الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الرهان الخاسر- شارون

سليمان عباسي

2005 / 12 / 17
القضية الفلسطينية


الرهان الخاسر- شارون –
نستطيع أن نطلق على هذه المرحلة سواء على الصعيد الفلسطيني أو الإسرائيلي بأنها مرحلة الولادات الجديدة , فعلى المستوى الفلسطيني
ونتيجة إعلان حركة حماس والجبتهين الشعبية والديمقراطية عن نيتهم بالمشاركة في الانتخابات للمجلس التشريعي المقررة في منتصف
كانون الثاني عام 2006 مما سينتج عنها (( في حال المشاركة طبعاّ )) مجلس تشريعي ذو توجهات شبه مختلفة عن المجلس الحالي الموسوم
حالياّ بالطابع الفتحاوي فقط وبالتالي ستكون قراراته معبرة أكثر عن الشارع الفلسطيني ومتشددة أكثر بطبيعة الحال نتيجة وجود خطان
متعرجان قد لا يلتقيان , الخط الأول يمثل الفعل المقاوم التفاوضي والثاني يمثل الفعل المقاوم المسلح .
أما على الجانب الإسرائيلي وبغض النظر عن الاستطلاعات الحالية والتكهنات بنتائج الانتخابات فهي ستفرز فئة حاكمة متطرفة أو فئة
أقل تطرفاّ ولكنها بالتأكيد لن تفرز فئة حاكمة تؤمن بالسلام العادل مع الشعب الفلسطيني بحكم إن كل الأحزاب الإسرائيلية القديمة والجديدة
أكانت يمينية متطرفة أو يسارية متطرفة أم في الوسط لها استراتيجية واحدة آلا وهي إقامة دولة إسرائيل حسب الرؤية التوارتية التلمودية
التي ترتكز على إبادة شعب لإ قامة دولة .
من المؤسف أن تصريح الرئيس الفلسطيني الأخ آبو مازن (( إن التحولات الحزبية داخل إسرائيل هي بمثابة انقلاب سياسي واجتماعي ))
يندرج تحت بند الرهان الفلسطيني الخاسر كباقي الرهانات الفلسطينية السابقة فذاكرتنا الفلسطينية مازالت تختزن الخيبات المتتالية من الرهان
على الأشخاص منذ معارك رابين وبيريز ونتانياهو وباراك وشارون ومتيسناع وغداّ بيرتس وشارون ,
لقد كان كل قادم جديد أسوأ بمراحل من الذي سبقه فحزب العمل الذي يراهن البعض عليه خصوصاّ بعد نجاح اليهودي الشرقي بيرتس في
إزاحة الزعيم التاريخي بيريز وترؤسه لحزب العمل الدي يعدونه يسارياّ هو الذي شن الحروب على العرب والفلسطينيين وأغتصب أرضهم .
أما البعض الآخر الذي يراهن على شارون صاحب نظرية عدم وجود شريك فلسطيني ومشروعه القديم الجديد الذي يستند إلى فكرة فك الارتباط
من جانب واحد وفهمه الخاص لتنفيذ خارطة الطريق المصحوبة بإ عتراضاته الأربعة عشر والتي ستؤدي في أحسن الأحوال إلى إقامة
دولة فلسطينية مؤقتة قد تصبح دائمة يحدد حدودها الجدار العنصري الفاصل وتقوم على 8% من مساحة فلسطين التاريخية أو اكثر قليلاّ
إذا أخترنا التفاؤل , لقد أعلن الرجل وبكل صراحة عن هذا البرنامج أثناء إعلان حزبه الجديد والتصريحات اللاحقة مركزاّ على وحدة القدس
كعاصمة أبدية لإسرائيل والاستمرار في توسعة وبناء المستوطنات ومؤكداّ إن فك ارتباط ثانياّ لن يتم قبل أن يفكك الفلسطينيون منظماتهم
الإرهابية حسب زعمه أي انه سيكون بعد ذلك .
إن سياسية شارون الغير خافية على أحد والمتمثلة في استمرار بناء الجدار العنصري وتعزيز الاستيطان في القدس والضفة الغربية إلى
جانب المضي قدماّ في مطاردة رجال المقاومة الفلسطينية خصوصاّ في الضفة الغربية المترافقة مع الضغوط المختلفة الأشكال على السلطة
الفلسطينية لدفعهم إلى استهداف قوى المقاومة أمنياّ وسياسياّ وفكرياّ هي الصورة الحقيقية للبرنامج الشار وني في حال نجاحه بتشكيل
الحكومة الإسرائيلية المقبلة وأن العملية السلمية لن تسير خطوة واحدة إلى الأمام وكل ما قد يحدث في أحسن الأحوال سيكون في إتمام
الإجراءات المترتبة عن الانسحاب الأحادي من قطاع غزة مثل إعادة فتح معبر رفح في صورة دائمة والبدء بتسيير الحافللات بين القطاع
والضفة الغربية .

سليمان عباسي ---- دمشق








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. رد فعل لا يصدق لزرافة إثر تقويم طبيب لعظام رقبتها


.. الجيش الإسرائيلي يعلن قصفه بنى تحتية عسكرية لحزب الله في كفر




.. محاولات طفل جمع بقايا المساعدات الإنسانية في غزة


.. ما أهم ما تناوله الإعلام الإسرائيلي بشأن الحرب على غزة؟




.. 1.3 مليار دولار جائزة يانصيب أمريكية لمهاجر