الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


عشر سنوات على حرب تموز.. اسرائيل من ذروة القوة الى دولة القلق

محمد بهلول

2016 / 7 / 27
القضية الفلسطينية


في السادس والعشرين من ايار 2000 قال السيد حسن نصر الله جملته الشهيرة" اسرائيل اوهن من بيت العنكبوت" وفي تموز 2006 فشل رئيس الاركان الاسرائيلي, دان حلوتس من الوصول الى ملعب مدينة بنت جبيل ليقول جملة برع الاستراتيجيون السياسيون والفكريون والامنيون طوال ست سنوات وعدة اشهر في صياغتها " اسرائيل هي خيوط الفولاذ".
قد تختصر الجملة الاولى على لسان الامين العام في اعقاب الانسحاب الاسرائيلي التقهقري "ايار 2000 " وعدم توافر الفرصة للرد الاسرائيلي بالجملة الثانية على لسان رئيس الاركان من المكان ذاته الذي لا يبعد الا امتار قليلة عن الحدود في حرب تموز, واقع الحال الذي وصل اليه الصراع العربي- الاسرائيلي وحقيقة التوازن الفعلي لا الكلاسيكي بين الطرفين وانتهاء فكرة الردع من طرف واحد.
ليس صدفة أن يبدأ مؤتمر هرتسليا السنوي أعمال جلسته الاولى في اعقاب الانسحاب من لبنان عام 2000 , وأن يكون خطر المقاومة ( تحديدا" من لبنان ) المادة الرئيسية على جدول اعمال جلساته ال "16" حتى الان الا انعكاسا" واقعيا" وتصويرا" بارعا" عن حالة القلق والجدل من خطر وجودي جدي يجتاح الاسرائيليون عبر نخبهم الاستراتيجية على كافة المستويات السياسية والفكرية والعسكرية والامنية والاعلامية.
لقد تحول على ارض الواقع , مؤتمر هرتسليا من شبكة امان متخيلة للاسرائيليين, أي توحيد وعيهم وجهودهم الجمعية على استراتيجية تنهض لتطوير القدرات الاسرائيليية الامنية و التنموية الى منبر جدل ومحطة قلق تؤدي الى مزيد من الاحباط في اوساط الاسرائيليين.
هنا لا بد من التأكيد على عكس الصورة النمطية السائدة التي اجتاحت عقولنا على مر سنوات الصراع بفعل تأثير الدعاية الصهيونية والغربية واستخدامها المفرط لتعابير حماسية فردية بان الخطر الوجودي هو الفناء البشري لطرف امام اخر, علما انه الاعتراف بالرواية الحقيقية للصراع وماهيته, وبالتالي بطلان الرواية الصهيونية والتناغم الغرب معها.
لعل الاستثمار الاكبر للانسحاب الاسرائيلي التقهقري من جنوب لبنان في ايار 2000 هو بطلان سياسة الحدود الجغرافية المفتوحة " احد ركائز المشروع الصهيوني" والعودة بالاحلام التوسعية الى واقع الاعتراف النسبي بحدود محددة وواضحة " اسرائيل هي الدولة الوحيدة في العالم التي لم ترسم قانونيا حدودها الجغرافية" , كما ان الاعتراف الرسمي الدولي بها قائم على حدود الرابع من حزيران 1967.
الاستثمار الثاني للانسحاب عام 2000 وحرب تموز 2006 على ركائز المشروع الصهيوني يكمن في الاختلال الواضح في النمو السكاني , حيث تبرز المعطيات .استقرار المؤشر السلبي على مدار السنوات الاخيرة , اي التناقص في اعداد السكان , تقوم الفكرة الصهيونية الاساسية في هذا المجال على اعتبار اليهود في ارجاء العالم( 14مليون ونصف ) هم مواطنون طبيعيون في اسرائيل, تلهث الوكالة اليهودية والمؤسسات المعنية الاخرى وراء تكثيف حملات الهجرة من يهود العالم الى اسرائيل , الا ان القلق وارتفاع معدلات الخطر الامني يلعب دورا" عكسيا" لم تسعفه الضغوط الممارسة على المؤسسة الدينية لتخفيف شروط الانتماء الى الدين اليهودي.
مؤشران هامان في هذا السياق لا بد من التركيز عليهم الاول ان 92% من مواطني اسرائيل المقيمين يحملون جنسية اخرى, اما المؤشر الثاني فان 20% من اليهود الروس الذين هاجروا الى اسرائيل في اعقاب انهيار الاتحاد السوفياتي " مليون ومائتي الف " قد غادروا اسرائيل , لاسباب مختلفة , يشكل الهاجس الامني سواء بشكل مباشر او غير مباشر من خلال تأثيره على الوضع الاقتصادي , السبب الرئيسي بذلك:
الركيزة الهامة ايضا في المشروع الصهيوني والتي تقوم على عنصر احلال اليهود تتعرض الى خطر جدي اذ ما قورنت نسبة النمو ما بين السكان اليهودي و العرب سواء بحدود الرابع من حزيران او في اطار فلسطين التاريخية .
ان التوازن القائم عسكريا وأمنيا بما له من تأثيرات مباشرة على الواقعين الاقتصادي والاجتماعي " انخفاض الاستثمار وتراجع فرص العمل. زيادة المصاريف على الجانبين الامني والعسكري... الخ"
او ما هو مستشرف في اي مواجهات قادمة , من اغلاق حدود الى تعاظم الدمار .... كل ذلك يسهم في تراجع الاستثمار الديمغرافي لدولة اسرائيل وتراجع مادي لا سياسي بالاعتراف بها كدولة يهودية.
أهم الاستثمارات التي حققها توازن الرعب وتراجع قوة الردع على مدار السنوات الماضية ما بين اسرائيل والمقاومة بشكل عام و مع لبنان بشكل خاص , هو التأثير المتزايد لتراجع موقع و مكانة ودور اسرائيل في شبكة المصالح الغربية و الاميركية المنطقة و تأثير ذلك على المستوى العالمي .
ان اولوية امن اسرائيل في المصالح الاميركية والغربية هو بقدرتها على ردع القوى المعارضة للنفوذ الاميركي في المنطقة , لا بان تكون مدخلا" " كما هو حاصل الان" لتقوية و تعزيز وتمدد هذه القوى.
ان المتابعة المنطقية لدور اسرائيل منذ الحرب العراقية الاولى الى الان , يؤكد التراجع المذهل لمكانتها في شبكة المصالح الاميركية وتحولها من رادع الى حافز للقوى المعارضة لاميركا في المنطقة والتي توسع نفوذها , وكانت مسهما" جديا" في تبدل التوازنات على المستوى الدولي.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. مسؤول إسرائيلي: حماس -تعرقل- التوصل لاتفاق تهدئة في غزة


.. كيف يمكن تفسير إمكانية تخلي الدوحة عن قيادات حركة حماس في ال




.. حماس: الاحتلال يعرقل التوصل إلى اتفاق بإصراره على استمرار ال


.. النيجر تقترب عسكريا من روسيا وتطلب من القوات الأمريكية مغادر




.. الجزيرة ترصد آثار الدمار الذي خلفه قصف الاحتلال لمسجد نوح في