الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


يوم تبرأ البحرينيون من شهداءهم !!

عادل مرزوق الجمري

2005 / 12 / 18
اليسار , الديمقراطية والعلمانية في الخليج والجزيرة العربية


في السابع عشر من ديسمبر، غاب عن"مسيرة الشهداء" البحرينيين رجال الدين الكبار، وغابت رموز المعارضة السياسية في فتيات الغنج السياسيات، وغاب الحقوقيون إلا من رقم أو رقمين يتيمين، وغابت الناس، تبرأ البحرينيون من شهداءهم، غابو ا، خوف أن يتهمهم صحفي -مشترى الذمة- بـ "الغوغائية" أو "الفوضوية". خافت الأسماء على أثقالها وأرصدتها السياسية في الحكومة والصحافة، ليس الأمر بالغريب. فالشهداء "موتى"، لا يعلمون أنهم ضحوا بأنفسهم لمن لا يستحق!!.
"شباب" صغار السن، كانوا يطوفون شوارع المنامة، يائسون، ثمة "فوضى" كئيبة، وثمة خلل في كل شيء، في الشعارات، في خط السير، في المقدمة، إلا في شيء واحد كان كاملاً في سماء المظاهرة، وهو أن من زهقت أرواحهم من شهداء هذه الأرض يئنون على هذه الفوضى التي أعدها أبناء البحرين للإحتفال بذكراهم السنوية، لو كانوا يعلمون عن هذه الفضيحة، لحفظوا أرواحهم !!.
الجمعيات السياسية المعارضة تشدقت بأنها تعارض التوقيت، وأنها لا تريد "تخريب!!" إحتفالات العيد الوطني، والسؤال، لماذا لم تسعى هذه الجمعيات للضغط ليكون هذا اليوم بالفعل "يوماً وطنياً"، هؤلاء الشهداء غابت ارواحهم من أجل البحرين، من أجل مقار جمعياتهم وكراسيهم السياسية، غابت أرواحهم من أجل "الوطن"، فأي توقيت أفضل من اليوم الوطني ليحتفل البحرينيون بهم!!. لا أدري.
الشهداء هم قدموا للبحرينيين حريتهم، وهم من أعادوا المبعدين والمطرودين، وهم من كانوا السبب الرئيس في الحصول على شتى الإستحقاقات السياسية في البحرين، ودماءهم هي من كانت السبب الرئيس في إجبار وزارة الداخلية على السماح لهذه التظاهرة الوفائية بالخروج، إذن "الشهداء" هم من قاموا بكل شيء. والسؤال، ماذا قدم البحرينيون لهم؟، تظاهرة مدعاة "للشماتة" ممن تسببوا في إراقة تلك الدماء، نسى البحرينيون شهداءهم، ألفان او ثلاثة يطوفون الشوارع بغوغائية، ألا طابت أعين الشامتين والقتلة.
"الدولة" مطالبة أن تدرج الإحتفال بـ "الشهداء" في فعاليات الإحتفال بالعيد الوطني، وان يكون الشهداء أهم من نحي ذكراهم في يومنا الوطني، هم ليسوا "مسبة"، يهرب الجميع منها، ويخاف أن تلتصق به.
من أبجديات المهزلة، تفننت جمعية المرسم الحسيني في تزيين الشوارع بالعيد الوطني، ولم تقم بإقامة جدارية واحدة "تحفظ" ذكرى شهداء البحرين.وجمعية "الإسكافي" دارت في ذات النسق، البحرينيون "بخلوا" على شهداءهم حتى بـ "الرسم".
ما هي أوجه هذا التضارب المصطنع بين الإحتفال بـ "العيد الوطني" و"عيد الشهداء"، القواسم المشتركة يراها الأعمى قبل البصير، فلماذا تردد البحرينيون في تكريم ذكرى شهداءهم، ولماذا تخاذل السياسيون عن المشاركة والتحشيد، ولماذا تمترس رجال الدين في دورهم؟!!
في المظاهرة، قرأت في وجوه الكثيرين شيئاً من الحزن، الوجوه كانت تحاول إقناع نفسها بأننا نحضر "تكريماً" لائقاً بشهداء البحرين، إلا أن الصفوف المهلهلة كانت تفضح المبالغين.
أخر الكلام، البحرين في السابع عشر من ديسمبر توهمت الإحتفال بالشهداء، رجال الدين على عروشهم نائمون، والجمعيات السياسية تتوهم بخيلاء كبر إنجازاتها في الملف الدستوري، ولا أدري هل يجوز لأي بحريني أن يتوهم أن أيا من الدساتير البحرينية هو أثمن من تلك الدماء التي لم يحترمها أحد. لعمري إن تلك الدماء أثمن من كل دساتير الدنيا، وخطب الجمعة، ومناصب الرئاسة في الجمعيات السياسية، تلك الدماء أطهر وأولى بالوقوف والاحترام من أي عبث آخر. ولا تحس بهذه الحقائق إلا أسر الشهداء، فهم من تقرحت أعينهم من الحزن، أما البقية، فلقد أعتلى من إعتلى المناصب، وتسيد من رجال الدين من تسيد. وبقت عيون الثكالى .. متقرحة!!. والبحرين كلها في يوم الشهداء "قرح".

"ليست هذه المقالة، سوى أحاسيس خاصة، ولا علاقة لها بالإعلام أو السياسة".








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. بلينكن مصمم على التوصل لاتفاق لوقف إطلاق النار بين حماس وإسر


.. شبح الحرب يخيم على جبهة لبنان| #الظهيرة




.. ماهي وضعية النوم الخاصة بك؟| #الصباح


.. غارات إسرائيلية تستهدف كفركلا وميس الجبل جنوب لبنان| #الظهير




.. إسرائيل منعت أكثر من 225 ألف عامل فلسطيني من الوصول لأماكن ع