الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


-موليير الأدب التركي-

محمد ربيع
كاتب مصري

(Mohamedrabie)

2016 / 7 / 25
الادب والفن


"موليير الأدب التركي"
الكاتب التركي الكبير عزيز نيسين له مذاق ساخر وأنا أعشق كتاباته أيما عشق وذلك لسخريته السياسية ولسياسته الساخرة، و المضحك المبكي في حياته انه وبرغم شهرته الواسعة في كل ارجاء العالم كمبدع فذ إلا أن بلده الأم تركيا لم تعطه من حقه سوى القليل
والرجل كان له هدف لا يحيد عنه وهو تعرية المجتمع خصوصا الساسة والحكام ومن أجل ذلك سُجن وأحرقت دار نشره وتمت محاولة تصفيته أكثر من مرة وكان قبل احتراق الدار بأيام قد نشر قصة قصيرة جدا في نصف صفحة, أصبحت نكتة شهيرة في العالم كله، مفاد القصة أن رجلا اصطاد سمكة وسارع بها إلى زوجته طالبا منها أن تقليها؛ لكن الزوجة اعتذرت لعدم وجود زيت، فقال الرجل لها: اشويها.. فاعتذرت الزوجة لعدم وجود فحم، فطلب منها أن تسلقها.. فصرخت فيه الزوجة: لا نملك غازا، فحمل الرجل السمكة وراح إلى البحر وألقاها فيه, فهتفت السمكة: (تعيش الحكومة.. تعيش الحكومة) !!
وكانت إحدى مسرحياته تدور حول فلاح بسيط كان يدفع كل سنة رشوة لمهندس الري حتى يسمح له بالماء المطلوب لأرضه، وفي كل سنة كان المهندس يرفع قيمة الرشوة حتى جاءت سنة وعجز الفلاح الفقير عن دفع المطلوب منه، فقرر أن يشكو المهندس لرئيسه، وغضب الرئيس مما يفعله مرؤوسه وقرر ضبطه ومحاسبته في قضية رشوة، وبالفعل ما إن قدم الفلاح للمهندس الرشوة حتى هجمت الشرطة على مكتبه، لكن المهندس تصرف بسرعة مذهلة وأخفى الرشوة وراء صورة حاكم الإقليم التي يعلقها فوق رأسه، وفشلت قضية الرشوة ونجا منها، وما إن خرجت الشرطة من مكتبه وبقي فيه وحيدا حتى مد يده وراء صورة حاكم الإقليم ليحصل على الرشوة وهو سعيد بما فعل، لكن ما أثار دهشته أنه لم يجد المال الذي وضعه بنفسه منذ دقائق، على أنه أحس أن الصورة لأول مرة تبتسم في سخرية لم يلحظها من قبل!!
وفي قصة "بدأ الناس يفهمون" يقدم نيسين بطله السجين السياسي الذي يجد نفسه وحيداً بعد خروجه من السجن ، لا زوجه ولا بيت ولا مال ولا أصدقاء ، لذلك يضطر إلى التواري والسكن في مكان ٍ بعيد عن المدينة ويعيش في غرفة حقيرة توفر له الابتعاد عن أعين الرقباء، ولم تمضي مدة حتى يجد نفسه مضطراً للانتقال إلى غرفة يشغلها صديق له لأنه لم يستطع توفير الأجرة ويتطور الموقف عندما يزوره البقال وصاحب المقهى طالبين منه البقاء في الحي ، وهما يعرضان عليه المساعدة المادية فيفرح بتلك النوايا الإنسانية ويشعر بأن زمن وحدته القاتلة بدأ يتلاشي ، كما يدرك أن الناس أخذوا يفهمون دوره في الكفاح من أجلهم ، ولكنه يكتشف أنهم يعرضون عليه البقاء في الحي ليس تقديراً لنضاله وإنما طمعاً في استمرار سبل عيشهم لأن المخبرين يترددون على المقهى والمنطقة من أجله مما يساعد على زيادة حركة البيع والشراء في الحي
اسمه الحقيقي محمد نصرت نيسين من مواليد تركيا عام 1915 في جزيرة قرب استانبول واستخدم اسم عزيز نيسن الذي عرف به فيما بعد كأسم مستعار كنوع من الحماية ضد مطاردات الأمن السياسي في تركيا ورغم ذلك فقد دخل السجون مرات عديدة ويعتبر واحد من أفضل كتاب ما يعرف بالكوميديا السوداء في العالم أو ما تسمى بالقصص المضحكة المبكية توفي عزيز نيسن في تموز عام 1995 وقالت عنه الاديبة و الاعلامية الجزائرية "د . هدى درويش" في حوار اذاعي أنه : "موليير الأدب التركي".








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. جبهة الخلاص الوطني تصف الانتخابات الرئاسية بالمسرحية في تونس


.. عام على رحيل مصطفى درويش.. آخر ما قاله الفنان الراحل




.. أفلام رسوم متحركة للأطفال بمخيمات النزوح في قطاع غزة


.. أبطال السرب يشاهدون الفيلم مع أسرهم بعد طرحه فى السينمات




.. تفاعلكم | أغاني وحوار مع الفنانة كنزة مرسلي