الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الاسلام بين تجسّد الله أو تجسّد الشيطان

سيلوس العراقي

2016 / 7 / 27
الارهاب, الحرب والسلام


هناك الكثير من التعليقات والحوارات بين كتاّب ومعلقين على مقالات في مواقع الكترونية عربية عديدة بكل تأكيد، وفي هذا الموقع بالتحديد (انني أتابع هذا الموقع فقط) هناك الكثير من الجدل حول أمور وعقائد دينية، وهو أمر عاديّ، وأخيرًا بدأوا في الحوار والحوار المضاد حول موضوع التجسّد في المسيحية.
بكل تأكيد ليس لي أية نية في الدخول في هذا الجدل الدائر حول هذا الموضوع.
لكنني بنفس الوقت أحبّ الحديث حول موضوع التجسّد من وجهة نظر وزاوية أخريين وهو :
التجسد الشيطاني الشرير في عالمنا.
أعتقد شخصيًا أن موضوع هذا التجسّد من الضروري أن يستحوذ على اهتمام المحاورين والمهتمين وبالخصوص منهم المسلمين المتنورين أو المتزمّتين الأصوليين أو الصامتين تجاه الأعمال الارهابية التي يقوم في أكثريتها ارهابيون مسلمون.
لكلٍّ الحرية في الايمان بما يحبّ وعدم الايمان بما لا يحبّ ومثلما يحبّ، لكن علينا أن نكون متفقين في حدّ أدنى على عدم الاعتداء على حرية وحياة الآخر المختلف الذي لا يؤمن بذات الايمان.
في عالمنا المعاصر وفي الحياة اليومية، كلٌ يكشفُ بواسطة طريقة تعامله مع الآخرين عن:
صورة إلهه وهوية إلهه ووجه إلهه وقيمة الآخر بحسب هذا الكشف، وهذا ما أحب تسميته بتجسيدك لإلهك وايمانك الذي يظهر للعيان وللآخرين، عن طريق كلِّ ما هو أنت : شخصيتك، حديثك، قيمة الآخر المختلف بالنسبة لك، نوعية سلوكك في أفعالك وأعمالك اليومية التي في علاقة مباشرة بالدرجة الأولى مع الآخرين المختلفين معك في ايمانك وفي فكرك وثقافتك.
لأنه لا يكفي أن تقول لي بأن إلهك رحمان رحيم، بل عليك أن تُريني ذلك الرحمان والرحيم وتكشفه في حياتك اليومية ليمكن تصديقك.
بامكانك ومن حقك أن لا تتفق مع المختلف عنك فكريًا ودينيًا، وبنفس الوقت تحترم المختلف عنك وتحترم حريته وحياته، فتجسّد ايمانك بقبول الاختلاف.
لكن أيها المسلم، ليس من حقك أن تقتل الآخر لمجرّد أنه ينتمي الى فكر وايمان أو ديانة أو طائفة أو ثقافة وحضارة مختلفة عنك، والفعل العنفي الدموي هذا الذي تقوم به هو فعل تجسّدٍ وتجسيدٌ لثقافتك وايمانك ودينك، بالتالي هو تجسيدٌ لألهك!!
أفعالك اليومية تقوم بإخبار الناس والعالم من هو إلهك وماهو دينك، لأنك من حيث لا تدري تقوم وتشهد بتجسّد إلهك ومن يكون إلهك وبكشف ما هو ايمانك وفكرك، وبالتالي تكشف عن هويتك الصحيحة ومن تكون....
وبالتالي من يقوم بهذه الأفعال الارهابية والعدوانية على الأبرياء باسم إلهه وديانته ونبيه، في عالمنا المعاصر، لا يمكنه أن يمنعنا من التفكير على النحو التالي : ان (المسلمين) الارهابيين هؤلاء يؤمنون بالتجسّد الشيطاني الشرير فيهم، الشيطان يتجسد فيهم، فهم يؤمنون بالتالي بالشيطان إلهاً لهم وبتجسّد الشيطان.
فمن حقّ البشرية أن تسأل المسلمين لما يفعله أبناؤهم وأبناء الاسلام :
هل "تجسّدَ الشيطانُ في عالمنا اليوم وأصبحَ مسلمًا" ؟
وأفعالك الشريرة يوميًا تقول لي بأنك من أتباع الشيطان وابليس الشرير لأنك تقوم بتجسيد الشيطان في شخصيتك، وأعماله تتجسّد أعمالك. والشيطان غير المرئي أصبح مرئيًا فيك اليوم.
قلْ لي أخي المسلم من هو الآخر بالنسبة لك، وأرني ما قيمة الآخر والمختلف بالنسبة لك عن طريق ما تقوم به يوميًا معه وأزاءه ومن أجله ...
أقول لك من هو إلهك، هل هو الأله الحقيقي الرحمان الرحيم أم هو الشيطان الرجيم،
أقول لك أنك تجسّد الله الحقيقي في أعمالك، أم انك تُجسّد الشيطان إلهك.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الشرطة الفرنسية تفرق محتجين اعتصموا في جامعة السوربون بباريس


.. صفقة التطبيع بين إسرائيل والسعودية على الطاولة من جديد




.. غزة: أي فرص لنجاح الهدنة؟ • فرانس 24 / FRANCE 24


.. دعوة لحماس من أجل قبول العرض الإسرائيلي -السخي جدا- وإطلاق س




.. المسؤولون الإسرائيليون في مرمى الجنائية الدولية