الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


24تموز ذكرى ابتلاع داعش للنبي يونس

مهند نجم البدري
(Mohanad Albadri)

2016 / 7 / 26
الارهاب, الحرب والسلام


حين دخلوها كانوا يرددون "أننا نحن الذين أنقذناكم من ظلم الجيش وجوره، وبنا ستقوم الدولة وتعمر".

هكذا دخل داعش الى الموصل قبل اكثر من عامين ولكن هذا القناع لم يستطيعوا إبقاءه فترة طويلة، حتى تساقط قطعة بعد الأخرى، وكان الموقف الذي انقشع به الوجه المركب للداعش ليظهر وجهها القبيح الحقيقي ، حين صدحت بالتكبير جوامع الموصل في الموقف الذي أبكى مدينة الموصل في عصر الرابع والعشرين من شهر تموز في 2014 عندما توجه عدد من عناصر التنظيم مكبرين مهللين لهدم جامع "النبي يونس"، ذي الرمزية الأكبر والأهم داخل المدينة، وبمشهد مؤلم انهارت تلك المنارة التي كانت شامخة سنين طويلة. ان المرقد يعود بناؤه الي عام 138هـ اي قبل حوالي 1300 عاما
سواء كان هذا هو فعلاً قبر النبي يونس أم لا .. فقد حكم دولة الإسلام الخلفاء العباسيين والأيوبيين والمماليك والعثمانيين وغيرهم ولم يقدم اي من حكم ارض العراق على هدمه ..وحتى من ياخذ داعش برايه ابن تيميه ثبت انه صلى في المسجد النبوي الشريف وفيه قبرالرسول صلى الله عليه وسلم وصاحبيه ابوبكر وعمر رضي الله عنهما.
وبعد تفجير مرقد النبي يونس أكمل تنظيم «داعش» مسلسل طمس التراث العراقي الذي بدأه الاحتلال الأميركي في عام 2003، بعد تدميره أكثر من 46 موقعاً اثرياً منذ احتلاله مساحة تقارب ثلث البلاد في العاشر من حزيران.فقد تمكن من سرقة وتدمير 36 موقعاً آثرياً في محافظة نينوى، هي: جرف مدينة النمرود بالآليات الثقيلة وسرقة رأس الثور المجنّح، ومدينة نينوى الآثرية عندما دمّر بوابة لركال، وهي إحدى أهم بوابات المدينة القديمة، ومدينة الحضر، عندما جرفها وحوّلها إلى معسكر تدريب لعناصره، وتفجير قلعة تلعفر.
ولم يقف الأمر عند هذا الحد فحسب، بل طال التفجير عددا آخر من الجوامع ومراقد الانبياء والكنائس، وحتى سور نينوى الأثري، ذلك السور الذي يرتبط بالحضارة الآشورية الضاربة في عمق التأريخ، فُجر من جهته الأمامية ليترك بعد ذلك حطاما متراكما بعضه فوق بعض.في مشهد ذي احترافية عالية دخل عدد من عناصر تنظيم الدولة إلى "المكتبة المركزية العامة"، الواقعة في منطقة الفيصلية من الجانب الأيسر للمدينة، وبمشهد شبيه بأيام هولاكو قاموا بحرق المكتبة التي تضم ما يقارب العشرة آلاف كتاب في شتى العلوم والفنون ناهيك عن مئات المخطوطات التي يرجع تأريخها إلى العصور الذهبية في صدر الإسلام وما بعده.

المثير للجدل ما نقله شهود العيان الذين رأوا عناصر التنظيم ومعهم عدد من المتخصصين وهم ينقلون بعض المخطوطات النادرة، قبل أن يعمدوا إلى حرق المكتبة.. هذا المشهد كان قد تكرر في كنيسة مريم العذراء التي فجرت ، حيث أكد ساكنون محليون أن عناصر التنظيم أخرجوا عددًا من الصناديق التي تحوي كتبا قديمة ومخطوطات تابعة للكنيسة.
براءة تفجير يسجلها تنظيم الدولة بهدمه حضارة أفنى الأجداد سني عمرهم في بنائها، وبقلة معرفة منهم يؤسسون لدولة القرون الوسطى، فحرق الكتب وتهديم الآثار وطمس معالم المدينة لا علاقة له بفكرة بناء الدولة وإقامة الخلافة.

أكثر ما يذكر عن هولاكو هو إتلافه لكتب بغداد، ولا يزال طلاب العلم إلى هذا اليوم يأسفون على تلك الفعلة الشنيعة، فماذا سوف يدون التأريخ عن حقبة "الدولة الإسلامية"؟ وماذا سيقول أحفادهم لطلاب العلم وكلمات العلماء التي تناثرث أحرفها وتطايرت نقاطها عبثا؟..ورغم اني متاكد مع بداية الانتخابات الامريكية ستبدأ اول خطوات تحرير المدينة وبعدها ستعود الماذنة رغم انوف هادميها .في ذكرى








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. أزمات إنسانية متفاقمة وسط منع وصول المساعدات في السودان


.. جدل في وسائل الإعلام الإسرائيلية بشأن الخلافات العلنية داخل




.. أهالي جنود إسرائيليين: الحكومة تعيد أبناءنا إلى نفس الأحياء


.. الصين وروسيا تتفقان على تعميق الشراكة الاستراتيجية




.. حصيلة يوم دام في كاليدونيا الجديدة مع تواصل العنف بين الكانا