الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


مناخ أوروبا لا يُساعِدُ على الكِتابة

امين يونس

2016 / 7 / 31
كتابات ساخرة


شاءت الظروف والحظ الحسن ، أن أزور أوربا للمرة الثالثة خلال السنوات الثلاثة الأخيرة ، المرتَين السابقتَين في الشتاء ، وهذه المرة في عّز الصيف ، أدناهُ بعض الملاحظات والإنطباعات :
* منذ أن قررتُ أن أكتب بإنتظام ، قبل حوالي التسعة سنوات ، لم يسبق لي الإنقطاع عن الكتابة لمدة تتجاوز العشرة أيام . إلا في هذه الفترة ، حيث مضى أكثر من خمسة عشر يوماً على كتابة آخر مقالٍ لي ، أي منذ وصولي إلى برلين . ولقد تجولتُ في ألمانيا والنرويج والسويد والتشيك . وإكتشفتُ أن " أجواء " هذه الأماكن ، لاتُساعِد على الكتابة ، و " مناخ " هذه الأصقاع ، لا يُشّجع على الإبداع ! .
* قد لا يُؤيدني البعض على الطرح أعلاه ، ورُبما يعترض آخرون . ولكن سيداتي سادتي ، ولكي أكون صريحاً معكم ، فأنني وأمثالي ، هُنا في الأقليم وفي العراق عموماً ، دَفَعَتْنا الضغوطات للكتابة ، أجْبرَتْنا اللاعدالة المُفرِطة ،على الخَوض في الشأن العام ، جّرَنا فَساد السُلطة وأحزابها ، على الإنتقاد والوقوف بوجهها ، شّجعنا إنغماس أحزاب الإسلام السياسي الحاكمة المتنفذة ، في الخزعبلات والغيبيات والنفاق والمتاجرة بالدين والمذهب ، على فَضحِها وإدانتِها . أرْغمَتْنا الأحزاب القومية بفروعها العربية والكردية وحتى التركمانية ، بتوجهاتها الضيقة الأُفُق ونهجها الإنعزالي ، على مناوئتها .
ولكن ومنذ وصولي إلى برلين في مقتبل تموز ولغاية مغادرتي البارحة ، كنتُ في عالمٍ آخَر ، ليسُ لهُ عِلاقة ببلدي ، لا من قريبٍ ولا من بعيد . فكُل موقفٍ وكُل لحظة ، تقودني إلى ذاك الفِعل المُؤلِم ، إلى : المُقارَنة اللعينة ! . بحيثُ بُتُ أكره المُقارَنة كُرهاَ .
* اليومُ قُلتُ لأختي الكبيرة ، الحجّية ، التي جاءتْ لتزورني بمناسبة عودتي من سفرة العلاج والإستجمام : .. ليستْ هنالك عَدالة ، في المناخ ، ففي 13/7/2016 ، كنتُ في بلدة ( إلفيروم ) التي تبعد حوالي المئتي كيلومتر عن أوسلو ، حيث هطلتْ أمطار غزيرة مصحوبة بالحالوب ، وكانت درجة الحرارة 15 درجة مئوية . في نفس الوقت الذي كانتْ درجة الحرارة في دهوك 46 درجة وفوق الخمسين في بغداد والجنوب .
قاطَعتْني الحجّية قائلة : لا تكفر يا أخي ، فتلك مشيئة الله وهذهِ إرادَته !! .
* عصر يوم الثلاثاء 26/7 كُنا جالسين في ( تْريبتاور بارك ) ، تلك الحديقة الكبيرة وسط برلين ، تحت شجرةٍ عملاقة وارفة الظل ، على ضفاف النهر . كُنّا عشرة ذكور ، كُلهم عراقيون كُرد من حاملي الجنسية الألمانية ، عَداي أنا . على بُعد أمتار مّنا ، كانت الفتيات بمعية أصدقائهن ، يفترشن الأرض الخضراء بِكُل عفويةٍ وحُرية ، وحسناوات بالمايوهات يمخرنَ عباب النهر على زلاجاتٍ صغيرة ، وهُنّ يلّوِحنَ لنا بأكفهنَ الجميلة .. أمضَينا ساعاتٍ في إحتساء الخمور مع الجاجيك والفستق والجلفراي ، تخللتْها مقاطع رائعة من العزف على الناي والكمان .
حتى حين كان الحديث يدور بين الفينة والفينة ، عن القامشلي وعن الأوضاع الصعبة في الأقليم وعن دياربكر .. فأنهُ كانَ باهتاً وغير حقيقي ومُفتعلاً ... وسطَ ذاك الجَو الخّلاب والجمال الآسِر ! . لا أظنُ ان الكُرد العراقيين ( الذين رأيتهم هناك على الأقل ) ، المنغمسين بهمومهم البرلينية اليومية ، يُقدمون شيئاً لقضايا الأقليم والعراق عموماً ، غير " التعاطُف المعنوي " .
وأنا نفسي ، إندمجتُ مع الطقس الرائع والطبيعةِ الساحرة والجمال الباهِر .. بحيث إبتعدتُ عن الكتابةِ لعدة أسابيع .. ألَم أقُل لكم ، بأن الأحوال هُنا في أوربا ، لا تُساعِد على الكتابة ؟!
.................
مثل " المُجترات " ... سأحاول إسترجاع بعض ما إختزنَتْهُ ذاكرتي الأوروبية ، في الأيام القادمة .









التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - الدعم المعنوي
bamarny ( 2016 / 8 / 9 - 17:13 )

سيدي العزيز
عدم أو قلة دعم المغتربين للأوضاع في العراق من البصرة إلى زاخو لها أسباب كثيرة لكل شخص أسبابه ألتي تعنيه.
انا توقفت من سنين عن متابعة أخبار العراق لأنني ببساطة فقدت الأمل في أي تحسن للأوضاع الاقتصادية والسياسية و الاجتماعية في العراق كله في السنين الباقية لي من العمر رغم أنني لم أبلغ الخمسين بعد.

سيدي العزيز
لابد أن يتحرك الشعب لأحداث التغيير حتى يتلقى الدعم المعنوي و الفعلي من المغتربين ومن الخيرين في العالم.
سيدي العزيز
في إحدى زياراتي لاسطمبول تعرفت في مطار أتاتورك على كاثرين و ماجدالين بنتين في عز الشباب و غاية الجمال من ألمانيا كانتا في المقعد خلفي و في انتظار الحقائب سألتني كاثرين أن نذهب معا بالميترو إلى وسط المدينة .
في الطريق سالتهن عن سبب زيارتهن لاسطمبول فقالوا : نحن هنا للمشاركة في الاعتصامات و الاحتجاجات التي يقوم بها أهل اسطنبول ضد إغلاق و هدم حديقة غازي من أجل بناء عمارات تجارية .
سيدي العزيز
تهدم الوطن كله والعراقيون لا زالوا ساكتين. فكيف يدعم الخييرون شعبا راض و ساكت على كل ما يجري ؟

اخر الافلام

.. صباح العربية | الفنان سامو زين ضيف صباح العربية


.. الرئيس التونسي: بعض المهرجانات الفنية لا ترتقي بالذوق العام




.. ظهور حمادة هلال بعد الوعكة الصحية في زفاف ابنة صديقة الشاعر


.. كل يوم - -ثقافة الاحترام مهمة جدا في المجتمع -..محمد شردي يش




.. انتظروا حلقة خاصة من #ON_Set عن فيلم عصابة الماكس ولقاءات حص