الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


سيرة من ذاكرتي / الحلقة الثالثة

محمد المطاريحي

2016 / 7 / 28
سيرة ذاتية


أواصر التقارب بين افراد القرى والبيوت اكثر من المدينة ، ويرجع الى كثرت التواصل في القرية بسبب موسم العمل الزراعي وعدم العمل في الايام الاخرى ، يصبح التقارب والجلوس امام البيوت والحديث اكثر من المدينة ، حيث العمل والشغل اليومي يجعل التواصل اقل .

لهذا لاحظت عندما جاء سيارة الحمل التي تنقل اثاث بيتنا كانت القرية مجتمعة برجالها ونساءها واطفالها ، وكانت النساء مع النساء والبكاء ورجال مع الرجال وصوت النحيب ، فهي استذاكر لحظة لفترة من العشرة والحب والالفة بين الناس ، في هذه اللحظة انا لا يشكل لديه اي هاجس من الحزن او اي شي اخر وربما فرح لاننا نريد الانتقال ، ففي هذه المشاهد لم تشكل لي الا لحظة المنظر المحزن اما الانتقال في جميلة وممتعة لاني احسست اننا ذاهبون الى نزه .

انتقلنا الى بيتنا الجديد وهو اختلاف شاسع بين بيت المدينة وبيت القرية ، خصوصا انه بناء جديد وعلى طراز الحديث حيث يتكون من المضيف والهول وساحة الدرج والمطبخ وغرفتين تحت وغرفتان فوق ومساحة واسعة ونحن عائلة تتكون من جدتي وامي وثلاث اولاد انا اكبرهم وبنتين صغيرتين .
ولكن اللحظات كانت فيه وحدة بسبب المكان الجديد وعدم المعرفة للجيران ، والام تمنعنا من الخروج خوفاً علينا هذه الاشياء يمر بها الجميع عندما ينتقل للدار الجديدة .
حيث هذا الانتقال حدث في سنة 1993 بعد الحرب مع الكويت والازمة الاقتصادة والحرب التي قام بها التحالف الدولي ضد العراق ، الذي كان فيها العراق يعيش وحدة وازمة دولية نتيجة الحصار الذي نتج عن قرار الأمم المتحدة رقم 661 الذي صدر في يوم 6 أغسطس 1990، ونص على اقرار عقوبات اقتصادية خانقة على العراق لتجبر قيادتة آنذاك على الانسحاب الفوري من الكويت .
الحصار وعذاباته على كل العراقيين من ازمات اقتصادية وحاجات مهمة يومية ، ونحن منهم فكيف اذا نفذ كيس الطحين او نفذ السكر او الشاي ونحن في منطقة جديدة .
حيث كان الانتشاًر هو تقترض من جيرانك حتى تأتي تسترجعه هذا كان سائد ايام الحصار .
كان اعمامي وجدي عندما يأتون من الريف بالبيت مقرهم ، وكنت من الملتهفين لذهاب الى الريف ، لان الوحدة الموجود في المدينة بسبب عدم وجود الاصدقاء . من الخوف الذي حصل عند بداية نزولنا في حينها كانت ليلة من الليالي ذات ريح عالي واذا بجدتي تقول الباب الرئيسي مفتوح على وجهيه وفي ساعة متاخرة من الليل ظنن منا انه سارق فخرجت معي جدتي لغلق الباب وتبين بعد حين انه لم يغلق جيداً وفتحته الريح .
بعده فترة من الزمن توثقت العلاقات مع الجيران ، فكان ابو سعيد الذي هو كذلك جاء من الريف ، ذاك الرجل الطيب الغيور على جاره فكان اذا التحق ابي الى الجيش كان ينام في السطح الذي يبعد بيته مسافة 600 متر كي يراقب بيتنا بالليل ، وكان ذو نكتة ومرح كنت اكثر الاوقات اقضيها مع اولاده .
الجار الاخر ابو محمد وهو عسكري متقاعد الانسان الحنون الغيور الكريم فكنت لا احس بالغربة عندما ادخل لبيته ، الجار الاخر سيد هاشم ( الله يرحمه ) كذلك عسكري سابق طيب القلب كريم يحمل من الفطرة مالم ارى مثله .
الجار الاخر استاذ عبد الامير وهو خياط كذلك انسان محترم ومؤدب وهادئ وخجول جدا . وبعد سنوات زادت الجيران وجاء ابو جميل ابو باسم استاذ حسين استاذ مهدي و ام احمد وابو عامر وسيد علي ، وبعدما سكن جدي معنا صار البيت مقر لهم بالليل يتبادلوا الحديث حتى منتصف الليل .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. علماء يضعون كاميرات على أسماك قرش النمر في جزر البهاما.. شاه


.. حماس تعلن عودة وفدها إلى القاهرة لاستكمال مباحثات التهدئة بـ




.. مكتب نتنياهو يصيغ خطة بشأن مستقبل غزة بعد الحرب


.. رئيس هيئة الأركان الإسرائيلي: الجيش يخوض حربا طويلة وهو عازم




.. مقتل 48 شخصاً على الأقل في انهيار أرضي بطريق سريع في الصين