الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ذاهبون لننجز - دَعَوْنا تاريخيا لوحدة الصف الكفاحية في تميزها عن اشكال أخرى للوحدة غير الكفاحية

عصام مخول

2005 / 12 / 18
اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم


شرف كبير ان اقف على هذه المنصة، وامام هذه القاعة الحاشدة، وانادي المناضلين والمناضلات واكاد لا اخطئ احدا منكم، ليست هناك تنظيمات سياسية اخرى، تستطيع ان تحشد هذا الكم من المناضلات والمناضلين، ممن انطبعت بصماتهم على التاريخ الوطني والدمقراطي والتقدمي في هذه البلاد، وممن انطبعت بصماتهم على معركة البناء والكرامة والخدمات التي رافقت هذه المدينة القلعة، الناصرة، على مدار الثلاثين عاما الماضية بل على مدار عقود طويلة قبل لحظة الانعطاف في الناصرة.
انظر في وجوهكم ايها الرفاق والرفيقات اجيال من قادة الحزب الشيوعي واجيال من قادة الشبيبة الشيوعية والجبهة بين المعطائين والنساء الدمقراطيات الذين شقوا طريق النضال، وروجوا لقيم الكفاح والتقدم ومكانة المرأة وحرقوا الارض البور الوعرة، وصاغوا الفكر السياسي التقدمي حين كان لهذا النضال ثمن وقبل ان يعج النضال مدفوع الثمن، مسلحين بالوعي الطبقي والاممي. انظر في وجوهكم فأرى الماضي العريق وارى المستقبل الواعد المبشر، فتحية لكم..
من على هذه المنصة المهيبة اذكر اننا في الحزب الشيوعي كنا ولا زلنا نرى بجبهة الناصرة الدمقراطية، وفي صلبها فرع الحزب الشيوعي والشبيبة الشيوعية، كنزا استراتيجيا، للناصرة واهلها اولا وللجماهير العربية، وللحزب الشيوعي الاسرائيلي، والجبهة قطريا، ولكل قوى التقدم والدمقراطية في البلاد.
لقد قدمت القيادة الجبهوية لبلدية الناصرة في العقود الثلاثة الماضية وراكمت ارثا تقدميا ووطنيا رائعا نفاخر به ونعتز.
في المؤتمر الخامس لجبهة الناصرة نستند الى هذه الارث باعتزاز واكبار
ثلاثون عاما منذ الانعطاف في 9/12/1975 ولكنها عقود ثلاثة عاما من الانعطاف والتغيير ايضا.
ثلاثة عقود من التضحية بشكل جديد.. من العطاء.. والتعبئة، والابداع، والاشعاع، الانساني والوطني الدمقراطي والتقدمي.. ثلاثون عاما من تحويل المفاهيم، ليتحول الناس العاديون الى شعب مكافح واع ومشارك في احداث التغيير.. وتحويل العمل البلدي الى مزيج من الكرامة والخدمات. ومخيمات العمل التطوعي – الى ارقى معارك البناء والتحدي – والتنوير والكبرياء والعزة.
ان مبادرة الحزب الشيوعي الى اقامة الجبهة لم تكن قضية مزاج عابر، بل جاءت من اجل خلق اطار لوحدة الصف الكفاحية حول برنامج الحد الادنى، ليس من اجل اقامة جسم اضافي بل من اجل بناء جبهة مع الحزب الشيوعي.
الحزب الشيوعي ادى الى اقامة الجبهة من اجل ان تكون اداة نضال تسمح لاصدقاء الحزب بأن يكونوا شركاء في النضال من دون ان يتفقوا مع الحزب ايديولوجيا.
اقمنا الجبهة – بدءا من الناصرة – لنقدم ادوات نضال لحلفاء – يناضلون ويعطون ويضحون الى جانب الحزب الشيوعي واؤكد الى جانب الحزب الشيوعي.
لتكون اناء كفاحيا، واسعا ومتوسعا باستمرار.
واذا كنا نتحدث هنا في بيت الصداقة بجانب ساحة العين فلا بد ان نشيد "الجبهة" هي جبهة مع الحزب الشيوعي – وهو عمودها الفقري تمده بالاتساع والانتشار ويمدها بالعمق والجذور، ولن تكون هناك مسافة لدق الاسافين المسمومة والحاقدة بين الحزب الشيوعي والجبهة.
أيها الرفاق ، ايها الحلفاء، وكلنا رفاق درب ونضال.
جبهة الناصرة ولدت في رحم مقولة "وحدة الصف الكفاحية" التي صاغها الحزب الشيوعي دون غيره تاريخيا، وحين كان صوت القائد توفيق زياد الراحل عنا الباقي فينا يجلجل داعيا الى الوحدة الكفاحية – كان يعني وحدة الصف الكفاحية، في تميزها عن اشكال اخرى للوحدة، غير الكفاحية – كان يعني وحدة الصف – التي ولدت يوم الارض 30 آذار 1976 في رحمها، وتكاملت فيه قبل ثلاثين عاما – منذ ثلاثين عاما صاغ يوم الارض جدلية الوطن والمواطنة – وولد في رحم تجربة جبهة الناصرة المنتصرة.
ليس بالوحدة التصفيقية في قوائم للكنيست تحيي الجماهير وتدافع عن حقوقها.. ليس وحدة العرب في مواجهة وحدة اليهود... بل وحدة الصف التقدمية، الوطنية – الدمقراطية العربية واليهودية في مواجهة السياسات العنصرية.
ليس سياسة للعرب في مواجهة سياسة لليهود.. بل سياسة عربية – يهودية في مواجهة التدهور الفاشي – تحالف اولئك المعنيين بتغيير النظام القائم في اسرائيل – ضد اولئك المعنيين والمستفيدين من استمراره باستمرار الوضع القائم.
بعد ان اصبح الكل يتحدث بخطابنا، يتحدث عن الفقر والبطالة والجوع والعلاقة بين الاجتماعي والسياسي – هناك من يشد بنا نحن اليسار – تحت شعار: اليسار يعني الجبهة نحو قوائم اثنية – على اساس اثني قومي وليس على اساس دمقراطي تقدمي.
بعد ان انتهت السياسة الاثنية، الكل يتحدث عن مقولات يسارية مفتعلة وكاذبة.. ونحن اصحاب الموقف اليساري الاصيل.. نحن اليسار الذي لم يتراجع في اسوأ اللحظات مدعوين الآن الى قوائم عربية موحدة؟! رفقا بنا وبكم!
هل يصح فينا القول: "رايحين على الحاج والناس مروحة".
هناك من يحذرنا – ويخوفنا وان هذه انتخابات صعبة ونسبة التصويت (ايلي ريخس) عند العرب ستنخفض، هناك صناعة احباط وتيئيس للجماهير العربية والقوى الدمقراطية وهناك من يفسر لنا ان: "السبب في صعوبة الانتخابات انها تدور حول القضية الاجتماعية "كلهم صاروا يسارًا" وشارون وموفاز وعمير بيرتس والتسويق من خلال الوثيقة الاستراتيجية.

قال – اوضاع الجماهير العربية الاقتصادية صعبة... فلذلك يجب البحث عن صيغة تنقذنا: قائمة موحدة!
ولكننا نعطي الجواب الواضح كما اعطينا دائما:
نحن نذهب الى هذه الانتخابات بقوة وثقة كبيرة بالنفس.
هذه الانتخابات تجري في المياه الاقليمية السياسية للحزب الشيوعي والجبهة في نقطة الفصل بين الاجتماعي والسياسي في نقطة الربط بين جوع الفلسطينيين وجوع الاسرائيليين – معركة انتخابات في مياهنا الاقليمية .. نحن الافضل فيها.. يخوفوننا – زي ما بخوفوا عكا من هدير البحر.. زي ما يخوفوا الشباب على قطعة من سور عكا – من الفقر..
ذاهبون لننجز – ذاهبون بوحي 9/12/1975 لنحقق نصرا كبيرا.. بايدينا ان نصنعه.. دقت ساعة العمل فلنتحرك.

* نص كلمة السكرتير العام للحزب الشيوعي الاسرائيلي في المهرجان الافتتاحي لمؤتمر جبهة الناصرة الخامس يوم 9/12/2005








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. صور أقمار اصطناعية تظهر النزوح الكبير من رفح بعد بدء الهجوم


.. الفيفا يتعهد بإجراء مشورة قانونية بشأن طلب فلسطين تجميد عضوي




.. مجلس النواب الأمريكي يبطل قرار بايدن بوقف مد إسرائيل ببعض ال


.. مصر وإسرائيل.. معضلة معبر رفح!| #الظهيرة




.. إسرائيل للعدل الدولية: رفح هي -نقطة محورية لنشاط إرهابي مستم