الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


عن اي عراق تتحدث ياشيخ

دهام محمد العزاوي

2016 / 7 / 29
مواضيع وابحاث سياسية



على قدر المشقة التي واجهتني في رحلتي الاخيرة الى بلاد شنقيط موريتانيا فان المتعة قد حفتني بعبارات الترحاب وايات التكريم التي استقبلني بها المورتانيون حينما عرفوا انني من العراق . وقد قيض الله لي ان اجلس في الطائرة مع معتمر موريتاني كبير السن والخبرة ظل طوال ساعات الرحلة الستة يكيل مدحا قي العراقيين ويصفهم بصفات البأس والقوة والكرم والعروبة والحضارة والمواقف المبدأية التي لولاها لمابقي المورتانيون ينعمون بالحياة على حد وصفه . وفي الوقت الذي تملكني للحظة شعور الهيبة والفخر فان شعور الاسى والحزن قد سيطر على مشاعري حتى دنوت من رفيقي العراقي هامسا في اذنه (عن اي عراق يتحدث الشيخ ) ، فاما ان الشيخ يدري بحال العراق ويريد ان يوهم نفسه بالعيش في ماض جميل او انه يعلم ماحل بالعراق من مصائب وويلات فيعظم نفسه بالتغاضي . بكل تاكيد لم استطع ان اوقظ الشيخ من حلمه الجميل عن العراق وظلت غصة في حلقي ان اصارحه بالحقيقة واقول له ياشيخ ان العراقيين قد بدلوا من بعدك فتقاتلوا وتنابزوا بالقاب الطائفية والعنصرية وهجروا بعضهم وسرقوا اموالهم وقتلوا علمائهم وشتتوا شمل مثقفيهم واستسلموا للارادات الاجنبية فانبروا يتسابقون في تقديم الولاء لهذه الدولة او تلك ضانين ان الخلاص والنجاة ببيع الولاء وتكريس البراء . رجائي لك ياشيخ ان تبلغ اخواننا في شنقيط ومن تعرفهم من العرب المجتمعون في قمتهم العربية ان عراق الوحدة والعروبة الذي يرجون عودته قد ضاع ليس بسبب الاحتلالات وتفرق العراقيين فحسب وانما كذلك مع اول خنجر غرسه العرب في ظهره حينما اباحوا حصار ابناءه وتدمير مقومات نهضته طوال عقد ونصف من الزمن فقتلوا انفسهم حينما قتلوا العراق . ياشيخنا ان احلامك الجميلة اما ان تجعلك تعيش في وهم مستمر او انك تريد ان تجعل منها ستارا يحجب عنك رؤية الواقع العراقي الاليم .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. حاكم دارفور: سنحرر جميع مدن الإقليم من الدعم السريع


.. بريطانيا.. قصة احتيال غريبة لموظفة في مكتب محاماة سرقت -ممتل




.. عائلات المحتجزين الإسرائيليين يضرمون النيران بشوارع تل أبيب


.. بإيعاز من رؤساء وملوك دول العالم الإسلامي.. ضرورات دعت لقيام




.. بعبارة -ترمب رائع-.. الملاكم غارسيا ينشر مقطعاً يؤدي فيه لكم