الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


التمرين الكبير نحو الديمقراطية في العراق

فالح الحمراني

2005 / 12 / 18
اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي


شهد العراق الخميس، في الانتخابات البرلمانية، تمرينا جديدا نحوالممارسة الديمقراطية الحقة.انه التمرين المطلوب لبلوغ هدف اقامة العراق الديمقراطي.العراق الجديد.وذهب الناخب العراقي مشيا على الاقدام لصناديق الاقتراع ليدلي بصوته.انها ظاهرة سجلتها وسائل الاعلام بامتياز.ومن المفروض ان تكون مأثرة لمحبي الحرية والمؤمنين بحقوق الانسان وكرامته في العالم العربي.انه السعي نحو الكرامة الوطنية والتعبير عن الذات.لقد سدلت الاننتخابات على المرحلة الانتقالية.واكدت نجاح العراقيين باجتياز كافة اطوار العملية السياسية الرئيسية التي تضمنها القرار الدولي.
وباستثمار كافة مكونات شعب العراق، الحق الانتخابي، للتعاطي مع العملية السياسية ويكون لها دور في صناعة القرار السياسي، فقد فتحت صفحة جديدة لما بعد سقوط الديكتاتورية البغيضة، وبداية العد التصاعدي لعصر جديد، من المتفق ان يكون فيه الحوار والوسائل السياسية السبيل الوحيد لمعالجة كافة المشاكل القائمة والمحتملة. لقد برهنت الانتخابات، وقبل ظهور النتائج الجديدة، ان هناك افقا رحبة وواعدة للديمقراطية والنظام التعددي.ان شعب العراق رفض العنف والارهاب كاسلوب في التعامل السياسي.واشارت انتخابات 15 كانون اول (ديسمبر)، الى ان هناك قاعدة اسسها الدستور الجديد، ومنبرا هي الجمعية الوطنية ساحة لصراع بين الكتل النيابية سلما.صراع يتخذ العقل والمنطق اساليبا للاقناع، لاالقتل المجاني للابرياء والخصوم السياسيين، والثروات البشرية.
توجه الناخبون في العراق مرة اخرى في 15 كانون اول (ديسمبر) لانتخاب الجمعية الوطنية، التي بدورها ستعين حكومة جديدة، تستمر صلاحيتها لمدة اربع سنوات. وتميزت الانتخابات باقبال منقطع النظير. ويضفي مشاركة ابناء المذهب السنة فيها وبكثافة لونا جديدا على اللوحة السياسية العراقية ويعزز التوازنات التي يجب ان تكون في صالح كفة مكونات الشعب العراقي.
ان الاصرار العراقي على اجراء الانتخابات في موعدها المحدد لصنع خطوة جديدة على طريق العملية السياسية يعد رد قوي على المتشككين في قدرة شعب العراق العثور على قاسم مشترك وصياغة المهام الوطنية العامة من اجل خدمة مصالح العراق كدولة وكمجتمع وكفرد.رد على اللذين ارعبتهم افرازات التحولات الكبيرة، والخسائر الفادحة والمحن والماسي التي وقعت على كاهل شعب العراق. علما ان هناك قانونا تاريخيا يؤكد ان انهيار النظام الشمولي الديكتاتوري يخلف الكوارث الوطنية.وليس ثمة من كان يتوقع ان نظام صدام سينهار دون تداعيات كارثية للعراق والمنطقة.
ان الانتخابات البرلمانية في العراق خطوة نحو تلمس الطريق المؤدي لافق السلام الاجتماعي والازدهار الاقتصادي وبناء الدولة الحديثة.دولة القانون. ورد سير الانتخابات على الذين يشككون بامكانية بناء دولة ذات نظام ديمقراطي تعددي في العراق.
ان اهمية انتخابات 15 كانون اول( ديسمبر) تكمن بكونها جمعت كافة القوى. وشاركت بها القوى التي غابت عن الانتخابات التي سبقتها، ووصفت نفسها بالمغيبة.بيد ان هذه القوى كما يلوح ادركت بانها ستغيب بارادة منها اذا لم تشارك في العملية السياسية. وادركت ايضا ان العملية السياسية مفتوحة ويمكن هذه القوى (التي غيبت نفسها) ان تطرح مواقفها بحرية وبجرأة دون التخوف من الاعتقال والمطارة البوليسية، في اطارها. اذن تخلت عن عقلية حقها باحتكار السلطة، والخوف من ان المعارضة هدف للذبح والمقابر الجماعية، او شرائح مهمشة، كما كان معمولا به في عهد الطاغية المخلوع.ادركت ان العراق على اعتاب مرحلة تاريخية جديدة. ادركت ان على كل شريف المساهمة في هذه العملية. ووعت ضرورة ان الجزئيات والتفاصيل غير ذات اهمية في المنعطفات التاريخية الكبرى.لقد شدد البعض للتشكيك بالعملية السياسية بالاشارة الى التدخل الايراني والترويع منه ويعمم الاحداث في البصرة او في الفلوجة وغيرها، واخر من دول الجوار الاخرى. لكنهم نسوا ان المهم هو تطوير العملية السياسية،واثبات مصداقية المشاركة فيها بالانتماء الوطني للعراق لتاسيس دولة قادرة على وضع حد لمطامع الاخرين.
ان ما يجمع تلك النزعات ادراك ان الوصول للاداء الديمقراطي بحاجة الى زمن طويل، الى تمارين عديدة قبل ان تتمكن الامة من العملية.
وفي ذاكراتي مشاهد حية لاولى ممارسات الروس للديمقراطية. لقد بدت في بداية الامر ديمقراطية وصفت بالهمجية، وبرزت في احتدام الفوضى الديمقراطية قوى سياسية اضمحلت بسرعة رغم شعبيتها الواسعة وصخبها لكن التطورات برهنت على انها قوى عابرة.ادرك الناخبون ان الشعارات الوطنية والدينية الفضفاضة لاتسمن ولاتغني عن جوع.وان المصالح هي الرابط القوي للناس وليس الانتماءات المذهبية. ولفظَ الراي العام الروسي ايضا شخصيات كانت تعتاش على الميول اللحظية للناخبين (للجماهير). بيد ان تطور العملية السياسية ساعد على انضاج الوعي السياسي. والان حينما اعيدُ الذاكرة والارشيف اتساءل عن مصير العشرات من الشخصيات السياسية التي كان لها صوت في عهد البيريستروكا وما بعده.
لقد كان خيار شعب العراق في توجهه للمشاركة انتخابات 15 كانون اول(ديسمبر)، خيارا صعبا. لقد تجاوز بجراة حقيقة انها تجري في ظل تواجد قوات التحالف الدولي، وامتلك الناخب الشجاعة للتصويت بحرية عن نفسه دون امر او ايحاء من قوى اخرى. وتغلب على تركة الماضي وشعر انه حر، ليتوجه لصناديق الاقتراع ليدلي بصوته رغم ان ثمة احتمالات بان الطريق المؤدي لصناديق الاقتراع مزروع بالالغام.
ان العراق شهد الخميس تمرينا كبيرا لاقامة الديمقراطية. ورغم انه الانتخابات غير مثالية لكنها ضرورية.انها مرحلة انتقالية من الافكار المحضة الى دخولها لحيز التنفيذ.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. إسرائيل توسع عمليات هدم منازل الفلسطينيين غير المرخصة في الق


.. عقب انتحار طالبة في المغرب مخاوف من تحول الأمر إلى ظاهرة بين




.. #فائق_الشيخ_علي: #صدام_حسين مجرم وسفاح ولكنه أشرف منهم كلهم.


.. نتنياهو يتوعد بضرب -الأعداء- وتحقيق النصر الشامل.. ويحشد على




.. في ظل دعوات دولية لإصلاح السلطة الفلسطينية.. أوروبا تربط مسا