الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


أم الحرية

صموئيل ميشيل نسيم
(Samuel Michel Nessiem)

2016 / 7 / 27
كتابات ساخرة


تندفع تلك الأحاديث إلى الأذن دون قصد – في وسائل المواصلات العامة - فتثير الذهن أحياناً بالدهشة وكثيراً بالاشمئزاز ... في تلك العربة المُكدسة بالطلاب الجامعيين والعاملين في الجامعة استطاعت أذناي البعيدة أن تستقطب بعض أطراف قضية مُثارة في الخلف بين مجموعة من النسوة أو الفتيات – لم أتحمل مشقة النظر إلى الخلف لأرى حديثهم المزعج - ... أحداهن قالت " أبوه بقى سمى الواد " رينيه " – هذا ذهب بمخيلتي إلى فرنسا حتماً – ولما كتب شهادة ميلاده ساب خانة الديانة فاضية .. بيقول أنه اتفق معاها على أنه لما يكبر يكون عنده حرية الاختيار ... ولما كبر بقى مسيحي .. شوفتي اللي حصل " .... لترد الفتاه بالجوار بنبرة عالية أشبه بالصياح " حرية اختيار ايه ؟؟!! هو الموضوع ده فيه حرية اختيار ؟؟ " .... هنا صممت أذناي لتترك لما تبقى من عقلي فرصة استيعاب ما يجري من حولي ...
يا أمرأة هل تمازيحنني ؟!! ... هل بالحق قد أوحى عقلك اللوذعي أن اختيار الدين يخلو من الحرية ؟!! ..
إن اختيار الإنسان لخالقه وإيمانه به هو أمر أصيل لمن خُلقوا بسمة العقل .. كيف يُمنع أي مخلوق على وجه البسيطة في أن ينتمي لإله معين قد اقتنع بوجوده أين كان هذا الإله ...
إن هذا الانتماء يُشكل وجدان ونهج هذا الفرد في الحياة ويحدد وجهته في الحياة العتيدة فيما بعد تلك الفانية .. فكيف ينكر أي عاقل هذا الحق .. كيف ينكر أي حر هذا الحق ..
أقول إن حتى العبيد في تلك الأزمنة الماضية بأصفادهم الحديدية لكانت حريتهم الوحيدة هي حرية اختيار العقيدة ..فهي حرية من الداخل لاتُكبل بالأغلال البالية .. هي حرية الروح ....
إن أي مساس بتلك الحرية يعد جريمة في حق الخالق الذي هو بذاته القدوسه قد وهب حرية الاختيار لمخلوقه الحر العاقل ..
أظن أن تلك الفتاه نتيجة تلك الثقافة الحالية المعدومة الفكر التي تكرس ذاتها لخدمة فكرة قديمة وأطروحة عفا عليها الزمن وهي تيسير الإنسان ... فأبداً لم يكن الإنسان مسير في طريقه .. بل هو دائماً في حرية الاختيار .. إلى الأبد سيجني حصاد قراراته .....
وهنا ظل السؤال إلى آخر الطريق يراوض رأسي ... إذ كنتِ أنتِ قد صرختِ في إندهاش لتُقري أن اختيار العقيدة لا يوجد فيه اختيار ... فهل قصرتي الحرية على اختيار ملابسك الشخصية واختيار زمرة الأصحاب ؟؟!! فأعتقد أن اختيار نهجك العلمي كان عن طريق مكتب التنسيق .. والوظيفة عند طريق مكتب القوى العاملة .. والعريس عن طريق الصالون أو مكتب زواج ... فماذا تبقى من الحرية هنا في " أم " الدنيا مصر و ما هو تعريف " أم " الحرية في " أم " رأسكِ ..








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. عام على رحيل مصطفى درويش.. آخر ما قاله الفنان الراحل


.. أفلام رسوم متحركة للأطفال بمخيمات النزوح في قطاع غزة




.. أبطال السرب يشاهدون الفيلم مع أسرهم بعد طرحه فى السينمات


.. تفاعلكم | أغاني وحوار مع الفنانة كنزة مرسلي




.. مرضي الخَمعلي: سباقات الهجن تدعم السياحة الثقافية سواء بشكل