الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ماذا تحقق مما سمي بالجلاء الزراعي في المكناسي؟ لما احتلت فرنسا تونس ماذا تحقق مما سمي بالجلاء الزراعي في المكناسي؟

محمد نجيب قاسمي

2016 / 7 / 25
الصناعة والزراعة


لما احتلت فرنسا تونس كان أهالي المكناسي من عرش أولاد عزيز يقيمون بهذه الجهة إقامة بدو رحل يعتمدون على تربية المواشي والزراعة البعلية يتنقلون بين منابع المياه في النضاح ووادي اللبن وغيرهما ولم تكن هناك عادة تحوز الأراضي بحجج الملكية القانونية.ومنذ بداية القرن العشرين وخاصة عند مد السكك الحديدية إلى الحوض المنجمي مرورا بالمكناسي وفدت قطعان المعمرين الفرنسيين والإيطاليين وبعض من الجالية الاوربية الأخرى وسال لعابهم امام الاراضي الممتدة على مدى البصر ذات السهول الخصبة في المكناسي فتسلموها من الباي على وجه الهبة والفضل وطردوا السكان الاصليين طرد المغامرين الانقلوساكسون للهنود الحمر في امريكا وحشروهم في سفوح الجبال وفي الوديان والاراضي ذات التربة الفقيرة وحولوا البلد الى حقول للزياتين والاشجار المثمرة والحبوب وحرموا الاهالي من مجرد عبورها .ولنا خرائط اصلية تعود الى سنة 1904 انجزها الجيش الفرنسي وشهادات موثقة للمعمر سيبيوت في الغرض تشهد بما نقول .ونذكر من المعمرين سيبيوت هذا وبوسط وبيار لوفي وتيتا وسبينا وغيرهم .ولما شارك الاهالي في الحركة التحريرية المسلحة كانت هبتهم لتحرير تونس وبالتالي تحرير اراضيهم المغتصبة في المكناسي من باب اولى.وهذا ما يفسر ان اكثر جهة في تونس لها شهداء ومقاومون في الحركة المسلحة كانوا من جهة المكناسي ولعل وجود بلدة خاصة بالمقاومين في النصر وروضة شهداء في المدينة خير دليل على ذلك وهو ما يندر وجوده في تونس كلها.ومن الحقائق المرة أن المقاومين وأبناء الشهداء ظلوا في أراضي الخراب والاحراش ولم يجنوا من الاستقلال شيئا .
وعندما أعلن عن الجلاء الزراعي لم نجد له أثرا في المكناسي فالأراضي التي كانت تحت نفوذ المستعمرين منه ما صادرته الدولة لنفسها وشغلت فيه الأهالي بمقابل مائة مليم يوميا والبقية اشتراها من الفرنسيين والايطالين منذ الاحتلال اصحاب الجنسية المزدوجة او الأثرياء من العمل مع الفرنسيين وهم جميعا تعاونوا مع المستعمر ولم يقاوموه ولو بالطوب....
فعن آي استقلال نتحدث في المكناسي وعن أي جلاء زراعي؟وأي كرامة لنا واراضينا نراها على ملكية غيرنا بل عاد إليها مستعمرون جدد اسبان وغيرهم بدعوى الاستثمار وهو حقيقة اكبر استحمار لنا .بل اننا اليوم مهددون في شربة ماء من اقطاعيين وراسماليين متوحشين.
يا أهالي المكناسي اجتمعوا على كلمة سواء في تحديد حقيقة شواغلنا وطرق التصدي لها والا فإننا سنموت غما وكمدا وعطشا وسط قذارة تحيط بنا في كل مكان ومع مسؤولين ضعاف همهم تحسين ملبسهم ومسكنهم ومشية خيلاء بيننا .
ونرجو ممن له معطيات ان يشاركنا بالرأي ومن كان يرى بطلان ما نقول فليات ببرهانه.
وسلام على من نبش على حقه الضالع في جهة شبيهة بفلسطين السليبة شعبها بلا ارض








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. إيطاليا: تعاون استراتيجي إقليمي مع تونس وليبيا والجزائر في م


.. رئاسيات موريتانيا: لماذا رشّح حزب تواصل رئيسه؟




.. تونس: وقفة تضامن مع الصحفيين شذى الحاج مبارك ومحمد بوغلاب


.. تونس: علامَ يحتجَ المحامون؟ • فرانس 24 / FRANCE 24




.. بعد لقاء محمد بن سلمان وبلينكن.. مسؤول أمريكي: نقترب من التو