الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


علاقات عامة لسمير ذكرى فيلم يؤسس لصناعة سينمائية سورية

باسل ديوب

2005 / 12 / 18
الادب والفن


أعاد المخرج سمير ذكرى الثقة لجمهور الفيلم السوري وأنعش الآمال بإمكانية الوصول إلى صناعة سينمائية حقيقية تواكب التطور الكبير الذي طرأ على الدراما السورية، سمير الذي قدم فيلما متوازناً تنطبق عليه كل الشروط التي كنا نحلم بان تستوفيها فالزمن معاصر والقضايا التي تعرض لها راهنية وملحة وعميقة، فساد خوف حب، وجريئة في نفس الوقت بطرحها لقضية كانت تعتبر من الخطوط الحمر كزواج المسيحي من مسلمة ، وعلاقة رجل الدين برجل السلطة .
والأدوات الفنية بدت متكاملة وقد أحسن المخرج توظيفها ،كاميرا رشيقة تنساب من كل الزوايا ، و كادرات مفعمة باللون والعناصر ذات الدلالات الواضحة الموظفة بدقة في سياق درامي لوحات تماثيل آثار ما يبرر امتلاء الكادر بها في مشاهد كثيرة ، وسيناريو حرفي سلس ومحبوك بعناية تخللته القفشات المرحة والذكية التي تألق فيها فارس الحلو ، وموسيقا تصويرية استلهم فيها الموسيقار نوري اسكندر تراثنا الموسيقي السرياني ،أبرزت بحميمية هائلة جذور المكان الحضارية وبالأخص في تلك المشاهد الملتقطة جواً رغم طولها النسبي وذلك عند الانتقال من ذروة درامية إلى مشهد جديد ، باختصار رأينا كل مقومات الفيلم الناجح في شباك التذاكر والمهرجانات ،ولدى النخبة أيضاً قد توافرت، ولعل المشاهد غير المطلع على واقع السينما في سورية إذ رآه فسيعتقد جازماً بوجود صناعة سينمائية جيدة في بلد إنتاجه سورية.
ولعل الثقة الكبيرة التي كان يطالعنا بها المخرج سمير ذكرى حين كنا نسأله بلهفة حول الفيلم أثناء مراحل إنتاجه، كانت ثقة المعلم المؤتمن والمدرك لعمق المعاناة الراهنة، ولإشكالية عمل المؤسسة في التحول إلى الصناعة السينمائية، ولإشكالية الفيلم السوري عموما، فأعطاها دفعاً حيث تحتاج، وتجلى ذلك في تقديمه للفيلم قبل العرض فأشار إلى نقطة مهمة وذات دلالة يود التأسيس عليها في تقييم الفيلم واستخلاص الدلالة من ذلك، وهي أن الفيلم هو صناعة سورية فكل مراحل إنتاجه الفنية تمت بأيد سورية بخبرات فنيين سوريين ومعدات سورية، مؤكداً أن كل مقومات الصناعة السينمائية موجودة كوادراً وفنيين وآلات وما هذا الفيلم سوى أنموذج لما يمكن أن يكون عليه الفيلم السوري عند استيفاء شروط الصناعة السينمائية فيه.
وهذا ما يدفعنا للقول بأن المشكلة هي في المخرج ونصه أولاً وقبل كل شيء من بيروقراطية ورقابة وغير ذلك ، وحسن اختياره أو تقديمه، واشتغاله على سيناريو فيلم ينتمي للسينما كصناعة علاقتها الأولى والأخيرة هي مع جمهور المشاهدين واسع الطيف و بكل شرائحه الذي هو رائزها الأول والأهم، لا كعمل ذاتي ثقافوي نخبوي يشتغل عليه مبدعه سنوات، فــ (يكزدر) الفيلم في ما تيسر له من مهرجانات ثم يتسكع طويلاً بحثاً عن إطلالة خجولة على بضع مشاهدين في صالات سورية يتيمة في محافظات بعينها، وقد تعرضه فضائية ما، إذا ساهمت جهة أجنبية في إنتاجه، فيتداوله السوريون على قرص سي دي مسجلاً من تلك المحطة دون استيفاء أي شرط فني وفوق ذلك منسوباً لعنوان فيلم آخر لمخرج ثان ٍقبل عرضه لجمهور الفيلم السوري !!! وينزوي أخيراً في قبو مستودع المؤسسة كالمعتقل السياسي فلا يُخرج للتنفس خارج القبو في السنة ....مرة !!

علاقات عامة فيلم متكامل أدار فيه سمير ذكرى أدواته الفنية واضعاً فيه خلاصة تجربته السينمائية، أبدع فيه فارس الحلو في صنع البسمة المجلجلة كمواطن كفء لكنه خائف ومفسَد في مواجهة غريمه السلطوي الفاسد المتجبر الذي قدمه بكثير من التماهي سلوم حداد، فيما رسمت لنا سلافة المعمار بجسدها العاقل بور تريه زاهي لأنثى مشتهاة ومنتهكة لكنها عصية على البلعمة الذكورية الخائفة ...والمتجبرة !!.
(علاقات عامة ) أفلمة (تصحيحية ) لمسار السينما السورية فتحية لكل من ساهم في إنجازه .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. مليون و600 ألف جنيه يحققها فيلم السرب فى اول يوم عرض


.. أفقد السقا السمع 3 أيام.. أخطر مشهد فى فيلم السرب




.. في ذكرى رحيله.. أهم أعمال الفنان الراحل وائل نور رحمة الله ع


.. كل الزوايا - الفنان يحيى الفخراني يقترح تدريس القانون كمادة




.. فلاشلايت... ما الفرق بين المسرح والسينما والستاند أب؟