الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ليليت العامرية

حسين سليمان- هيوستن

2005 / 12 / 17
الادب والفن


جلس خلف المقود يراقب حبات المطر وهي تضرب برفق زجاج السيارة. تنقره كي يفتح الباب.
لقد خرجت حافية، بلباس المنامة تركض تريد أن تقول له قف ياجون لم يكن قصدي...
لكنه لم يسمعها، ولم يرها.
كانت تنقر بينما كان يتأمل قطرة مطر تسيل على الزجاج.
من المفروض أن يضغط على دعسة البنزين.
ومن المفروض أن تحاول، وأن تضع أصابعها في ثقوب السيارة كي تشدها. وتتوسله: طيب يا جون الخطأ خطأي فأنا آسفة!
لكن دخان العادم، البنزين، الكرامة والكبرياء، هدير المحرك الغاضب!

لم يفعل شيئا حين دخل المنزل، لم يفعل شيئا. كان يجب أن يحمل معه آلته الحادة ويدخل مثل كل رجل يشم رائحة خيانة. مثل كل رجال العالم. لكنه لم يفعل.

فضربت براحتها الأرض.
ترى الآن السيارة وهي تبتعد.
وقفت في وسط الشارع بينما مضت السيارة على مهل تنأى عنها وتتركها في حالة لا تعرفها. حالة عدم آمان، حالة عدم توازن، حالة دوران.
تغني شير( Cher): If I could turn back time
إن استطاعت أن تعيد الزمن مرة أخرى فإنها لن تفعل ما فعلته. لقد كانت نزوة.
لم تدر بالا إلى نوافذ الجيران، أنهم يتلصصون وفيما بينهم تنمو النميمة. لكن الوقت الآن ليس وقت الاهتمام بما يدور بينهم. لقد ضيعت جون.
***
النوم لا يشبه أحدا
والأحلام الآن مسجونة لا تخرج.
فأغلقت على مضض يومها، ليس يومها بل ليلها وأحلامها، واستلقت هناك أو هنا، استلقت أينما جاءت أفكارها الغائمة، استلقت، وهي لا تدري بحالة جسدها، فروحها كانت تقودها في مجاهل واحتمالات. إن الحياة أخيرا عجماء، تشير لها مرة بالأصبع ومرة أخرى بإيماءة، ذلك لأن اللغة أمست غريبة، وليست لغتها، ولا تفهمها، وهي الحروف البدائية القديمة حيث لم تكن هناك لغة، حيث لم يكن هناك صوت. اقتربت فسمعت تدفق ونداهة نهر. وسرير يلم الماء الأحمر المخضب الذي يقول لغة عميقة.
وكان يدق ويندف.
آه أيها القلب الجميل حين لا يفهمك الرجل!
***
سوف أستبدل القلوب. آخذ قلبه وأعطيه قلبي.
***
لكنها، حبات المطر... تطرق النافذة مرة أخرى، نقرات خفيفة، موسيقى، والمشهد العام كله كأنه سينما صوتها صامت.
***
تدخل وفي رأسها ما يفعله جون!
فلم تسمع دقات الساعة وهي في طريقها الى حجرة النوم. لم تسمع آهات العاشق.
لم تسمع صرير الباب. لم تسمع.
ذلك حين دخلت المنزل عمياء طرشاء.
تتحسس اهتزازات العالم الساكن. الجدران، والزجاج، والمرايا...
كان طوفان النهر يرجرج قلبها بين القاع والسطح.
ولم تر صورتها في المرآة. لقد مرت بالمدخل.
والصورة في صدرها كانت لرجلها جون يرحل ويموت. لرجل لن تشفع كلمات الأسف له.
وإن قال أو نم عنه حرف شفاعة... وإن قال: إن ماكان.. كان نزوة عابرة. وهو آسف. فالوقت المتبقي لن يسعفه. فهو سيدرك أن الزمن الذي يدور فوق معصمه ليس زمنا عاديا بل هو زمن اخرق مجنون لا يخطو نحو الأمام أبدا بل يسري ويعرج صاعدا كمخيم غجر تلهبه حدقتا امرأة على عتبة نار.
***
هكذا يصعد ويبتعد.
الرجل الذي غاب
المرأة التي قيدها الغياب
هي نزوة عابرة إذن، ثوان فقط… ثوان حطمت عشرة أعوام، حطمت عشرين عاما... حطمت أعواما كثيرة. ثوان تستدير إلى هنا وإلى هناك كي تحيل الضوء إلى رماد.

*** انتهت ***

لكن من البعيد.
تراه يعود، فتقف وسط الشارع لا تعرف ماذا تفعل، تمسح المطر عن الزجاج، تمسح المطر عن عينيها... لا تعرف ماهو التصرف الأمثل... إنها نزوة يا جون، أليس كذلك؟








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. لحظة إغماء بنت ونيس فى عزاء والدتها.. الفنانة ريم أحمد تسقط


.. بالدموع .. بنت ونيس الفنانة ريم أحمد تستقبل عزاء والدتها وأش




.. انهيار ريم أحمد بالدموع في عزاء والدتها بحضور عدد من الفنان


.. فيلم -شهر زي العسل- متهم بالإساءة للعادات والتقاليد في الكوي




.. فرحة للأطفال.. مبادرة شاب فلسطيني لعمل سينما في رفح