الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الثنائيات وازمة ضمير

يوسف الصفار

2016 / 7 / 27
مواضيع وابحاث سياسية


الثنائيات وازمة الضمير
في الستينات لحق ركب كبير من ذوي العقول المرهفة برغبات الجماهير ومعطياتها العاطفية فما الذي حدث حينها ..؟؟ تقولبنا برؤى معينة لاننفك على مقاومتها : القومية ازاء الوطنية . الدين ازاء الالحاد .الرجعية ازاء التقدمية .الاشتراكية ازاء الرأسمالية .
البعثية العفلقية ازاء الشيوعية . شوارب معكوفة الى الاعلى قبل انقلاب شباط 63 ازاء شوارب معكوفة الى الاسفل بعد 17-30 تموز . الان طرة محروقة في الجبين مع لحية خفيفة ازاء لحى طويلة مهدلة .
المرحوم صالح مهدي عماش كوزير للداخلية في بداية السبعينات يلاحق فتيات في عمر الزهور لالشيء سوى انهن يرتدين ملابس قصيرة تكشف عن جمالية سيقانهن . بعد خمسين سنة من التقدم والتفاعل مع العالم المتحضر تتغلف المرأة بغلاف كثيف اسود مع نقاب . بناطيل ضيقة تضهر مفاتن الجسد مع غطاء خفيف للرأس .
افلام الستينات ايضا تختلف .. فلم الشقة حول رجال متزوجين يستغلون موظف في شركتهم لقضاء اوقات ممتعة بعيدة عن اعين زوجاتهم الى فلم سيدتي الجميلة .. وفي السبعينات شاهدنا فلم صوت الموسيقى . وبين تلكم الافلام استلهمتنا مرتفعات وذرنج وغيرها من الافلام الرومانسية واذهلتنا بتراجيداتها العاطفية .. انها مجرد امثلة قليلة على طبيعة الثقافة التي تعودنا عليها ابتداءً من صغرنا ونحن نشاهد سارق الدرجات الى مسلسل افلام حرب النجوم وسيد الخواتم ..
مع ظهور القاعدة وتصاعد عملياتها الجهادية من اجل تعزيز الاسلام في افغانستان وبمباركة امريكية رغبة في اسقاط الاتحاد السوفيتي وماكنته الشيوعية ظهرت لنا انواع جديدة من الافلام ..رامبوا وافلام الجريمة المنظمة وعصابات سرقات البنوك بكل حرفية و بوسائل تكنولوجية بارعة وكأن الامريكان ارادوا بهذه الافلام ادخال اجيال كبيرة من شبابنا في اتون القسوة والجريمة وانحطاط الظمائر .
الان الغرب والامريكان يتباكون على الانسانية المراقة في شوارع باريس وكنائسها ونحن ذاهلين ازاء القتل الممنهج لعشرات السنين لشبابنا ابتداء من الحرب العراقية الايرانية وثنائيات البوابة الشرقية ودفاعها عن القومية العربية ازاء الهجمة الخمينية .. الى اهوال المفخخات والتفجيرات والقتل على الهوية .. الان فقط بدا الغرب ومن وراءه امريكيا ذاهلا ازاء هذه الجرائم من اجل مفاهيم عتيقة ساهمت الماكنة الدعائية الغربية بانعاشها واعطاءها مسحة من الاخلاقية كضد للشيوعية او العلمانية الكافرة .
لا يزال المسكين وزير خارجية السعودية يتباكى على الاف الضحايا في سوريا متهما الطاغية (بشار ) الذي اصبح كغصة في زردومه متناسيا انه ومليكه وارضه وشعبه عبارة عن ركن متخلف في العالم يمارس فيه كل انتهاكات حقوق الانسان برجاله ونسائه غاضا الطرف عن داعش والنصرة وعمليات التقتيل الممنهج ..وفي مناسبة واخرى يكرر كلامه كروبوت آلي بضرورة تغير النظام مهددا متوعدا ان سوريا لن تستقر الا بازاحة الاسد على طريقة لعبة الاستغماية وبدون خجل او شعور بالمسئولية .
بعد ان استنفذ اردوغان ومن وراءه قطر وزعيمها حمد كل اموالهم ودعاياتهم وتطبيلهم التي يتراقص امامها جوق الاعلامين البائسين امثال فيصل القاسم وغيره من محللين القتل بفتاوي الذبح والتنكيل كالقرضاوي وغيره من افواه الفتنة لشيوخ الافتاء في السعودية وعملائهم في مصر يدعمهم الازهر كراقص في حلبة مصارعة .بعد ان اسنفذوا كل هذا بدأوا يلعقوا جراحاتهم من اجل ارجاع الامور لنصابها بثنائية جديدة لانعلم دهاليزها الفكرية اللولبية ..
بعد ان اسنفذتنا ئنائية تحرير فلسطين من الكيان الصهيوني وخلقنا من اجلها دكتاتوريات على شكل ابطال في التاريخ المعاصر وقادة او قواد ضرورة ( صح يا رجال ) ..الثنائية الان بين ايران الخمينية بولاية فقيهها ووهابية السعودية بانحراف اجيالها والطايح رايح . الشيعة والسنة ..الاسلام الداعشي وكفرة العالم جميعا بدون اسثناء.. الشباب السايكوباثي المحطم المنهار داخليا الجهادي المؤمن بما وراء الطبيعة يفجر نفسه وسط اطفال ونساء ورجال لايعرف عنهم او هوياتهم شيء طامعا بكل صلف وغباء بجنة موعودة من قادته الاذكياء .يواجهم شباب يحلمون بتكوين مستقبل يتزوجون به ويبنون بيوت يسافرون ويتمتعون بهذا العالم الجميل المتعدد الاهواء ..ثنائية غريبة تعلن عن اكوان متعددة..
ممثلات وراقصات يمتلكن الطائرات الخاصة والفيلات العامرة امام شعوب لايجدون ما يسد رمقهم ثنائية اخرى مقرفة ابطالها غير معروفين .. محللين سياسين مزوقين للمفاهيم وادلجتها بما يرضي اسيادهم امام مطاردين محكوم عليهم بالفشل والتغيب المستمر لانهم لايمارسون لعبة احملني فاحملك .. فضائيات الرقص والغنج والاباحية امام فضائيات العبادة وقراءة الطلاسم والملاحم لسلفنا الصالح .
من الذي اجبر سيزيف برفع الصخرة الى اعلى قمة الجبل ثم يعاود بعد سقوطها بكل استخفاف او بلاهة من ان يرفعها مرة اخرى وهو على علم بلا جدوى عمله او حركته . انها الالهة تلك التي صورت له الامور بغير صورتها الحقيقة ولكون هذه الالهة الوثنية اكل عليها الدهر وشرب فآلهتنا الان هم السياسيون وفطاحل الانتهازية المدفعون من دوائر عدة متناحرة فيما بينها لكنها متفقة على تقسيم الغنائم من احتكارالطاقة تاريخيا الى ضرورة الاستمرارية في نفخ الماكنة الحربية العالمية .والاحتكارات الرسمالية .. ارقصوا ما تسنى لكم الرقص على جثثنا ما دمنا لانعي غير التاريخ المبرقع بالزيف نقرع به طبول الهنود الحمر في اصقاع امريكيا وبدل الشموع نشعل الحرائق ليتصاعد دخان كثيف من الخداع والضحك على الذقون .
وما دمنا شعوب مخترقة بمثل هذه الثنائيات البلهاء فسنستمر ندفع ثمن ارادات من مجاميع الانتهازية العفنة ورغبتها المجنونة بالاثراء السريع ..








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. مظاهرات في لندن تطالب بوقف الحرب الإسرائيلية على غزة


.. كاميرا سكاي نيوز عربية تكشف حجم الدمار في بلدة كفرشوبا جنوب




.. نتنياهو أمام قرار مصيري.. اجتياح رفح أو التطبيع مع السعودية


.. الحوثيون يهددون أميركا: أصبحنا قوة إقليمية!! | #التاسعة




.. روسيا تستشرس وزيلينسكي يستغيث.. الباتريوت مفقودة في واشنطن!!