الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


المواطن العراقي اول ضحايا الاصلاح !

محمد فريق الركابي

2016 / 7 / 30
مواضيع وابحاث سياسية




تحسن الواقع المعيشي و الخدمي و الصحي و الاقتصادي للفرد هذا ما يفهمه ابسط مواطن عراقي عن الاصلاح الذي ينادي به منذ سنة تقريبا عبر تظاهراته مستخدما شتى الشعارات و الاهازيج فقط ليصل صوته الى من يهمهم الامر و من يملكون مفاتيح االخروج من الازمة التي ضيقت الخناق على الشعب و جعلته نادما لانتخابه من تسبب بذلك من السياسيين رغم وعودهم التي اطلقوها ابان الانتخابات و لم يكتفوا بذلك بل يحاولون استغلال الاصلاح ليغطي فسادهم و فشلهم.


لم تكتفي الحكومة العراقية بعملية التحايل على مطالب الشعب و ركوبها الموجة عبر ورقة الاصلاح التي اعلن عنها السيد العبادي و طالب بتفويض شعبي و برلماني لتنفيذ خطوات الاصلاح الواردة فيها و لعل ابرزها تشكيل حكومة التكنوقراط بدلا عن حكومة المحاصصة التي يرفضها الشعب و الامر ذاته بالنسبة لورقة السيد سليم الجبوري و ورقته الاصلاحية بل عمل المجلسين ( الوزراء و النواب ) على تقسيم المناصب مجددا و تشريع القوانين تحت مسمى الاصلاح فأعلنوا عن مناقشة تغيير كادر المفوضية العليا للانتخابات و جعلوا ذلك حديث الشارع لتغطية التصويت على قانون امتيازات اعضاء مجلس النواب الذي اكد اعضائه انه جاء كمقترح من مجلس الوزراء و بالخطة ذاتها رفض البرلمان الاستقطاع من رواتب موظفي الدولة الذي امر به مجلس الوزراء ليناقش قانون الجرائم المعلوماتية الذي يقيد حرية الشعب في الانتقاد و رفض الفساد.


من خلال هذه الممارسات و الحيل التي يمارسها الساسة اصبح المواطن العراقي ضحية من جديد لكن ليس للفساد و الفشل بل ضحية الاصلاح الذي يطالب به في تظاهراته فكل ما تتخذه الحكومة من قرارات تندرج تحت مسمى الاصلاح و كل ما يشرعه مجلس النواب يعتبر داعما لخطوات الاصلاح ( من وجهة نظرهم ) و الواقع ان كل ذلك يأتي ليعزز سلطة الاحزاب و يزيد من قوتها لمواجهة الشعب فالإصلاح الاقتصادي مثلا يتحمله الموظف العراقي من خلال تخفيض راتبه الشهري و في الوقت نفسه يحصل الوزير او البرلماني على زيادة في الراتب و بدلا من تشريع قوانين تجرم التصريحات الطائفية التي يتقاذف السياسيين بها فيما بينهم يتم مناقشة القوانين التي تمنع المواطن العراقي من التعبير عن رأيه و بدلا من الشروع في تشكيل حكومة مستقلة تخدم المواطن تناقش الاحزاب تشكيل حكومة تحفظ نصيبها من الوزارات و طبعا مع الاصلاح علنا و في الخفاء تخدم مصالحها و بالتالي اصبح الاصلاح سببا لاتفاقات سياسية بعيدة عن مفهوم الاصلاح الذي يريده الشعب.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. على حلبة فورمولا 1.. علماء يستبدلون السائقين بالذكاء الاصطنا


.. حرب غزة.. الكشف عن نقطة خلاف أساسية بين خطة بايدن والمقترح ا




.. اجتماع مصري أميركي إسرائيلي في القاهرة اليوم لبحث إعادة تشغي


.. زيلينسكي يتهم الصين بالضغط على الدول الأخرى لعدم حضور قمة ال




.. أضرار بمول تجاري في كريات شمونة بالجليل نتيجة سقوط صاروخ أطل