الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


نعال عابر القارات

عبد الله السكوتي

2016 / 7 / 28
مواضيع وابحاث سياسية


هواء في شبك

الجميع في المسجد وهو كبيرهم تقدم الصفوف للصلاة بهم، كان زاهدا كبيرا، وذا كرامات كثيرة، الجميع يتحدث عنه ويشير له بالبنان، ما من قضية مستعصية الا كان بيده حلها، وما من مريض او محتاج الا لجأ اليه، الناس متجمعون فهرول نحو ( نعاله) ورمى به بعيدا، استغرب المصلون وارادوا سؤاله عما فعل، والحوا عليه بالسؤال، فشرح لهم ان كلبا اراد دخول الكعبة الشريفة فرماه بنعاله ليبعده، كان المجلس في بغداد والكلب في السعودية فاصابه الزاهد الكبير، اضمرها احدهم في نفسه، وصنع وليمة دعا اليها جميع الحضور، ووضع الدجاج المشوي على الرز ظاهرا للعيان، الا دجاجة الشيخ فقد وضعها تحت الرز، استغرب الشيخ وانكر ان صحنه خال من الدجاج، فسأل المضيف : لماذا ميزتني عن الآخرين ولم تضع لي دجاجا مثلهم، فرد المضيف بسخرية ان الدجاج تحت الرز وهو قد تقصد هذا، اذ كيف بك ان تبصر كلبا في السعودية يريد دخول الحرم المكي ولاتبصر دجاجة بينك وبينها حبات عديدة من الرز، فضج المجلس بالضحك، وانتهت الامسية بفضيحة الشيخ الذي اراد ان يرتفع الى مصاف الآلهة، كثير من الشيوخ يرون احلاما وهلوسات تثيرها عزلتهم عن الناس وتوحدهم وانغلاق ادمغتهم، فيظنون ان هذا الامر حقيقي، ويعيشون احلامهم بواقعية كبيرة، حتى ان بعضهم راح يضع الاحلام مع الادلة الشرعية ويأخذ بها مأخذ النصوص المقدسة، وكأن هؤلاء يوحى اليهم.
مصادر التشريع معروفة، ولم تكن الاحلام واحدا منها، اي ان الحلم ليس دليلا شرعيا يعتمد عليه في استنباط حكم او العدول عن امر وعدم الاخذ فيه، لكننا صرنا نقدس الاحلام هي الاخرى ونضعها موضع الوحي ونبني عليها قواعد وربما عداوات مع ملة اخرى او طائفة اخرى،وبعيدا عن فرويد وقوله في الاحلام من انها انعكاسات معاناة فردية تظهر على شكل صور بفعل انشغال الدماغ بها، وهذا ماجربه اغلب الناس حين يفقد عزيزا او تشغله قضية ما تراه يراها في نومه ويفكر انها ستحل بعد رؤية الحلم ، قطعا ان القضايا المستعصية في حياة الانسان كثيرة، ونظام الانسان الدفاعي يخزن في اللاوعي كثيرا من الاشياء تخرج على شكل احلام ورؤى، لقد صدع بعض الشيوخ رؤوسنا برؤيا حلم ما وصار يلقيه من على المنابر وكأن الله اصطفاه كما يصطفي الانبياء، ويريد منا ان نضع حلمه موضع التبجيل والتقديس ونأخذ به على انه حقيقة واقعة، وبعض الاحيان لاتكون احلاما، وانما وهم صورة يصورها الدماغ فيسمونها بالرؤيا ولديهم ان الرؤيا اكثر صدقا من الحلم، وهنا تتسرب معتقداتهم الى الوحي، كما تصور هذا الشيخ وقذف بنعاله بعيدا لكي يطرد كلبا في الحرم المكي، اي عقل يستطيع ان يتصور هذا الحدث والنعال لم يزل ماثلا امام الجميع ، ولم يذهب الى السعودية في زيارة مكوكية يطالب خلالها بتقوية العلاقات وبحث المستجدات على الساحة العراقية والساحة العربية مع وزير خارجية آل سعود او مع خادم الحرمين الشريفين، فيصبح النعال عابرا للقارات ، فهو نعال مقدس يطير ويهبط ويتفاوض مع الكلاب، او ربما يطردها ويمنعها من دخول الحرم المكي.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. هل ينتزع الحراك الطلابي عبر العالم -إرادة سياسية- لوقف الحرب


.. دمر المنازل واقتلع ما بطريقه.. فيديو يُظهر إعصارًا هائلًا يض




.. عين بوتين على خاركيف وسومي .. فكيف انهارت الجبهة الشرقية لأو


.. إسرائيل.. تسريبات عن خطة نتنياهو بشأن مستقبل القطاع |#غرفة_ا




.. قطر.. البنتاغون ينقل مسيرات ومقاتلات إلى قاعدة العديد |#غرفة