا الإتجاه ، بيد أن هذا التوجه قُبل بمزيدٍ من المواجهة بين آليات المُجتمع المُحافظ و منظمات حقوق الإنسان المدعومة بقوةِ المُجتمع الدولي و الذي لا يأنث من مواجهة الثقافات الطرفية على حساب الإنتصار لثقافة المركز المعولم الداعم للحرية الفردية الغير مُقيدة في الأطراف و شرعة حقوق الإنسان الدولية.
و لمواقع الإتصال الإجتماعية و الإنترنت دورها في نشر هذه السلوكيات في ضوء الإختلال الصارخ في منظومة التربية الأُسرية و غياب فعالية الضبط الإجتماعي المرهون بسوق المركز الذي يستخدم ورقات ضغط قوية على المُجتمعات في الأطراف.
و نتيجةً لسيادة الاهتمام بالعولمة و إفرازاتها في المجتمعات العربية تحت سطوة العولمة ذاتها و أدواتها من إنترنت و حريات و حقوق و تغليب الغرائزية على القيمة و غياب دور القوى التقليدية في التأثير على السلوك في ظل سطوة الفضاء المفتوح كل هذا شكل عاملاً مُدعماً لظهور و بروز سلوكيات جديدة و التي منها المُثلية الجنسية و التي لم تبدأ في المُجتمعات العربية سوى مع مطلع القرن الحادي و العشرين.









التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. ماذا كشف التقرير السنوي لمنظمة -مراسلون بلا حدود- عن حرية ال


.. استشهاد الطبيب عدنان البرش إثر التعذيب بعد اعتقاله




.. الأمم المتحدة: الدمار في غزة لم يحدث منذ الحرب العالمية الثا


.. Thailand: How online violence and Pegasus spyware is used to




.. مداخلة القائم بأعمال مدير مكتب إعلام الأونروا في غزة حول تطو