الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


داعش صديقة الجميع وعدوة الجميع

صادق العلي

2016 / 7 / 28
مواضيع وابحاث سياسية


مدخل : لا اتحدث عن داعش بوصفها شيء مادي بقدر كونها حالة هلامية او افتراضية يتعاطى الجميع .
لم يكن هناك اجماع على حالة واحدة كما هو الاجماع على ( داعش ) هذا العدو الهجين الافتراضي او الهلامي الصديق تارة والعدو تارة اخرى ( بطرق مباشرة وغيرمباشرة) ربما يكون الهجين الاكثر واقعية بيننا وبالتالي هو ايضاً الحقيقة الاكثر تأثيراًوتأثرا بما يجري اذا ما استبعدنا فكرة انه يرسم الاحداث او يساهم في رسمها بتعبير ادق انه ينفذ ما يرسمه الاخر ولكن من هو هذا الاخر ؟.
ثلاثة اطراف رئيسية تتبادل الادوار فيما بينها حول نشأة داعش واهدافها ومسيرتها وربما توقيت نهايتها ومدى الاستفادة منها هذه الاطراف هي :
1-الشيعة : شيعة العراق من جهة وشيعة العالم وبالتحديد ايران من جهة اخرى .
2-السنة : سنة العراق من جهة وسنة العالم من جهة اخرى .
3-امريكا : بوصفها قائدة العالم الحر من جهة وبقية دول العالم اللاهثة خلفها من جهة اخرى .
فكيف نفهم تبادلهم للادوار ؟
1-الشيعة : قد يكون المستفيد الاكبر من وجود داعش فوجودها يعني وجود اكبر مبرر للقيام بأي عمل عسكري او اقتصادي او حتى تغيير ديموغرافي لاي منطقة من المناطق السنية ايضاً وجود هذا العدو الهلامي ( داعش ) يبرر الاعتقال الفردي والجماعي والتعذيب والاعدام بدون محاكمات وغيرها كوسيلة ردع فورية وبالتالي التمسك بالسلطة المذهبية اكثر ليس على اساس ديموقراطي بل على اساس التهديد المباشر من داعش او غير المباشر .
صحيح ان شيعة العراق بشكل خاص يدفعون ضريبة وجود هذا العدو الهلامي وصحيح ان العراق كبلد في طريقه للتقسيم اجلاً ام عاجلا صحيح ايضاً ان حرب المذاهب الاسلامية لن تنتهي الا بنهاية احد الطرفين ولكن الشيعة بشكل عام تحصل على مكاسب سياسية على المستوى الاقليمي والعالمي من خلال تقديم النموذج الاسلامي المتحضر الذي يواكب الرأي العام العالمي ويتماشى معه لما يخدم الانسانية والعالم الحر بحربه على الارهاب كما وصفه الرئيس جورج بوش ابان احتلاله للعراق وبعض الدول الاخرى .
ايضاَ من فوائد وجود هذا العدو الافتراضي بالنسبة للشعية ( شيعة ايران بالتحديد ) هو صراعها مع شيعة العراق ! كما هومعروف هناك صراع بين شيعة العراق وشيعة ايران فلقد حاولت ايران بشتى الوسائل نقل مركز الشيعة التاريخي ( الحوزة العلمية ) من النجف الى ايران وبالتحديد الى مدينة قم وهذا ما اشعل فتيل الصراع بين الشيعة العرب والشيعة الفرس مما نتج عنه انقسام الحوزة النجفية الى مؤيد بنقل الحوزة والى معارض وبالتالي اصبح هناك شرخ كبير بين شيعة العراق ( سنتناوله في مقال مستقل ) , بالرجوع الى حرب الشيعة مع الهجين الهلامي فأن شيعة العراق في طريقهم الى الانقراض لا محال فاعداد القتلى في تزايد مستمرلدرجة مخيقة امام شيعة ايران التي تساهم فقط بأرسال قادة على عدد اصابع اليد الواحدة ومع ذلك تحسب الانتصارات في هذه الحرب لشيعة أيران ولقادتها .
السنة : لم تخدم الصدفة طرفاً كما حدث للسنة مع وجود هذا العدو الافتراضي فلقد جعلت هذه الصدفة السنة في موقف المدافع والمهاجم في آن واحد فمن ناحية اعتراضها على حكم الشيعة وعدم تقبلهم هذا الحكم بتاتاً بل محاربته بكل الوسائل وبصورة علنية واكثر من ذلك انها ( سنة العالم ) اخذت تعقد الاجتماعات على مستواى عالمي من اجل محاربة الشيعة او المد الشيعي او دخول التشيع في دولها وغيرها من التسميات وفي نفس الوقت التنصل من اي اعمال مسلحة او ارهابية امام الرأي العام العالمي وامام شاشات التلفزة بدعوى ان من يقوم بهذه الافعال هم داعش وليس السنة هذا اولاً وثانياً ان الصراع على قيادة السنة في العالم يتمثل بأفضل حالاته بوجود هذا العدو فتركيا وفكرة الخلافة الاسلامية التي لم تفارقها يوماً تترسخ بقوة من خلال انواع الدعم الوجستي وفتح الحدود امامها بصورة مباشرة وغير مباشرة ناهيك عن تسهيل بيع البترول الداعشي او ايجاد وسطاء لبيعه او مروره على اراضيها بمقابل او بدون مقابل لا احد يستطيع الجزم بهذا الحيثية الا اصحاب الاتفاق .
من ناحيتها دول الخليج البترولي وجدت نفسها بين اطراف عنيدة تاريخياً في صراعاتها سواءً مع بعضها او مع اخرين وليس لها قدرة لها على ايجاد مكان لها بين المتصارعين لا على المستوى الصراع السني السني ( فشلت السعودية في سحب البساط من تحت اقدام تركيا ) ولا على المستوى الصراع السني الشيعي ( الخوف متزايد من امتلاك ايران لاسلحة نووية ) ولا حتى العالمي فتجدها تتخبط بين دعم المجموعات الارهابية على المستوى الرسمي وبين انفاق المليارت بمناسبة وبغير مناسبة بعدما تأكد فشل هذه الدويلات في بناء دول تستند على المؤسسات او على اقتصاد متين او حتى على سياسة خارجية اقليمية او دولية حكيمة تقوم على المصالح المتبادلة وانما اعتمدت على كونها دول استهلاكية بأمتياز .
امريكا : عندما نذكر مريكا في موضوع العدو الافتراضي فأننا نكون في حيرة من امرنا ككل المواضيع التي تتبنى امريكا علاجها او تناولها والحيرة هنا متأتية من عدم قدرة اي منا على الجزم بما تكون عليه السياسية الامريكية بعد لحظة او يوم او هي سياسية طويلة الامد من جهة ولان السياسة الامريكية تعتمد على نظرية الاحتمالات وما تنتج عنه او اللعب على المتناقضات في المنطقة وما تنتج عنها ايضاَ من جهة اخرى .
مؤشرات العدو الافتراضي ( داعش ) كبيرة جدا لدرجة تفوق تصورتنا وكيف لامريكا او دول العالم الحر لا تعرف عنها شيئاَ مثل حركة الاموال التي تدخل وتخرج لهذا العدو سواءً حجمها او البنوك التي تتعامل بها ونسبة ارباحها او الدول التي تمر خلالها والامتيازات التي تحصل عليها ثم هناك القيمة التجارية لكل ما بحوزته من موارد بشرية واسلحة ومركبات وغيرها هذا كله يتم عبر تجارالحروب وهؤلاء معروفون لدى اغلب حكومات العالم ( امريكا بالتأكيد ) في بعض الاحيان يبيع هؤلاء التجار السلاح لاطرف متحاربين في نفس الحرب ! اولمجموعة اطراف كما في حالة العراق والصومال ... او غيرهم من وسطاء وسماسرة بيع الاسلحة او البترول وهؤلاء ايضاً معروف كل تفاصيل عملهم وتنقلاتهم والمليارات التي تتحرك بحركتهم لكل ما تقدم اتمنى ان لا يقول احدهم ان امريكا لا تعلم بكل هذا .
لا انتظر او اتوقع موتاً قريبا لهذا العدو الافتراضي ( الموت للمادة ) او نهاية لمسيرته فالاحداث حبلى بالكثير وليس من السهل ايجاد هكذا( العدو الصديق ) للجميع .

صادق العلي








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. حرب غزة..احتجاجات جامعات أميركية | #غرفة_الأخبار


.. مساعدات بمليار يورو.. هل تدفع أوروبا لتوطين السوريين في لبنا




.. طيران الاحتلال يقصف عددا من المنازل في رفح بقطاع غزة


.. مشاهد لفض الشرطة الأمريكية اعتصاما تضامنيا مع غزة في جامعة و




.. جامعة فوردهام تعلق دراسة طلاب مؤيدين لفلسطين في أمريكا