الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ليلة تمرمر الجيش على أردوغان (2)

كاظم الحناوي

2016 / 7 / 31
مواضيع وابحاث سياسية



المرمر: الغضب
كاظم الحناوي
الأكشاك الخاصة بالمؤكولات الخفيفة والعصائرمنتشرة على طول كورنيش مرمرة، ومكاتب الرحلات السياحية يقف ممثلوها على الجانبين على منصة تعلوها مظلة، يبتسمون للمارة، ويردون التحية للسائحين، ويوزعون كتيبات دعائية، وكأنهم يمتلكون مفاتيح الفردوس، ويرددون بعدة لغات الدعوة للمشاركة في العديد من الفعاليات التي تقام في أماكن متفرقة من المدينة أو في مدن أخرى، بينما هناك مكاتب خاصة يفضلها السياح على الباعة المتجولين.
إلى جانب الأتراك الكثير من العرب المقيمين في تركيا يعملون في هذه المهنة، يستقبلون الزائرين القادمين لقضاء عطلتهم في ربوع المدينة، وغيرهم الكثير وفدوا للعمل أو كمحطة لآماكن أخر .
الذين يريدون إتخاذ مرمرة محطة ينظرون إلى ما خلف الخليج من جزر، وكأنهم يخترقوها بعيونهم ليصلوا الى ما خلف هذه الجزر من حلم، فقد قيل لهم إن خلف هذه الجزر بلاد ، تحت ظلها يسكن الجميع سواسية.!
عندما تتكلم معهم انك قادم من هناك يعلوهم الصمت المهيب، فيعلوا الفرح على جوههم، فكأنهم في خشوع ينظرون. يريدون الحصول على إجابات ولكن عندما تصدمهم بالحقيقة، تشرأب أعناقهم الى التلال والمرتفعات يرنون بعيونهم طريق العودة، ويضعون أكفهم على جباههم ليمسحوا قطرات إنزلقت ندما بعد معاناة طويلة ومرهقة فتحل عليهم الكآبة، وينالهم شيئا من الحزن والغضب..
عندما يخطط حبيبان لقضاء عطلة بعيدا عن عيون الاهل والاصدقاء، فتلتقطهم عدسة عابرة ليظهروا في خلفية الصورة،المهم إن سكان مرمرة، لايمانعون في ألتقاط صورة من دون علمٍ مسبقٍ أو إخطارٍفي حدود الساحل لكن آخرين يغضبون ولايمنعهم من توبيخك سوى انك غريب.
عدسات الهواتف المحمولة لم تعد تثير التساؤل والاستغراب، من السهل تصوير اللحضات عبر صور (السلفي)، بعد أن يتم ربط التلفون بعصا طويلة لتكون الصورة أكبر وتحتوي على خلفية أوسع لذلك فهي رفيقة للسائحين والمقيمين، البعض يستنكر ويطرح سؤال ويرفض التصوير في محيط مكان جلوسه أو إستلقائه مما أدى الى التعامل معها كقضية ومشكلة، يعتبر هؤلاء التصوير إساءة إلى خصوصية الفرد، لكن الكثرة في إستعمال (الموبايل) قللت من الشكاوي واصبح أصحاب الهواتف يسجلون اللحضات بحرية عبر التنقل من مكان الى أخر، والتصوير فيه تكريسٌ لدور الكاميرا الذي فرضه االعصر، وتعميقٌ للأزمة التي زرع بذورها وروى غرسها، مواقع التواصل الاجتماعي لكن فات الاتراك ان هذه الكاميرا ستكون سببا لانقاذ رأيسهم ليلة 15-07-2016 والتي اصبحت معلما في تاريخ المدينة (منتصف تموز في مرمرة).
قبل ذلك بإسبوع جاء مسؤولون من حماية أردوغان إلى المنطقة حيث وضعت الكاميرات الأمنية في جميع أنحاء حدائق فيلا غراند يازجي ماريس. وتم تجهيز الجدران العالية والممرات بالكاميرات. بينما حراس الأمن على القوارب التي تبحر أمام الفيلا المرتبطة بالفندق يسيرون كاميرات خاصة عبر طائرات التحكم عن بعد.
القادمين إلى مرمرة إستلقوا على سواحلها ومسابحها ليستمتعوا بشمسها، وينعموا بما تجلبه من سمرة للاجساد البيضاء، ويتمتعوا بمناظرها، ويرتادوا محلاتها، ويزورا معالمها ويشاهدوا ما تحويه متاحفها، ويسعدوا بزرقة مياهها والتأمل في هدوء أمواجه وسكون حركاته عبر الرحلات البحرية، والاستمتاع ببرامجها السياحية، وجمالية الشروق والمغيب، حيث تشرق الشمس من جهة البحر، ولكنها تغيب باكرا خلف الجبال العالية التي تغطي ظهر المدينة.
حرص الجميع على الخروج قبيل وبعد الغروب حيث تشاهد حركة غير طبيعية، حيث تدرك إن الجميع كان قد قدم للتو من رحلة سفاري أو زيارة مواقع أثرية أوسفرة بحرية ، ونظراتهم تودع اليوم محتضنة آخر لحظاته ، وأمانيهم بغد مليء بمتعة الاقامة والمشاهدة، إذ كان شوقهم للغد شديداً، كما كان حبهم لليوم كبيراً، وتوقهم لقضاء ليلة سعيدة.
اسم الفندق الذي يدير الفيلا: Casa De Maris Hotel
التتمة في الجزء القادم








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. فولفو تطلق سيارتها الكهربائية اي اكس 30 الجديدة | عالم السرع


.. مصر ..خشية من عملية في رفح وتوسط من أجل هدنة محتملة • فرانس




.. مظاهرات أمام مقر وزارة الدفاع الإسرائيلية تطالب الحكومة بإتم


.. رصيف بحري لإيصال المساعدات لسكان قطاع غزة | #غرفة_الأخبار




.. استشهاد عائلة كاملة في قصف إسرائيلي استهدف منزلا في الحي الس